أخبار مصرية

الدكتور رضا حجازي لـ«دوت الخليج»: الذكاء الاصطناعي طريقنا لمحو الأمية وتعليم الكبار برؤية استشرافية

الدكتور رضا حجازي لـ«دوت الخليج»: الذكاء الاصطناعي طريقنا لمحو الأمية وتعليم الكبار برؤية استشرافية

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث تفاصيل خبر الدكتور رضا حجازي لـ«دوت الخليج»: الذكاء الاصطناعي طريقنا لمحو الأمية وتعليم الكبار برؤية استشرافية في المقال التالي

أحمد جودة - القاهرة - في ظل التحول الرقمي العالمي الذي يغيّر ملامح التعليم في القرن الحادي والعشرين، تبرز قضية تعليم الكبار ومحو الأمية كأحد أهم الملفات التي ترتبط مباشرة بالتنمية الشاملة وبناء الإنسان المصري القادر على مواكبة العصر.
وفي هذا السياق، طرح الدكتور رضا حجازي، رئيس جامعة الريادة ووزير التربية والتعليم والتعليم الفني السابق، رؤية شاملة حول الذكاء الاصطناعي وتعليم الكبار، مؤكدًا أن التقدم التكنولوجي لا قيمة له ما لم يُستخدم في تمكين الأفراد معرفيًا ومهاريًا.

 الأمية.. ظاهرة اجتماعية وليست تعليمية فقط

قال الدكتور حجازي إن الأمية لم تعد مجرد عجز عن القراءة والكتابة، بل أصبحت قضية وعي وتمكين ومشاركة مجتمعية، مشيرًا إلى ضرورة الانتقال من النظر إلى الأمية كظاهرة تعليمية إلى التعامل معها كظاهرة اجتماعية واقتصادية.

وأوضح أن الاتجاهات الحديثة في محو الأمية تقوم على المقاربة التنموية التي تسعى إلى ربط التعليم بالتنمية وخفض معدلات الفقر وتمكين المرأة وخلق فرص عمل منتجة.
وأضاف: "حين تتحول برامج محو الأمية إلى مشروعات للتنمية البشرية، يصبح التعليم أداة للتغيير الاجتماعي وليس مجرد تلقين للحروف."

 من محو الأمية إلى القرائية من أجل الحياة

وأشار رئيس جامعة الريادة إلى أن الرؤية الحديثة تتجاوز محو الأمية الأبجدية إلى ما يسمى بـ القرائية من أجل الحياة، وهي القدرة على استخدام القراءة والكتابة في اكتساب مهارات حياتية واجتماعية واقتصادية تمكّن الفرد من مواجهة تحديات الحياة.
وأكد أن القيم الأساسية في هذه المبادرة تتمثل في الوعي والتمكين والتغير الاجتماعي والتنمية المستدامة.

 أنماط متعددة من الأمية

وبيّن الدكتور حجازي أن مفهوم الأمية تطوّر ليشمل عدة أشكال جديدة، منها:

الأمية الوظيفية: عدم القدرة على تطبيق مهارات القراءة والكتابة في المواقف الحياتية.

الأمية الرقمية: ضعف القدرة على التعامل مع التكنولوجيا الحديثة.

الأمية الحضارية: عدم القدرة على مواكبة مستجدات العصر.

الأميات التخصصية: كالأمية الصحية، والثقافية، والبيئية، والإعلامية.


وأضاف أن الذكاء الاصطناعي يتيح فرصًا كبيرة لمواجهة هذه الأنواع من الأمية من خلال التعليم الذكي، والتعلّم التفاعلي المخصص الذي يراعي احتياجات كل دارس وقدراته.

 تحديات المنطقة العربية

وأشار حجازي إلى أن المنطقة العربية لا تزال تسجل معدلات أمية مرتفعة مقارنة بالمتوسط العالمي، رغم ما تحقق من جهود.
وعزا ذلك إلى هشاشة الحوكمة التعليمية والاعتماد على مؤشرات كمية دون الاهتمام بالجودة، بجانب غياب مسارات واضحة للتعلم مدى الحياة وضعف التنسيق بين الجهات المعنية.

وقال: "القضاء على الأمية لن يتحقق إلا من خلال شراكات وطنية قوية تدمج التعليم بالتنمية والإنتاج، وتتبنى نظم تعلم مرنة تتيح فرص التعلم المستمر للجميع."

 التعليم السريع والكلمات المحورية

تطرق حجازي إلى نموذج المنهجية السريعة في تعليم الكبار، موضحًا أنها طريقة حديثة تساعد على تسريع معدل التعلم واستثمار وقت الدارس وزيادة تفاعله، مما يحقق نتائج ملموسة في وقت أقل.

كما استعرض مفهوم الكلمات المحورية الدوّارة، وهي الكلمات التي ينتجها الدارس بنفسه من خلال الحوار حول صور أو أمثال أو حكم، مؤكّدًا أنها تسهم في تسريع التعلم لأنها نابعة من بيئته ومألوفة لديه.


 الذكاء الاصطناعي كرافعة لتعليم الكبار

أكد رئيس جامعة الريادة أن الذكاء الاصطناعي بات أحد أهم الأدوات القادرة على إحداث نقلة نوعية في تعليم الكبار، من خلال توظيفه في تصميم مناهج ذكية تراعي الفروق الفردية وتقدّم محتوى يتكيف مع قدرات المتعلم.
وقال: "الذكاء الاصطناعي لا يحل محل المعلم، بل يعزّز دوره، ويمنح التعليم بُعدًا إنسانيًا أكثر فاعلية من خلال التحليل الذكي للبيانات وتخصيص المسارات التعليمية."

 الرؤية الاستشرافية لمستقبل تعليم الكبار

وفي إطار رؤيته المستقبلية، عرض الدكتور حجازي تصورًا متكاملًا يعتمد على التكامل بين التكنولوجيا والسياسات التعليمية الحديثة، مؤكدًا ضرورة تبنّي نموذج شامل لتطوير تعليم الكبار، وهو ما يوضحه الجدول التالي:

المجال التوجهات المستقبلية

الأهداف تمكين الأفراد من ممارسة حقوقهم والمشاركة المجتمعية الفاعلة.
الدارسون اكتساب مهارات القراءة والكتابة والرقمية والحياتية.
المعلمون تأهيل مهني حديث، مهارات رقمية واتصالية، استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي في التعليم.
المناهج تنويع البرامج (مواطنة – بيئة – ريادة أعمال) ودمج التطبيقات الذكية في عملية التعلم.
السياسات مجانية التعليم، الاعتراف بالتعليم غير النظامي، مطابقة المؤهلات.
التمويل شراكات بين القطاعين العام والخاص لدعم برامج تعليم الكبار.


اختتم الدكتور رضا حجازي حديثه بتأكيد أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يكون نقطة تحول نحو مجتمع بلا أمية، إذا ما تم توظيفه لخدمة الإنسان وتنمية قدراته.
وقال مستشهدًا بمقولة مارك زوكربيرج:

> "الذكاء الاصطناعي سيمكّن البشر من تحقيق ما كان يبدو مستحيلًا، لكنه يعتمد على كيفية استخدامنا له."

 

وأضاف أن التحدي الحقيقي لا يكمن في امتلاك التكنولوجيا، بل في كيفية تسخيرها لرفع الوعي، وتمكين الإنسان، وبناء مجتمع متعلم قادر على الإبداع والإنتاج.

Advertisements

قد تقرأ أيضا