انتم الان تتابعون خبر لماذا أصبحت شبكة الإنترنت أكثر هشاشة في 2025؟ من قسم اخبار العالم والان نترككم مع التفاصيل الكاملة
شهد محمد - ابوظبي في الاثنين 1 ديسمبر 2025 02:16 مساءً - لم تعد فكرة انقطاع الإنترنت أمراً مقبولاً بالنسبة لشريحة واسعة من سكان العالم، فالشبكة العنكبوتية أصبحت تُشكل أساس النظام المالي والاستهلاكي العالمي، بما يُتيح التواصل وإجراء المعاملات بشكل فوري.
ولكن ورغم مكانتها كركيزة أساسية للأنشطة البشرية والتجارية حول العالم، إلا أن شبكة الإنترنت واجهت ضعفاً متزايداً في 2025، حيث تسببت الأعطال الجزئية التي تعرضت لها، بخسائر بمليارات الدولارات وفوضى واسعة النطاق.
إنترنت هش وأعطال مُنتظمة
وبحسب تقرير أعدته "بلومبرغ"، واطّلع عليه موقع "اقتصاد دوت الخليج"، فإن شبكة الإنترنت عانت في عام 2025، من انقطاعات مُنتظمة وواسعة النطاق، نتيجة أعطال فنية لدى مُشغلي البنية التحتية الرئيسية للشبكة، ما أدى إلى توقف أعمال ملايين المستخدمين، فعلى سبيل المثال، تسبّب انقطاع استمر 15 ساعة في مراكز بيانات شركة أمازون خلال شهر أكتوبر، بحرمان الموظفين حول العالم من إجراء اجتماعاتهم عبر خدمة "زووم"، وأجبر العطل المهندسين المُناوبين في الهند، على إلغاء خططهم لعيد ديوالي الديني.
وفي منتصف شهر نوفمبر 2025، أدى عطل تقني في شركة "Cloudflare" المتخصصة في أمن الإنترنت، إلى تعطيل عدد كبير من المواقع والمنصات العالمية، بما في ذلك ChatGPT، وهيئة النقل في ولاية نيوجيرسي، ومنصة التواصل الاجتماعي "X".
وقد يبدو غريباً بالنسبة للبعض أن يتسبّب عطل لدى شركة واحدة، في انقطاع خدمات الإنترنت حول العالم،
إلا أنّ ذلك يعود إلى الطريقة التي تطورت بها بنية الإنترنت خلال العقود الماضية، حيث تم تعظيم دور شركات التكنولوجيا الكبرى في هذا المجال نظراً لقدرتها على تقديم خدمات إنترنت أرخص من ناحية الكلفة التشغيلية، وهذا ما جعل ملايين المستخدمين حول العالم يعتمدون على عدد محدود من مزوّدي خدمات الإنترنت.
ما الذي تغيّر في شبكة الإنترنت؟
إحدى أبرز التحوّلات في طريقة عمل الإنترنت اليوم، تتعلّق بمكان تخزين البيانات وكيفية إدارة البنية التحتية للشبكة.
ففي التسعينيات وبدايات الألفية، كانت معظم الشركات التي تمتلك مواقع إلكترونية، تعتمد على خوادم خاصة بها، موجودة داخل مكاتبها أو مقارها الرئيسية، وحتى عندما تستأجر خوادم من شركات أخرى، كانت هي نفسها تتولى إدارتها وتشغيلها بالكامل. أما على مستوى الأفراد، فقد كانت البيانات مثل الصور والملفات تُخزَّن محلياً على أجهزة الكمبيوتر الشخصية.
وفي تلك المرحلة، كانت الأعطال التقنية ذات تأثير فردي ومحدود، ولم تكن نتائجها تتجاوز المستخدم أو الشركة نفسها.
ولكن هذا المشهد تغيّر جذرياً مع انتشار الحوسبة السحابية، والبداية كانت عندما أدركت شركة أمازون، أن مهندسيها يقضون وقتاً طويلاً في حل المشاكل المتعلقة بالخوادم وتخزين البيانات، فقررت بناء وتصميم بنية تحتية مركزية مشتركة لتخدم كل أقسامها. ولاحقاً، أدركت أمازون أنه بإمكانها تقديم هذه الخدمة لبقية الشركات أيضاً، وهكذا وُلدت منصة "أمازون ويب سيرفيسز" لخدمات الحوسبة السحابية.
