نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث تفاصيل خبر عاجل| تحركات دبلوماسية مكثفة في "صيغة موسكو" لدعم المصالحة الوطنية في أفغانستان في المقال التالي
أحمد جودة - القاهرة - أعلنت وزارة الخارجية الروسية، اليوم الثلاثاء، أن المشاركين في صيغة موسكو للمشاورات بشأن أفغانستان شددوا على ضرورة تعزيز التعاون في مجال مكافحة الإرهاب على المستويين الثنائي والمتعدد الأطراف.
ويأتي هذا التأكيد في ظل استمرار التحديات الأمنية في المنطقة، وحرص الدول المشاركة على إيجاد حلول سياسية وأمنية تضمن الاستقرار الدائم في أفغانستان بعد سنوات من الصراع.
نشأة صيغة موسكو وأهدافها الاستراتيجية
تم إنشاء صيغة موسكو للمشاورات بشأن أفغانستان في أوائل عام 2017، عقب مباحثات بين روسيا والحكومة الأفغانية والصين وباكستان وإيران والهند.
وجاءت هذه المبادرة لتكون منصة متعددة الأطراف تهدف إلى تعزيز المصالحة الوطنية في أفغانستان، ودفع العملية السياسية السلمية نحو تحقيق الأمن والاستقرار في البلاد.
كما ركزت الصيغة على تنسيق الجهود الإقليمية لمواجهة التحديات المشتركة، وعلى رأسها الإرهاب، وتهريب المخدرات، وعدم الاستقرار الحدودي.
الاجتماعات السابقة وتطور المشاركة الدولية
شهدت صيغة موسكو سلسلة من الاجتماعات منذ انطلاقها، في أعوام 2017 و2018 و2021 و2022 و2023 و2024.
وظلت الدول الأساسية المشاركة ثابتة وتشمل: روسيا، إيران، الصين، الهند، باكستان، طاجيكستان، أوزبكستان، قيرغيزستان، وكازاخستان.
كما تمت دعوة عدد من الدول الأخرى للمشاركة بصفة ضيوف مراقبين، مثل المملكة العربية السعودية وقطر والإمارات العربية المتحدة وتركيا وبيلاروسيا، مما يعكس اتساع نطاق الاهتمام الدولي بملف الأمن في أفغانستان.
موقف حكومة إمارة أفغانستان الإسلامية ومشاركتها
تشارك حكومة إمارة أفغانستان الإسلامية (حركة طالبان) في مشاورات صيغة موسكو للمرة الرابعة منذ توليها السلطة في عام 2021.
وتُعد مشاركتها استمرارًا للمساعي الرامية إلى دمجها في الحوار الإقليمي حول مستقبل أفغانستان، رغم استمرار التحفظات الدولية بشأن شكل الحكم وحقوق الإنسان داخل البلاد.
الموقف الأمريكي من صيغة موسكو
على الرغم من الدعوات المتكررة، لم تشارك الولايات المتحدة الأمريكية في مشاورات "صيغة موسكو" سوى مرة واحدة في عام 2018، عندما أرسلت ممثلًا من سفارتها في موسكو بصفة مراقب.
ويُنظر إلى هذا الغياب الأمريكي على أنه يعكس اختلافًا في الرؤية بين واشنطن والدول الإقليمية حول كيفية التعامل مع الوضع في أفغانستان بعد انسحاب القوات الأمريكية منها عام 2021.
تعزيز التعاون لمكافحة الإرهاب: محور رئيسي للمشاورات
أكد البيان الختامي الصادر عن وزارة الخارجية الروسية أن الأطراف المشاركة دعت إلى تعزيز التعاون في مجال مكافحة الإرهاب على الصعيدين الثنائي والمتعدد الأطراف.
ويأتي هذا الموقف في إطار القلق المشترك من تصاعد أنشطة الجماعات المتطرفة في أفغانستان، مثل تنظيم داعش – ولاية خراسان، وامتداد تأثيرها إلى آسيا الوسطى ومناطق أخرى.
ويؤكد هذا التوجه أن مكافحة الإرهاب تظل أولوية قصوى ضمن أجندة صيغة موسكو، إلى جانب الجهود السياسية لإعادة بناء الدولة الأفغانية.
صيغة موسكو كمنصة دبلوماسية لتحقيق الأمن والسلام
تمثل صيغة موسكو أحد أهم الأطر الدبلوماسية الإقليمية الرامية إلى تعزيز الأمن والاستقرار في أفغانستان، من خلال الحوار والتعاون الجماعي بين الدول المعنية.
ويبدو أن مستقبل هذه الصيغة يعتمد على مدى التزام الأطراف المشاركة بتطبيق التوصيات المتفق عليها، وعلى قدرة المجتمع الدولي على دعم حل سياسي شامل يحقق الأمن الدائم في البلاد.