انتم الان تتابعون خبر هل يكسر صعود الأسهم الأميركية كل الأرقام القياسية لعام 2025؟ من قسم اخبار العالم والان نترككم مع التفاصيل الكاملة
شهد محمد - ابوظبي في الاثنين 6 أكتوبر 2025 06:24 صباحاً - اختتمت مؤشرات الأسهم الأميركية الرئيسية الربع الثالث من عام 2025 بتسجيل مستويات قياسية جديدة وإنجازات مالية لافتة، لتؤكد بذلك استمرار مسيرة النمو القوية التي بدأت مع مطلع العام. فقد حقق مؤشرا "إس آند بي 500" و"ناسداك" أفضل أداء فصلي لهما منذ عام 2020، في تأكيد على استمرار قوة السوق في ظل التوقعات ببدء دورة خفض أسعار الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي.
جاء هذا الارتفاع مدفوعاً بشكل رئيسي بقطاع التكنولوجيا، حيث أسهمت مكاسب أسهم مثل إنفيديا وأوراكل في تعزيز المكاسب المتراكمة للمؤشرات منذ بداية العام. هذه النتائج القوية، التي جاءت رغم القلق المتعلق بالإغلاق الحكومي، تضع أداء وول ستريت لعام 2025 في دائرة الضوء.
هذا الأداء المالي منذ بداية العام وحتى نهاية الربع الثالث يدعو إلى تحليل العوامل المؤثرة ودراسة الاستدامة المستقبلية للنمو: هل تكفي قوة شركات التكنولوجيا العملاقة لقيادة المكاسب المستمرة للأسهم الأميركية؟ وهل يمكن لـ "وول ستريت" مواصلة هذا الصعود القياسي، لتتجاوز بذلك الأرقام القياسية لكامل عام 2025، أم أن العوامل السياسية والاقتصادية قد تغير مسار السوق؟
الأداء الفصلي والتاريخي للمؤشرات الرئيسية
رسخت المؤشرات الرئيسية في "وول ستريت" خلال الربع الثالث من عام 2025 مكاسبها القوية المتراكمة منذ بداية العام، لتختتم بذلك فترة التسعة أشهر الأولى بأفضل أداء فصلي منذ عام 2020.
- مؤشر ستاندرد آند بورز 500: حقق مكاسب بنسبة تقارب 8 بالمئة في الربع الثالث، مسجلاً أفضل أداء فصلي له منذ عام 2020، كما سجل مكاسبه الفصلية الثانية على التوالي، محققاً مكاسبه الشهرية الخامسة على التوالي حتى سبتمبر.
- مؤشر ناسداك: سجل المؤشر الذي يهيمن عليه قطاع التكنولوجيا أفضل أداء له في الربع الثالث منذ عام 2020، وسجل مكاسب ربع سنوية تجاوزت 11 بالمئة.
- مؤشر داو جونز الصناعي: ارتفع المؤشر بأكثر من 5 بالمئة منذ نهاية يونيو، مسجلاً بذلك رابع ربع إيجابي له من بين الأرباع الخمسة الماضية، بحسب تقرير نشرته شبكة "سي إن بي سي" الأميركية.
- مؤشر راسل 2000: سجل أفضل أداء له في الربع الثالث منذ عام 2009، وهو ما تزامن مع بدء الاحتياطي الفيدرالي دورة خفض أسعار الفائدة.
سبتمبر الأقوى
شهد شهر سبتمبر أداء استثنائياً، حيث كان الأقوى خلال أكثر من عقد، على الرغم من القلق المستمر بشأن الإغلاق الحكومي الوشيك.
- ستاندرد آند بورز 500: ارتفع بأكثر من 3 بالمئة في سبتمبر، ليحقق بذلك أقوى أداء لشهر سبتمبر منذ عام 2010.
- ناسداك: ارتفع بنسبة 5.6 بالمئة في سبتمبر.
- داو جونز الصناعي: ارتفع بنسبة 1.87 بالمئة في سبتمبر.
دور محوري لشركات التكنولوجيا الكبرى
شكل أداء شركات التكنولوجيا محرك النمو الرئيسي وراء المكاسب القياسية، مما أدى إلى زيادة تركيز مؤشر "ستاندرد آند بورز 500" في القطاع. وتشكل أكبر 10 شركات في مجال التكنولوجيا والشركات المرتبطة بها الآن ما يقرب من 39 بالمئة من المؤشر، بزيادة قدرها نقطتان مئويتان كاملتان منذ بداية العام.
