الرياض - كتبت رنا صلاح - تشهد المقاصف المدرسية في المملكة العربية السعودية تغيرًا تنظيميًا جديدًا يتعلق ببيع المشروبات الساخنة للطلاب، حيث سمحت وزارة التعليم ببيع الشاي والقهوة في المقاصف الخاصة بالمرحلة الثانوية فقط، بينما منعت بيعها تمامًا في المراحل الابتدائية والمتوسطة ورياض الأطفال . هذا القرار أثار نقاشًا واسعًا بين أولياء الأمور والمعلمين والمهتمين بالشأن التعليمي، نظرًا لارتباطه المباشر بصحة الطلبة وسلوكياتهم الغذائية داخل المدرسة لضنغن بناء على ما تم الاعلان عنه رسميا من الجهات المختصة .
رسميًا: السماح ببيع الشاي والقهوة داخل المقاصف المدرسية بالسعودية في هذه الحالات فقط!
لطالما كانت المقاصف المدرسية جزءًا أساسيًا من بيئة المدرسة، إذ تقدم وجبات خفيفة ومشروبات تسد حاجة الطلاب خلال يومهم الدراسي. ومع تزايد الاهتمام بالصحة العامة والتغذية السليمة، جاء هذا القرار ليضع ضوابط واضحة لبيع المشروبات الساخنة، والتي تشمل الشاي والقهوة بشكل خاص.
الهدف المعلن من القرار هو تحقيق التوازن بين توفير احتياجات الطلاب الأكبر سنًا في المرحلة الثانوية، وبين حماية الفئات العمرية الأصغر من العادات الغذائية غير المناسبة أو الضارة، خاصة وأن القهوة والشاي يحتويان على مادة الكافيين، التي قد لا تكون ملائمة للأطفال وصغار المراهقين.
لماذا سمح للمرحلة الثانوية فقط؟
- عند النظر إلى طبيعة المرحلة الثانوية، نجد أن الطالب فيها قد تجاوز مرحلة الطفولة المبكرة والمتوسطة، وأصبح أكثر وعيًا بقراراته الغذائية، كما أن جسمه يكون أكثر قدرة على التعامل مع الكافيين. إضافة إلى ذلك، فإن كثيرًا من طلاب هذه المرحلة اعتادوا بالفعل تناول القهوة أو الشاي في منازلهم أو خارج المدرسة، ومنعهم داخل المدرسة قد لا يكون عمليًا أو منطقيًا.
- أما في المراحل الابتدائية والمتوسطة ورياض الأطفال، فإن أجسام الطلبة ما زالت في طور النمو، وأي استهلاك مفرط للكافيين قد يؤثر على النمو العصبي أو جودة النوم أو حتى الشهية اليومية، وهو ما تحرص الجهات التعليمية والصحية على تجنبه.
فوائد القرار من الناحية الصحية
من أبرز الفوائد الصحية المتوقعة من هذا التنظيم:
- حماية الأطفال من أضرار الكافيين: فالكافيين قد يسبب اضطرابات في النوم أو زيادة في فرط النشاط عند الأطفال.
- تعزيز العادات الصحية السليمة: إذ يتم توجيه الطلاب الصغار نحو بدائل أكثر فائدة مثل الحليب والعصائر الطبيعية.
- تخفيف مخاطر الاعتماد المبكر على المنبهات: حيث تشير بعض الدراسات إلى أن الاعتماد المبكر على الكافيين قد يؤدي إلى صعوبة الاستغناء عنه لاحقًا.
- إيجاد بيئة غذائية متوازنة في المدارس: من خلال تقديم وجبات ومشروبات تتناسب مع احتياجات كل فئة عمرية.
الجانب التربوي للقرار
الأمر لا يتعلق بالصحة فقط، بل يتعدى ذلك إلى الجانب التربوي. فمنع بيع القهوة والشاي في المراحل الأصغر يساعد في غرس قيم الانضباط والالتزام بالقوانين منذ سن مبكرة. كما أن وجود بدائل صحية في المقاصف يعزز وعي الطلاب بأهمية التغذية السليمة، ويخلق بيئة مدرسية تساهم في بناء عادات حياتية صحيحة.
البدائل المسموح بها
لم تترك وزارة التعليم الطلاب في المراحل الابتدائية والمتوسطة ورياض الأطفال دون بدائل، بل وفرت خيارات غذائية ومشروبات صحية تناسب أعمارهم، مثل:
- الحليب قليل الدسم أو كامل الدسم.
- العصائر الطبيعية الخالية من الإضافات الضارة.
- المشروبات الساخنة المفيدة مثل الحليب بالكاكاو، بشرط أن تكون معدة بطريقة صحية.
- الماء، كخيار أساسي لا غنى عنه.
هذه البدائل تعكس رؤية شاملة تهدف إلى جعل المقصف المدرسي وسيلة لدعم الصحة العامة، وليس مجرد مكان لتوفير أي مشروبات أو وجبات.
تأثير القرار على أولياء الأمور
- الكثير من أولياء الأمور رحبوا بالقرار، معتبرين أنه يحمي أطفالهم من عادات غذائية قد تؤثر على صحتهم ودراستهم. فبدلًا من أن يعتاد الطالب في سن صغيرة على تناول الشاي أو القهوة يوميًا، يتم توجيهه لاستهلاك مشروبات صحية.
- وفي المقابل، هناك من يرى أن القرار ربما يحد من حرية الاختيار، خاصة في المراحل المتوسطة حيث يبدأ الطالب في تقليد الكبار. لكن الأغلبية اتفقت على أن المصلحة الصحية للأطفال يجب أن تكون أولوية.
آلية التطبيق والمتابعة
- أوضحت الجهات التعليمية أن القرار لن يبقى مجرد إعلان، بل ستتابع إدارات التعليم تنفيذه بشكل دقيق، مع إلزام المقاصف المدرسية بالتقيد بالضوابط الجديدة. وسيتم مراقبة ما يُعرض في المقاصف والتأكد من عدم بيع القهوة أو الشاي في المراحل المحظورة، وفي الوقت نفسه السماح بها فقط في المرحلة الثانوية.
- كما أن هناك خططًا لإطلاق حملات توعوية للطلاب وأولياء الأمور حول مخاطر الكافيين وأهمية التغذية السليمة، لضمان أن يكون القرار جزءًا من ثقافة عامة تعزز صحة الجيل الجديد.