الارشيف / أخبار مصرية

المتحف المصرى أيقونة معمارية جديدة تربط القاهرة بتراثها العريق

المتحف المصرى أيقونة معمارية جديدة تربط القاهرة بتراثها العريق

احمد وائل عمر - القاهرة في الجمعة 31 أكتوبر 2025 05:25 مساءً - وصفت منصة آرك ديلى الإلكترونية، المتخصصة فى الهندسة المعمارية، المتحف المصرى الكبير بأنه معلم ثقافى جديد على هضبة الجيزة، يربط القاهرة الحديثة بتراثها الأثرى، ويُعيد تشكيل تجربة الزائر لواحدة من أهم المناظر الطبيعية تاريخيا في العالم.

 

المتحف المصرى الكبير مركزا ثقافيا وبحثيا جديدا

وقالت المنصة - في مقال نشرته، اليوم الجمعة، إن المتحف صُمم ليكون مركزا ثقافيا وبحثيا جديدا، ويهدف إلى عرض إرث الحضارة المصرية القديمة في إطار معماري معاصر.

 

وأوضحت آرك ديلي، التي تعتبر الموقع الإلكتروني المتخصص في الهندسة المعمارية الأكثر زيارة في جميع أنحاء العالم، أن مشروع المتحف بدأ التخطيط له في تسعينيات القرن الماضي، ثم بدأت إجراءات العمل على تنفيذه بمسابقة تصميم دولية أُطلقت عام 2002، وتلقت أكثر من 1500 مشاركة من 82 دولة، وفازت بها شركة هينجان بنج الإيرلندية، وبدأ البناء عام 2005، ولكن تبعته سلسلة من التأخيرات بسبب التغيرات السياسية، وتحديات التمويل، ثم جائحة كوفيد-19 العالمية.

 

موقع المتحف المصري الكبير: بين القاهرة والصحراء

ويُفتتح المتحف المصري الكبير في القاهرة للجمهور في الأول من نوفمبر عام 2025، ليكمل بذلك مشروعا قيد التطوير لأكثر من عقدين، ويقع على هضبة الجيزة، على بُعد كيلومترين تقريبا من أهرامات الجيزة، ويشغل موقعا مساحته 500 ألف متر مربع بين أطراف القاهرة والصحراء.

 

وأفادت المنصة بأن التصميم ينظم المتحف من خلال سلسلة من المحاور البصرية والمكانية التي تتماشى مع الأهرامات الثلاثة، وتحدد واجهة حجرية شفافة مصنوعة من المرمر المحلي (الألباستر) ارتفاع واجهة المبنى المقابلة للصحراء، مما يوفر مدخلا مساميا يسمح بدخول ضوء النهار ويعكس التضاريس الطبيعية للموقع.

 

ويؤكد التكوين المعماري للمتحف على الاستمرارية الأفقية مع هضبة الجيزة، ويحافظ على التناغم البصري مع المناظر الطبيعية المحيطة، إذ تتبع كتلة المبنى منحنيات الصحراء، مما يضمن بقاءه تابعا للأهرامات في الأفق، ويتم تعديل الضوء الطبيعي الداخل للمبنى من خلال الأسقف المطوية والجدران الشفافة المائلة، مما ينتج عنه جودة متسقة مناسبة للحفظ والعرض، كما يسمح الترتيب المكاني بعرض القطع الأثرية كبيرة الحجم داخل صالات عرض مفتوحة تدعم مرونة التنظيم.

 

وداخل المتحف، تحتوي القاعة الكبرى المكونة من ستة طوابق على تمثال رمسيس الثاني الذي يعود تاريخه إلى 3200 عام، تحت سقف يسمح بدخول الضوء المنتشر، ومن هذه القاعة، يتنقل الزوار عبر سلم مركزي يربط المدخل بمستوى المعارض الرئيسي، ويوفر لهم إطلالات على آثار الجيزة عبر جدار زجاجي يمتد على كامل الارتفاع.

 

مجموعات المتحف: أكثر من 100,000 قطعة أثرية

ويغطي المتحف مساحة عرض تبلغ نحو81 ألف متر مربع، وتضم مجموعته الدائمة أكثر من 100 ألف قطعة أثرية، مما يجعله أكبر متحف في العالم مُخصص لحضارة واحدة.

 

وتُعرض في المتحف مجموعة توت عنخ آمون الكاملة، التي تضم أكثر من 5 آلاف قطعة، منها قناعه الجنائزي الذهبي وممتلكاته الشخصية، معا لأول مرة منذ اكتشاف مقبرته عام 1922.

 

ومن أبرز المعروضات الأخرى المركب المرمم للملك خوفو، ومنحوتات ضخمة لحكام قدماء، وقطع أثرية منقولة من مواقع أثرية ومتاحف إقليمية في جميع أنحاء مصر.

 

أول متحف صديق للبيئة في أفريقيا والشرق الأوسط

وإلى جانب وظائفه في مجال العرض، يضم المتحف المصري الكبير مرافق بحثية وتعليمية وأخرى للحفظ، بما في ذلك مختبرات الترميم والأرشيف ومتحف للأطفال، وفي بناء المتحف تم مراعاة اتباع استراتيجيات تصميم مستدامة، بما في ذلك تركيبات الطاقة الشمسية، وتجميع مياه الأمطار، والتهوية الطبيعية، واستخدام مواد محلية مثل الجرانيت والرخام، وقد أكسبت هذه الإجراءات المشروع العديد من الشهادات البيئية، ليكون المتحف أول متحف صديق للبيئة في أفريقيا والشرق الأوسط.

Advertisements