أخبار عالمية

العالم اليوم - كيف تحولت الصين إلى "مختبر العالم"؟

العالم اليوم - كيف تحولت الصين إلى "مختبر العالم"؟

انتم الان تتابعون خبر كيف تحولت الصين إلى "مختبر العالم"؟ من قسم اخبار العالم والان نترككم مع التفاصيل الكاملة

شهد محمد - ابوظبي في الاثنين 1 ديسمبر 2025 10:19 صباحاً - تشهد الصين تحولاً جذرياً في استراتيجيتها الاقتصادية والتكنولوجية، إذ انتقلت من دورها التقليدي كـ "مصنع العالم" إلى موقعها الجديد كـ "مختبر العالم".

يعكس هذا التحول تركيز البلاد المتزايد على البحث والتطوير والابتكار، ويؤكد قدرتها على المنافسة عالمياً في القطاعات التقنية المتقدمة.

يستند نجاح الصين إلى مجموعة من العوامل المهيكلة، تشمل ثروة هائلة من المواهب، وقاعدة تصنيع واسعة، وحجم سوق محلية كبير يتيح اختبار التقنيات الجديدة بسرعة وفاعلية. كما لعبت السياسات الحكومية الداعمة، من قروض ميسرة إلى تسهيلات تنظيمية ذكية، دورًا مهمًا في تسريع الابتكار وتحويل الأفكار من المختبرات إلى خطوط الإنتاج.

أسهمت هذه البيئة في تعزيز التقدم في الصناعات الحيوية مثل السيارات الكهربائية، والتكنولوجيا الطبية الحيوية، والتقنيات الكمية والملاحة العالمية، ما يضع الصين في صدارة مؤشر القدرة الابتكارية على المستوى الدولي.

ومع ذلك، يشير الخبراء إلى أن الطريق أمام الصين ما زال مليئًا بالتحديات، خاصة فيما يتعلق بالبحث الأساسي وتحويل النتائج العلمية إلى تطبيقات صناعية مستدامة.

سباق الابتكار

في تقرير بعنوان "هل تفوز الصين بسباق الابتكار؟"، يلفت تقرير لصحيفة "فايننشال تايمز" إلى أنه "في الماضي كانت الصين هي مصنع العالم، ولكن تركيزها المستمر على البحث والتطوير يعني أن البلاد أصبحت مختبر العالم".

كما تشير  "الإيكونوميست" في تقرير آخر تحت عنوان "ما الذي ستهيمن عليه الصين في المرحلة المقبلة؟"، إلى  أنه بخلاف ريادة الصين التكنولوجية في المركبات الكهربائية والألواح الشمسية والذكاء الاصطناعي مفتوح المصدر، فإنها تتقدم بسرعة في تقنيتين رائدتين أخريين، هما المركبات ذاتية القيادة والأدوية الجديدة.

  • يُظهر صعود كلتا الصناعتين الكثير عن آلية عمل الابتكار الصيني.
  • الثروة الهائلة من المواهب، وقاعدة تصنيع واسعة، وحجم هائل، كلها عوامل تدفعه سريعاً نحو صدارة سلسلة القيمة.
  • استفاد إنتاج سيارات الأجرة الآلية من التصنيع الجماعي للسيارات الكهربائية ، وهيمنة الشركة على توريد أجهزة الليدار وغيرها من أجهزة الاستشعار اللازمة للقيادة الذاتية.
  • كما أسهم إقبال المرضى على التجارب السريرية، والأرباح من صناعة الأدوية الجنيسة، في تسريع وتيرة الابتكار في مجال الأدوية.
  • من العوامل الأكثر إثارة للدهشة في نجاح الصين هي هيئاتها التنظيمية الذكية والمتساهلة.
  • كما هو الحال في قطاعات أخرى، قدمت الحكومات المحلية للشركات قروضاً ميسرة ومساعدات أخرى.

ووفق التقرير، فإن موجة جديدة من الابتكارات الصينية منخفضة التكلفة ستجتاح أنحاء العالم. وستفعل بكين ذلك بطرق مختلفة.

  • قد تُحقق الأدوية الصينية الرخيصة فوائد، وخاصةً للدول النامية. لكن بالنسبة لشركاتها، تُعتبر السوق الأميركية المربحة، التي تُمثل مصدر 70 بالمئة من أرباح شركات الأدوية العالمية، الجائزة الأغلى.
  • على النقيض من ذلك، من المرجح أن تتبع سيارات الأجرة الآلية المسار الأكثر شيوعًا لصادرات التكنولوجيا الصينية. فهي مُحظورة من قِبل أميركا، التي لديها صناعتها الخاصة ومخاوفها الأمنية الحادة، ولكنها على الأرجح ستكتسب موطئ قدم في أماكن أخرى، حيث تتخلف الجهود المحلية لتحقيق الاستقلالية كثيراً.

تحول استراتيجي

تقول الكاتبة الصحافية الصينية، سعاد ياي شين هاو، لموقع "اقتصاد دوت الخليج":

  • الصين تشهد تحولاً استراتيجياً لافتاً من دورها التقليدي كـ "مصنع العالم" إلى أن تصبح "مختبر العالم"، في خطوة تعكس قوة الابتكار الوطني والتطور السريع في القدرات العلمية.
  • البيانات الرسمية تؤكد أن الصين باتت ضمن أهم عشر دول في مؤشر القدرة الابتكارية العالمية.
  • بكين سجلت خلال الفترة الأخيرة سلسلة من الإنجازات البارزة، من بينها دخول الطائرة المدنية C919 إلى الخدمة التجارية كأول طائرة ركاب متوسطة المدى تُنتج محلياً بهدف منافسة بوينغ 737، إلى جانب التقدم في مجال الحوسبة الكمية عبر تطوير حاسوب "تشو تشونغتشي 3" (ZU Chongzhi-3)، الذي يهدف إلى تنفيذ عمليات حسابية تتجاوز قدرات الحواسيب التقليدية.

