نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث تفاصيل خبر من مقاعد الصحافة إلى منصات الفن… صحفيون صنعوا لأنفسهم مجدًا جديدًا في عالم الشعر والغناء في المقال التالي
أحمد جودة - القاهرة - شهد الوسط الثقافي والفني خلال السنوات الأخيرة تحوّلًا لافتًا لعدد من الصحفيين الذين خرجوا من عباءة المهنة التقليدية، لينطلقوا نحو مساحات إبداعية أوسع في عالم الشعر والغناء وصناعة الكلمات. هذا التحوّل لم يكن مجرد تجربة عابرة، بل أصبح مسارًا حقيقيًا أثبت فيه كثيرون أنهم قادرون على حجز مكان واضح وسط نجوم الفن، تمامًا كما فعلوا سابقًا في بلاط صاحبة الجلالة.
ويُعد الشاعر أحمد حسن راؤول واحدًا من أبرز النماذج الملهمة؛ إذ بدأ حياته المهنية في الصحافة قبل أن تصبح كلماته الصوت المفضل لعدد كبير من نجوم الغناء. قدّم راؤول عشرات الأغاني الناجحة التي تربعت على التريند في مصر والعالم العربي، ومن بينها أعمال لنجوم كبار مثل حسين الجسمي، وبهاء سلطان، ومحمد عساف، وغيرهم. أثبت راؤول أن الصحفي القادر على التقاط التفاصيل وصياغة الجملة المؤثرة يستطيع بسهولة تحويل حسه اللغوي إلى أغنية تعيش طويلًا في وجدان الجمهور.
كما يبرز اسم أيمن بهجت قمر، الذي وإن عُرف منذ سنوات طويلة كشاعر غنائي، إلا أن بداياته كانت مرتبطة بالكتابة والنقد، ومن ثمّ استطاع أن يقدّم أحد أكثر المسارات الفنية نجاحًا في تاريخ الأغنية المصرية الحديثة، بعد أن كتب لمطربين من الصف الأول وترك بصمة في السينما والمسرح والدراما أيضًا.
ويمتد التحوّل الإبداعي أيضًا إلى من قرروا خوض تجربة الغناء بعد سنوات من العمل الصحفي. من بينهم الإعلامي والصحفي عمرو مصطفى قاسم الذي قدّم عددًا من الأغاني المستقلة، واعتمد على خلفيته الصحفية في صياغة رؤية فنية خاصة، بالإضافة إلى محاولات أخرى لعدد من الصحفيين الشباب الذين وجدوا في منصات السوشيال ميديا فرصة لإطلاق أصواتهم وأعمالهم للجمهور.
وتكشف هذه الأمثلة أن العلاقة بين الصحافة والفنون علاقة وثيقة؛ فالمهنة الأولى تعتمد على أدوات الكتابة والتحليل وإيصال الفكرة، بينما تعتمد الثانية على الإحساس وتقديم الرسالة في قالب جمالي. لذلك كان التحوّل من الصحافة إلى كتابة الأغاني أو الغناء تحوّلًا طبيعيًا لمن يمتلكون أدوات اللغة وقدرة التعبير وصوتًا داخليًا يبحث عن مساحة أوسع.
وفي وقت تتداخل فيه المجالات الإبداعية وتختفي الفواصل بين الصحفي والكاتب والشاعر والمطرب، يصبح ظهور نماذج مثل أحمد حسن راؤول وأيمن بهجت قمر وغيرهم تأكيدًا على أن الموهبة الحقيقية لا تعترف بالحدود، وأن الكلمة المكتوبة قد تتحوّل في لحظة إلى لحن يردده الملايين.
وفي النهايةهذه التجارب تثبت أن الصحافة ليست نهاية الطريق، بل قد تكون البداية الأولى لصناعة نجوم في عالم جديد، يثبتون فيه أن الكلمة عندما تُولد بإحساس صادق تستطيع أن تعبر أي وسيط… سواء كانت مقالًا، قصيدة، أو أغنية خالدة.