وسرعان ما تبعت أمازون، شركتا مايكروسوفت وغوغل، بإطلاق خدماتهما السحابية الخاصة، لتهيمن هذه الشركات الثلاث مع مرور الزمن على الجزء الأكبر من سوق الحوسبة السحابية عالمياً. فاليوم، أصبح معظم مستخدمي الإنترنت والمؤسسات، يعتمدون على الخدمات التي توفرها هذه الشركات الـ 3 لتشغيل مواقعهم وتطبيقاتهم وتخزين بياناتهم بسلاسة وكفاءة.
ومن الناحية التقنية، تعتمد الخدمات السحابية التي تقدّمها شركات مثل أمازون ومايكروسوفت وغوغل، على ملايين الخوادم المنتشرة في مراكز البيانات حول العالم، إذ يتم توزيع هذه المراكز ضمن "مناطق جغرافية" لتخدم دولة معينة أو مجموعة من الدول.
وكثيراً ما يغفل المستخدمون والمؤسسات عن مكان تواجد الخوادم التي تعتمد عليها أعمالهم، ولا يدركون ذلك إلا عند وقوع الأعطال، والتي قد تنجم عن أسباب متنوعة، مثل خلل برمجي، أو ارتفاع حرارة مراكز البيانات، أو حتى تلف في الكابلات الرئيسية.
كيف نحمي أنفسنا من انقطاع الإنترنت؟
إن الاعتماد على عدد قليل من مزوّدي خدمات الحوسبة السحابية، له بعض الآثار الجانبية، إذ يمكن لأي انقطاع في الخدمة أن يؤثر على أجزاء كبيرة من الإنترنت في العالم.
وبالنسبة للمؤسسات والشركات التي تُشغل مختلف الخدمات التي تحتاج إلى إنترنت، فإن أهم خطوة يجب القيام بها هي وضع "خطة بديلة"، وهذا قد يعني دفع المزيد من الأموال للحصول على خدمة سحابية احتياطية في حال توقفت الخدمة الرئيسية. ولكن هذا الأمر ليس سهلاً، فكل خدمة سحابية تحتاج إلى بنية تحتية خاصة بها، ما يعني أن تغيير المزودين قد يكون مكلفاً جداً، مما يزيد من صعوبة التنويع.
أما بالنسبة للأفراد، فخياراتهم محدودة أثناء حدوث عطل كبير، وغالباً ما يكون الحل الوحيد هو الانتظار حتى يقوم مزود الخدمة بإصلاح المشكلة.
لماذا أصبحت شبكة الإنترنت أكثر هشاشة؟
ويقول مهندس الاتصالات عيسى سعد الدين، في حديث لموقع "اقتصاد دوت الخليج"، إنه عندما ننظر إلى انقطاعات الإنترنت التي حصلت في عام 2025، نستخلص أن ما حدث، هو نتيجة تراكمية لمزيج من 3 عوامل أساسية هي، حصر البنية التحتية في عدد محدود من الشركات، تعقيد البرمجيات وسلاسل التحديثات، الضغط الهائل الناتج عن موجة الذكاء الاصطناعي، ومع تزامن هذه العوامل أصبحت شبكة الإنترنت أكثر هشاشة وعرضة للأعطال التي تؤثر على ملايين المستخدمين حول العالم.
ويشرح عيسى أن جزءاً كبيراً من الإنترنت، أصبح يعتمد على عدد محدود من اللاعبين أبرزهم AWS من أمازون و مايكروسوفت وغوغل، إضافة إلى شركات توزيع المحتوى مثل Cloudflare، بحيث تدير هذه الكيانات مناطق ومحاور أساسية في الشبكة التي تمرّ عبرها نسبة ضخمة من حركة الإنترنت العالمية، وبالتالي فإنه عندما ينهار عنصر ما في هذا المحور لأي سبب كان، فإن تأثير هذا الإنهيار يكون على خدمات لا تُحصى، مشيراً إلى أن حصر البنية التحتية للإنترنت في يد عدد محدود من الشركات يجعل انعكاسات الأعطال تتضخّم بسرعة.