وتتابع: أن الصين نجحت أيضاً في ترسيخ مكانتها في مجال الملاحة العالمية من خلال نظام "بيدو" (BeiDou) الذي يقدم خدمات تضاهي نظام GPS الأميركي، فضلًا عن حفاظها على صدارة الإنتاج والمبيعات عالمياً في قطاع السيارات الكهربائية.

وتشير الكاتبة الصينية إلى أن هذا التقدم يعود إلى مجموعة من المزايا البنيوية، في مقدمتها منظومة صناعية متكاملة تسهّل تحويل الابتكارات من المختبر إلى خطوط الإنتاج، وسوق محلية ضخمة توفر بيئة مثالية لاختبار التقنيات الجديدة.

وتؤكد أن هذه التحولات تتماشى مع توجهات التخطيط الوطني، حيث ركزت الخطة الخمسية الـ 14 على تعزيز الابتكار في قطاعات حيوية مثل الذكاء الاصطناعي، والتقنيات الكمّية، وأشباه الموصلات، مع تعزيز دعم البحث الأساسي، فيما ستركّز الخطة الخمسية الـ 15 على إحداث اختراقات تقنية كبرى، وبناء منظومة ابتكار ذات تأثير عالمي، وتعزيز التعاون العلمي الدولي.

وتلفت إلى أنه رغم هذا التقدم اللافت، لا تزال الصين بحاجة إلى تعزيز الاستثمار في البحث الأساسي، وتحسين كفاءة تحويل النتائج العلمية إلى تطبيقات صناعية، مشددة على أن التقنيات الجوهرية والحسّاسة تتطلب استثمارات طويلة الأمد.

تفوق صيني

في سياق متصل، ينقل تقرير لوكالة شينخوا الصينية بيانات رسمية تشير إلى أن:

  • الصين تمثل 43 بالمئة من إجمالي عدد براءات اختراع تكنولوجيا النانو المعتمدة عالميا على مدى السنوات الـ25 الماضية، ما يجعلها في الصدارة عالميا.
  • تم منح أكثر من 1.07 مليون براءة اختراع لتكنولوجيا النانو على مستوى العالم خلال الفترة ما بين عامي 2000 و2025، حيث استحوذت الصين على 464 ألف براءة اختراع معنية لتتجاوز حصتها الإجمالي المجمع من الولايات المتحدة واليابان وجمهورية كوريا.
  • تركز محفظة براءات الاختراع في الصين بشكل أساسي على المجالات الرئيسية المتمثلة في أجهزة أشباه الموصلات والكيمياء الحفّازة والطب الحيوي والمواد الجديدة.
  • تتصدر مدن بكين وشانغهاي وشنتشن وسوتشو مجال أشباه الموصلات، بينما تتركز براءات الاختراع الطبية الحيوية في مدن بكين وشانغهاي وقوانغتشو، وفقا للكتاب الأبيض.

وتحتل الأكاديمية الصينية للعلوم المرتبة الأولى بين أصحاب براءات الاختراع العالمية بـ23400 براءة اختراع.

وحتى شهر مايو الماضي، تجاوز عدد شركات تكنولوجيا النانو في الصين 34500 شركة، بما في ذلك 739 شركة مدرجة، وبلغ عدد العاملين في هذا المجال 9.92 مليون شخص.

استراتيجية واضحة

من جانبه، يقول أستاذ الاقتصاد الدولي، الدكتور علي الإدريسي، لموقع "اقتصاد دوت الخليج":

  • الصين لم تعد مجرد "مصنع العالم" كما عُرفت لعقود طويلة، إنما تحولت تدريجياً إلى "مختبر العالم”، مدفوعةً باستراتيجية واضحة تقوم على ضخ استثمارات ضخمة في البحث والتطوير، وتوسيع قاعدة العلماء والمهندسين، وتحفيز القطاع الخاص على الابتكار.
  • الصين رفعت خلال العقد الأخير إنفاقها على البحث والتطوير، متجاوزةً معظم الاقتصادات الناشئة، ومقتربةً من مستويات الدول المتقدمة، ما يعكس تحولاً نوعياً في هيكل الاقتصاد الصيني.
  • بكين أصبحت تحتل المركز الأول عالمياً في عدد طلبات براءات الاختراع، فضلاً عن تصدرها قطاعات حيوية مثل الذكاء الاصطناعي، والطاقة المتجددة، والسيارات الكهربائية، وتقنيات الاتصالات المتقدمة مثل الجيلين الخامس والسادس 5G و6G.

يرى الإدريسي أن هذا التحول لم يكن وليد الصدفة، بل هو نتيجة رؤية طويلة الأمد تجسدت في مبادرات استراتيجية مثل صنع في الصين 2025، التي تستهدف تقليل الاعتماد على التقنيات الأجنبية وبناء سلاسل قيمة محلية عالية التكنولوجيا.

ويشير إلى أنه رغم الضغوط الأميركية والقيود المفروضة على تصدير رقائق الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيات المتقدمة، تواصل الصين الاستثمار بقوة في تطوير بدائل محلية وتعزيز سيادتها التكنولوجية. واختتم الإدريسي بالتأكيد على أن هذه السياسات تجعل من الصين منافسًا صعبًا في السباق العالمي على الريادة التكنولوجية خلال السنوات المقبلة.

نرجو ان نكون قد وفقنا في نقل التفاصيل الكاملة الخاصة بخبر كيف تحولت الصين إلى "مختبر العالم"؟ .. في رعاية الله وحفظة

Advertisements

قد تقرأ أيضا