نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث تفاصيل خبر أردوغان: اندماج "قسد" مع دمشق سيسرّع التنمية في سوريا.. وترامب: الأولوية لإعمار غزة في المقال التالي
أحمد جودة - القاهرة - قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن اندماج قوات سوريا الديمقراطية (قسد) مع الحكومة السورية سيسرّع من خطوات التنمية وإعادة الإعمار في سوريا، مؤكدًا أن "من يتجه نحو التعاون مع سوريا وتركيا سيكون من الرابحين"، في إشارة إلى مرحلة جديدة من البراغماتية السياسية في الملف السوري.
تصريحات أردوغان جاءت بعد أيام من "قمة شرم الشيخ للسلام"، التي شارك فيها أكثر من 20 زعيمًا دوليًا وإقليميًا، لمناقشة مستقبل الشرق الأوسط بعد إنهاء الحرب في قطاع غزة. وأشارت مصادر دبلوماسية إلى أن أنقرة تسعى حاليًا إلى "تسوية واقعية" في شمال سوريا، تقوم على إعادة دمج المكونات المحلية في مؤسسات الدولة السورية، بما في ذلك "قسد"، التي كانت تُعدّ في السابق خصمًا مباشرًا لتركيا.
ويرى محللون أن حديث أردوغان يعكس تحولًا في الموقف التركي تجاه دمشق، بعدما ظلت أنقرة لسنوات ترفض أي تقارب رسمي مع النظام السوري. ويُعتقد أن هذا التغيير مرتبط برغبة تركيا في تخفيف الأعباء الاقتصادية الناتجة عن استضافة ملايين اللاجئين، إضافة إلى مساعيها لتأمين حدودها الجنوبية عبر حلول سياسية لا عسكرية.
في المقابل، أدلى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بتصريحات بارزة على متن الطائرة الرئاسية أثناء عودته من قمة شرم الشيخ، قال فيها إن "التركيز الآن على إعادة إعمار غزة وليس على مناقشة حل الدولة الواحدة أو الدولتين". وأضاف ترامب: "كثيرون يريدون حل الدولة الواحدة، والبعض يريد حل الدولتين، أما أنا فأركز على الإعمار. نحن نتحدث عن إعادة بناء غزة لا عن الخرائط السياسية".
وأشار الرئيس الأمريكي إلى أنه ينسّق مع قادة المنطقة بشأن المراحل المقبلة من خطة السلام، موضحًا أن هدفه "تحقيق الاستقرار الإقليمي عبر التنمية لا الصراع". كما وصف علاقته بالرئيس التركي بأنها "رائعة"، قائلًا: "روسيا تحترم أردوغان، وأنا أتفق مع الأقوياء".
وكانت قمة شرم الشيخ للسلام قد خلصت إلى ضرورة إطلاق مشاورات حول "آليات تنفيذ المراحل المقبلة من خطة السلام"، بما يشمل إعادة إعمار غزة وتعزيز الأمن الإقليمي. ويرى مراقبون أن تصريحات أردوغان وترامب تكشف عن تقاطع جديد في الرؤى التركية الأمريكية، يقوم على أن التنمية الاقتصادية أصبحت مفتاح الاستقرار السياسي في مرحلة ما بعد الحرب، سواء في سوريا أو في غزة، مما قد يمهد لمرحلة إقليمية جديدة عنوانها: السلام عبر التنمية.