ويضيف عيسى إن الطبيعة البرمجية لشبكة الإنترنت أصبحت مترابطة للغاية، فالتحديثات والإصدارات التي تخضع لها الشبكة، تُدار بآليات متزامنة عبر السحابة، وأي خطأ صغير قد يحدث خلال هذا التحديث، يُمكن أن يُحدث نتائج كارثية، والدليل على ذلك ما حصل مع Cloudflare في شهر نوفمبر المنصرم، عندما تسبب خطأ في تحديث لملف برمجي، بتوقف عدد كبير من خدمات الإنترنت حول العالم، لافتاً إلى أنّ هذه الحوادث لم تعد استثنائية، بل أصبحت جزءاً من المخاطر البنيوية في الإنترنت الحديث، حيث بات بإمكان خطأ واحد صغير أن يشلّ أجزاء واسعة من الشبكة العالمية خلال دقائق.
عامل الذكاء الاصطناعي
وبحسب عيسى، فإن الاندفاع العالمي نحو تقنيات الذكاء الاصطناعي في عام 2025 فرض ضغوطاً غير مسبوقة على بنية الإنترنت نفسها، فمع الانتشار الواسع لنماذج الذكاء الاصطناعي التوليدي، تضاعف حجم البيانات المتداولة عبر الشبكة، وارتفع عدد الطلبات على الخوادم بشكل حاد، في حين أن تشغيل خدمات الذكاء الاصطناعي في الزمن الحقيقي، مثل المساعِدات الذكية، نماذج توليد الفيديوهات والصور، أدى إلى ضغط إضافي على الشبكات، خصوصاً في أوقات الذروة، حيث أصبحت الخوادم تتعامل مع مليارات الطلبات في الثانية الواحدة، مشيراً إلى أن جميع هذه الضغوط جعلت شبكة الإنترنت أكثر عرضة للأخطاء.
ما حجم الخسائر؟
من جهته يقول إيلي رعد وهو مطور برامج، في حديث لموقع "اقتصاد دوت الخليج"، إن الخسائر الناجمة عن انقطاعات الإنترنت تجاوزت المليارات في 2025، فمثلاً أثناء التوقف الأخير لخدمات السحابة التابعة لـ Amazon Web Services في شهر أكتوبر، تضرّرت أكثر من 2500 شركة وخدمة حول العالم، حيث تم تقدير الخسائر العالمية الناتجة عن هذا التوقف بحوالي 2.5 مليار دولار، مضيفاً إنّ هذه الخسائر لم تقتصر على الجوانب المالية فحسب، بل شملت أيضاً تعطّل العمليات التشغيلية، فقدان الإنتاجية، وتأخير المشاريع والخدمات الحيوية للمستخدمين حول العالم.
ما الحلول المتوفرة؟
ويؤكد رعد أنّه لا يوجد حل نهائي لمشكلة انقطاع الإنترنت، ولكن يمكن الحد من مخاطرها في 2026 عبر اعتماد استراتيجية متعددة الأبعاد تشمل، تنويع مزوّدي البنية التحتية، واعتماد خطوط احتياطية، بالإضافة إلى القيام باستثمارات في البنية التحتية لتقليل الضغط على المحاور الكبرى العالمية، وتعزيز أنظمة النسخ الاحتياطي، فضلاً عن وضع خطط طوارئ للعمليات الحيوية في الشركات والمؤسسات، مشدداً على أنه بدون هذه الخطوات ستظل شبكة الإنترنت هشّة، وستظل الخسائر المالية والتشغيلية، معرضة للتكرار بشكل أكبر مع كل انقطاع.
نرجو ان نكون قد وفقنا في نقل التفاصيل الكاملة الخاصة بخبر لماذا أصبحت شبكة الإنترنت أكثر هشاشة في 2025؟ .. في رعاية الله وحفظة
