الرياض - كتبت رنا صلاح - في كل شارع وزاوية وموقف مخصص هناك مساحة وضعت خصيصًا لفئة من المجتمع تستحق منا كل احترام وتقدير، وهم ذوو الاحتياجات الخاصة هؤلاء ليسوا عبئًا على المجتمع كما يظن بعض الجهلاء، بل هم جزء أصيل وفاعل فيه، وما تلك التسهيلات التي تقدم لهم إلا أبسط حقوقهم ظدوضف بناء على ما تم الاعلان عنه رسميا من الجهات المختصة .
وقفت مكانهم؟ استعد لغرامة موجعة .. 900 ريال فورا لمن يتعدى على حقوقهم
كم مرة شاهدت موقفًا مخصصًا لذوي الإعاقة يحتله شخص لا يحمل أي إعاقة؟ وكم مرة مررنا على مثل هذا المشهد بصمت؟ الأمر لم يعد فقط سلوكًا خاطئًا، بل أصبح تحديًا للإنسانية قبل أن يكون تحديًا للأنظمة.
الإدارة العامة للمرور في المملكة العربية السعودية كانت واضحة وصارمة: الوقوف في أماكن مخصصة لذوي الاحتياجات الخاصة دون وجود تصريح يعد مخالفة جسيمة، وغرامتها قد تصل إلى 900 ريال لكن دعنا لا نختزل القضية في المال، فالمشكلة أكبر من رقم على ورقة مخالفة.
حق إنساني لا جدال فيه
عندما يُخصص مكان لذوي الاحتياجات الخاصة، فإن ذلك نابع من احتياج حقيقي لهم، بسبب صعوبة حركتهم، أو حاجتهم لسهولة الدخول والخروج والمكان ليس للرفاهية، بل للضرورة التعدي على هذا المكان هو بكل بساطة اعتداء على حق إنساني لا يحق لأي أحد المساس به.
لا يكفي أن تتركه
من الواجب ألا تكتفي بعدم التعدي على هذه الأماكن بل أن تنشر الوعي في محيطك علم أبناءك وجه أصدقاءك وذكر من يظن أنه لن يُلاحظ، أن الكاميرات تراقب، وأن النظام لن يتساهل، لكن الأهم من ذلك أن ضميره يجب أن يصحو قبل أن توقظه الغرامة.
القوانين وحدها لا تكفي
صحيح أن القانون وضع لحماية الحقوق، لكن القيم الأخلاقية والوعي المجتمعي هما الأساس وهناك من يخاف من الغرامة، وهناك من يخاف من أن يخون إنسانيته، والثاني هو الذي نحتاجه أكثر نحن بحاجة إلى مجتمع يقدّر احتياجات الآخر، ويعطي كل ذي حق حقه، لا لأن القانون يقول، بل لأن ضميره حي.
التهاون يبدأ بخطوة
عندما يغض الطرف عن من يتعدى على حقوق الآخرين، تبدأ سلسلة من التجاوزات وتبدأ من موقف سيارة، وتنتهي بتجاهل أحقية فئة كاملة في العيش بكرامة لذلك الحزم مطلوب والمحاسبة ضرورية، لكن الأهم هو أن نغرس الاحترام في النفوس منذ البداية.
من المخالف؟ ومن المتواطئ؟
المخالف بلا شك هو من يقف في غير مكانه، لكن المتواطئ هو الذي يراه ويسكت، أو يرى صورة مخالفة في وسائل التواصل ويكتفي بضحكة والسكوت عن الخطأ يجعلك شريكًا فيه، والصمت عن التعدي خيانة لقيم المجتمع.
لماذا الغرامة 900 ريال؟
قد يرى البعض أن المبلغ كبير، لكن الواقع أن الغرامة تعكس فداحة الخطأ هذا ليس فقط موقف سيارة، بل هو موقف أخلاقي، وتذكير بأن هناك من يعاني ليصل إلى باب مكان عمله أو سوق أو مسجد، بينما آخر يستخدم سيارته ومكانه بلا وجه حق.