الأسهم الفردية
ارتفعت أسهم إنفيديا بنسبة تقارب 20 بالمئة، خلال الربع الثالث من العام الجاري، بينما ارتفعت أسهم إنتل بنسبة تقارب 50 بالمئة تقريباً، وارتفع سهم أوراكل بأكثر من 30 بالمئة خلال الربع، مدعوماً بإبرام عقد حوسبة سحابية بقيمة 300 مليار دولار مع شركة "أوبن إيه آي"، مما أدى لارتفاع سهمها بأكثر من 30 بالمئة في يوم واحد في أوائل سبتمبر.
هل السوق في حالة جيدة فعلاً؟
في حديثه لموقع "اقتصاد دوت الخليج" قال الخبير الاقتصادي الدكتور محمد جميل الشبشيبري: "عندما يحقق مؤشر "ستاندرد آند بورز 500" أفضل أداء فصلي له منذ خمس سنوات، ويسجل 28 مستوى قياسياً جديداً في عام واحد، بمعني أنها كانت عند أعلى مستوى في تاريخها في 28 يوماً مختلفاً خلال هذا العام. فإن السؤال الذي يطرح نفسه ليس (هل السوق في حالة جيدة؟) بل "هل هذا جيد لدرجة يصعب تصديقها؟".
وكان الربع الثالث من 2025 استثنائياً بكل المقاييس، مكاسب بنسبة 7.8 بالمئة لـ"ستاندرد آند بورز 500"، وقفزة 5.6 بالمئة لـ "ناسداك" في سبتمبر وحده - وهو الشهر الذي عادة ما يكون الأسوأ تاريخياً. لكن وراء هذه الأرقام البراقة، تكمن حقيقة مقلقة: 40 بالمئة من القيمة السوقية الإجمالية مركزة في 10 شركات فقط، معظمها مراهن على مستقبل واحد - الذكاء الاصطناعي، بحسب تعبيره.
رهانات ضخمة على ثورة الذكاء الاصطناعي
وأضاف الدكتور الشبشيري: " Nvidia تتجاوز 4 تريليونات دولار، Apple تعد باستثمار 100 مليار دولار إضافية، وAlphabet ترتفع 50 بالمئءة في ستة أشهر. هذه ليست مجرد أرقام، بل رهانات ضخمة على أن ثورة الذكاء الاصطناعي ستحقق كل ما وُعدنا به – وأكثر".
لكن المشكلة أن السوق يتداول الآن بعلاوة 3 بالمئة فوق قيمته العادلة، ونسبة السعر إلى الأرباح عند 23.1 - في أعلى 2-3 بالمئة تاريخياً. هذا يعني، وفقاً للدكتور الشبشيري، أن هامش الخطأ أصبح معدوماً. أي تعثر في نمو الذكاء الاصطناعي، أي خيبة أمل في الأرباح، أو أي صدمة اقتصادية غير متوقعة، قد تحول هذا الصعود المذهل إلى تصحيح مؤلم.
وأشار الخبير الاقتصادي الشبشيري إلى توقع Tom Lee من Fundstrat وصوا "ستاندرد آند بورز 500" إلى 7,000 نقطة بحلول ديسمبر - وهو هدف طموح لكنه ليس مستحيلاً إذا استمرت الأمور كما هي. لكن ديفيد سولومون من Goldman Sachs يحذر من أن السوق “هادئ للغاية” وقد يكون مهيأً للانعكاس.
وأوضح أن "الحقيقة تقع في المنتصف. نعم، الأرباح قوية – 80 بالمئة من الشركات تجاوزت التوقعات-. ونعم، الاحتياطي الفيدرالي يخفض الفائدة، مما يدعم الأسهم. لكن التضخم المتوقع أن يرتفع إلى 3 بالمئة في 2026، وتباطؤ الاستهلاك، وضعف سوق الإسكان - كلها إشارات تحذيرية لا يمكن تجاهلها".
وأضاف: "السوق يسير على حبل مشدود. من جهة، لدينا زخم تكنولوجي غير مسبوق وأرباح قوية. ومن جهة أخرى، تقييمات مبالغ فيها وتركز خطير للمخاطر. المستثمرون الأذكياء لن ينساقوا وراء النشوة، بل سيبقون عيناً على الفرص وعيناً على المخارج"~.
