نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث تفاصيل خبر مؤمن الجندي يكتب: تامر صقر.. ظل يسبق صاحبه في المقال التالي
أحمد جودة - القاهرة - من اللحظة الأولى التي تلتقيه فيها، يخيل إليك أنك تعرفه منذ زمن بعيد.. ملامحه قريبة من القلب، وحديثه يشعرك أنك عدت إلى جلسات الطفولة مع صديق قديم تعرف أدق تفاصيله.. ذلك القرب الإنساني لم يكن قناعًا ولا أداءً متقنًا، بل كان جزءًا أصيلًا من شخصيته التي عرفها الوسط الرياضي والإعلامي على حد سواء.
في مهنة الإعلام، نادرًا ما يجتمع الناس على شخص واحد. فالمهنة بطبيعتها مليئة بالجدل والانقسام، والجمهور اعتاد أن يضع كل إعلامي في خانة الولاء أو الخصومة، لكن تامر صقر كان استثناءً نادرًا.
صنع صقر ما يشبه المعجزة أن يحظى بتقدير خصوم قبل محبيه، وأن يكتب لنفسه سيرة عطرة وهو ما يزال حاضرًا على الشاشة، لا في ذكريات الغياب.
وُلد نجمه في ART، وهناك عرفه الجمهور العربي عن قرب، بين أصوات المعلقين الكبار وصخب البطولات، برز تامر صقر بهدوئه ورصانته، ليصنع مدرسة مختلفة في الإعلام الرياضي؛ مدرسة تُقدم المتعة بقدر ما تمنح الاحترام لعقل المشاهد.
كانت محطة التألق التي كشفت موهبته، وأثبتت أن الإعلام لا يحتاج إلى ضجيج حتى يصل للقلوب.. ومنذ تلك اللحظة، ظل اسمه مرتبطًا بالثقة والصدق والاعتدال، حتى حين تراجع حضوره بعض الوقت، بقي أثره ثابتًا في ذاكرة الناس.
سجله المهني أشبه بكتاب مفتوح.. صفحات من العمل الدؤوب، ورحلة طويلة من المصداقية والهدوء، وحرص على الكلمة التي لا تُقال إلا بميزان. ورغم ذلك، لم يخلُ الطريق من لحظات مريرة؛ لحظات شعر فيها كثيرون، وأنا منهم، أن تامر صقر مظلوم في وسط يعج بالصخب والتسابق على الأضواء.. كان وجوده أشبه بصوت الحق الهادئ وسط ضجيجٍ لا يرحم.
واليوم، مع إعلان توليه منصب مدير قنوات أون سبورت، بدا الأمر وكأنه باقة ورد جاءت متأخرة، لكنها وصلت في الوقت المناسب.
باقة ورد من السماء، تعويضًا لقلب تعب من الإنصاف الناقص والاعتراف المؤجل.. هذه الترقية ليست مجرد منصب وظيفي جديد، بل شهادة تقدير حقيقية لرجل عرف كيف يكون الإعلامي مرآة للصدق قبل أن يكون مرآة للشهرة.
إنها لحظة تعيد الاعتبار، وتؤكد أن العطاء الصادق لا يضيع.. وأن من يزرع الاحترام بين الناس، لا بد أن يحصده ولو بعد حين.. وتامر صقر، في موقعه الجديد، يمثل فرصة نادرة لإعادة الروح الرياضية إلى شاشة رياضية تحتاج إلى عقلٍ راجح، وقلبٍ كبير، وخبرةٍ تصنع الفارق.
لقد انتظر كثيرون هذه اللحظة، وأنا منهم، لأنها تذكرنا أن المخلصين قد يتأخر الاعتراف بهم، لكنهم لا يُغفلون أبدًا.
واليوم، ونحن نكتب عن تامر صقر -الذي اتذكر له موقفًا معي عندما طلبت منه محاضرة الشباب مجانًا في مبادرة مشروع إعلامي وافق على الفور دون تردد-، فإننا نكتب عن قيمة إنسانية قبل أن نكتب عن منصب مهني.
في النهاية، بعد 18 عامًا من عملي في مجال الصحافة والإعلام، أشعر بالإحباط الآن لكني على موقفي منتظرًا كرم الكريم.. ومشوار صقر يؤكد لي صحة مبادئي ويجعلني ممسكًا بكل قوتي، لأن الإنصاف قد يتأخر، لكنه قادم لا محالة.. والموهبة إذا اقترنت بالصبر والأخلاق، فإنها قد تتأخر قليلًا، لكنها في النهاية تفرض نفسها وتترك أثرًا خالدًا.
للتواصل مع الكاتب الصحفي مؤمن الجندي اضغط هنا