وخلص الشبشيري إلى أنه "قد نشهد أرقاماً قياسية جديدة. لكن التاريخ علمنا أن الأسواق التي ترتفع بسرعة كبيرة، غالباً ما تصحح بنفس السرعة. الحذر ليس تشاؤماً - بل حكمة".
المستثمرون يركزون على الآثار المحتملة لدورة خفض الفائدة
من جهته، أرجع الخبير الاقتصادي والمالي علي حمودي في حديثه لموقع "اقتصاد دوت الخليج"، السبب الرئيسي للارتفاعات الأخيرة هو أن مستثمري "وول ستريت" يعتمدون على توقعات استمرار تباطؤ سوق العمل بما يكفي لدفع الاحتياطي الفيدرالي لمواصلة خفض أسعار الفائدة. لكن إغلاق الحكومة الأميركية، يُؤخر إصدار أرقام الوظائف لشهر سبتمبر.
وأضاف: "ولكننا رأينا أن سوق الأسهم الأميركية تجاوز هذه التأخيرات، والتي تشمل أيضاً تقرير طلبات إعانة البطالة الصادر يوم الخميس الماضي. وفي الحقيقة لم تُلحق عمليات الإغلاق السابقة للحكومة الأميركية ضرراً كبيراً بالاقتصاد أو سوق الأسهم، وأعتقد أن هذا الإغلاق قد يكون مشابهاً، حتى مع تهديد الرئيس دونالد ترامب بتسريح واسع النطاق للموظفين الفيدراليين هذه المرة.
وذكر حمودي أنه "يجب ألا ننسى أن هذا الحماس والارتفاعات الحالية في أسواق الأسهم مدفوعة بشكل رئيسي بالذكاء الاصطناعي والإنفاق الضخم الجاري في هذا القطاع من قبل شركات التكنولوجيا، مما يجعله أحد محركات سوق الأسهم الأميركية، التي تُسجل أرقاماً قياسية تلو الأخرى".
ولفت إلى أن القطاع حصل على دفعة قوية أخرى بعد أن وقّعت شركة هيتاشي اليابانية مذكرة تفاهم مع شركة OpenAI تتعلق بتمكين الذكاء الاصطناعي. جاء ذلك عقب سلسلة من الإعلانات التي أصدرتها OpenAI مع شركات كورية جنوبية في اليوم السابق. لذلك، شهدنا ارتفاعاً في سهم هيتاشي بنسبة 10.3 بالمئة في طوكيو.
لكنه يرى أن "أسهم الذكاء الاصطناعي أصبحت مهيمنة للغاية، وقد تدفقت أموال طائلة إلى القطاع، لذا تتزايد المخاوف الآن بشأن فقاعة محتملة قد تؤدي في النهاية إلى خيبة أمل العديد من المستثمرين، لذا، لا يُفترض بأي حال من الأحوال أن تستمر هذه النظرة الإيجابية للأسهم الأميركية حتى الربع الأخير من عام 2025".
فالمستثمرون يرغبون في معرفة متى ستُترجم معدلات التعريفات الجمركية المرتفعة إلى ارتفاع في الأسعار. حتى الآن، شهدنا تسارعاً متواضعاً في أسعار السلع الأساسية، وينبغي للمستثمرين توقع بعض التضخم الإضافي الذي يتسلل إلى البيانات في الأشهر المقبلة، بحسب حمودي، الذي يتوقع من المستثمرين تبني رؤية بعيدة المدى، وتجنب إغراء توقيت السوق. بمعنى "استمر في الاستثمار، ولكن تأكد من أنك على الطريق الصحيح.
وختم الخبير الاقتصادي والمالي حمودي حديثه بقوله: "المستثمرون لا يزالون يركزون حالياً على الآثار المحتملة لدورة خفض أسعار الفائدة التي ينفذها الاحتياطي الفيدرالي، وسياسة التجارة والهجرة، والبيانات الاقتصادية، وأرباح الشركات في الولايات المتحدة. وإذا سارت الأمور كما هو متوقع، واستمرت أرباح الشركات في تحقيق أداء جيد، فأرجح استمرار الأداء الإيجابي للمؤشرات الأميركية الرئيسية حتى نهاية عام 2025".
نرجو ان نكون قد وفقنا في نقل التفاصيل الكاملة الخاصة بخبر هل يكسر صعود الأسهم الأميركية كل الأرقام القياسية لعام 2025؟ .. في رعاية الله وحفظة