أخبار مصرية

«دوت الخليج» تحاور الدكتور أشرف سليم: مبادرة صحة المرأة أنقذت آلاف السيدات من المراحل المتقدمة لسرطان الثدي

«دوت الخليج» تحاور الدكتور أشرف سليم: مبادرة صحة المرأة أنقذت آلاف السيدات من المراحل المتقدمة لسرطان الثدي

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث تفاصيل خبر «دوت الخليج» تحاور الدكتور أشرف سليم: مبادرة صحة المرأة أنقذت آلاف السيدات من المراحل المتقدمة لسرطان الثدي في المقال التالي

أحمد جودة - القاهرة - في إطار فعاليات الشهر العالمي للتوعية بسرطان الثدي، نظّمت مستشفيات قصر العيني بجامعة القاهرة يومًا توعويًا موسعًا بعنوان «قصر العيني في قلب أكتوبر الوردي... معًا ضد سرطان الثدي (Pink Day)»، تحت رعاية  الدكتور محمد سامي عبد الصادق، رئيس جامعة القاهرة، وبحضور  الدكتور حسام صلاح مراد، عميد كلية الطب ورئيس مجلس إدارة المستشفيات الجامعية،  الدكتور حسام حسني، المدير التنفيذي لمستشفيات جامعة القاهرة،  الدكتور هاني العسلي، نائب المدير التنفيذي للشؤون المالية والإدارية، إلى جانب نخبة من قيادات القطاع الصحي وأعضاء هيئة التدريس والطلاب.

ويأتي هذا الحدث في إطار دعم الدولة المصرية بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي لصحة المرأة المصرية، من خلال المبادرة الرئاسية الرائدة «صحة المرأة»، التي تهدف إلى تمكين السيدات من الحصول على خدمات الكشف المبكر والعلاج المجاني، ورفع الوعي المجتمعي بأهمية الوقاية والمتابعة المستمرة. وقد تحوّل قصر العيني خلال الأعوام الماضية إلى أحد أهم مراكز التميز الطبي في تنفيذ المبادرات الصحية الوطنية، لما يمتلكه من خبرات بشرية متميزة وتجهيزات متقدمة.

وخلال فعاليات اليوم، أجرى موقع دوت الخليج حوارًا خاصًا مع الدكتور أشرف سليم، أستاذ الأشعة التشخيصية والتداخلية بكلية طب قصر العيني ورئيس لجنة الأشعة في المبادرة الرئاسية لصحة المرأة، للحديث عن أهمية الكشف المبكر، ودور الجامعة والمستشفيات في نشر التوعية المجتمعية، والرسائل الصحية التي يجب أن تصل لكل بيت مصري.

■ في البداية، كيف تقيّمون دور المبادرة الرئاسية لصحة المرأة، ومساهمة جامعة القاهرة في تنفيذها؟

في الحقيقة، المبادرة الرئاسية لصحة المرأة التي أطلقها السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي كانت بمثابة نقطة تحول في مسار الرعاية الصحية للنساء في مصر. فهي لا تهدف فقط لعلاج المرض، بل تهتم بالتوعية والكشف المبكر قبل ظهور الأعراض. ومنذ انطلاقها، كان لجامعة القاهرة ومؤسساتها، وعلى رأسها مستشفيات قصر العيني، دور فاعل ومحوري في تنفيذها. أتشرف بأنني أرأس لجنة الأشعة بالمبادرة، ونحن نعمل على تغطية محافظات الجمهورية بفِرق طبية متخصصة، ورفع الوعي لدى السيدات بأهمية الكشف المبكر.

■ ما الذي يجعل شهر أكتوبر مميزًا في هذا الإطار؟
شهر أكتوبر هو الشهر العالمي للتوعية بسرطان الثدي، وفيه تتوحد الجهود عالميًا لنشر الوعي بخطورة هذا المرض. في مصر، نجحنا عبر المبادرة الرئاسية في تقليل معدلات اكتشاف المرض في المراحل المتأخرة. قبل المبادرة كانت أغلب الحالات تُكتشف في المرحلتين الثالثة والرابعة، أما الآن فأغلب الحالات يتم اكتشافها في المرحلتين الأولى والثانية، وهي المراحل التي تصل فيها نسب الشفاء إلى نحو 98%، وهذا إنجاز كبير يعكس أهمية الكشف المبكر ودوره في إنقاذ الأرواح.

■ ما الدور الذي تقوم به مستشفيات قصر العيني في هذه المبادرة؟

قصر العيني هو القلب النابض للمبادرة الرئاسية، وأغلب اللجان التنفيذية تضم أساتذة من قصر العيني، وهو ما يعكس حجم الخبرة والكفاءة داخل هذا الصرح العريق. نحن نعمل على ثلاثة محاور: التوعية العامة للسيدات والأسر، والتدريب المستمر للأطباء على أحدث تقنيات التصوير والتشخيص، وتطوير آليات الفحص الدوري المجاني. هدفنا أن نصل بكل سيدة مصرية إلى مرحلة الاطمئنان الصحي الكامل، وأن نرسخ مفهوم أن الوقاية هي العلاج الحقيقي.

■ بعد اكتشاف الورم، ما الخطوات التالية التي يتم اتخاذها طبيًا؟

بعد الاشتباه في وجود ورم من خلال الفحص الإكلينيكي أو أشعة الماموغرام، تأتي الخطوة الأهم وهي أخذ عينة من الثدي عبر إبرة دقيقة موجهة بالموجات فوق الصوتية، ليتم فحصها تحت الميكروسكوب وتحديد نوع الورم. وهنا أود أن أؤكد أن أخذ العينة لا يؤدي إلى نشر الورم كما يعتقد البعض، فهذه إشاعة خاطئة. الإجراء آمن تمامًا ومعتمد في البروتوكولات العالمية، ولا يمكن لأي طبيب علاج أورام أن يبدأ في خطة العلاج دون تحليل العينة.

■ هل تختلف أنواع الأورام من حيث طبيعتها وطرق علاجها؟


بالتأكيد. سرطان الثدي ليس نوعًا واحدًا، بل له أنواع متعددة تختلف في سرعة النمو والاستجابة للعلاج. لذلك، معرفة نوع الورم من خلال العينة أمر أساسي لتحديد البروتوكول العلاجي المناسب لكل حالة، سواء كان جراحيًا أو دوائيًا أو إشعاعيًا.

■ وماذا عن دور المتابعة بعد التعافي؟


المتابعة بعد العلاج من أهم المراحل. خلال السنوات الخمس الأولى بعد الشفاء، يجب على السيدة الالتزام بالكشف الإكلينيكي الدوري، إلى جانب إجراء أشعة الماموغرام سنويًا بعد سن الأربعين. وفي بعض الحالات، خاصة التي تتميز بنسيج ثدي كثيف، نلجأ إلى عمل أشعة الرنين المغناطيسي لضمان المتابعة الدقيقة. هذه الفحوص تُمكّن الأطباء من اكتشاف أي تغيّرات مبكرًا قبل أن تتفاقم.

■ هل هناك احتمال لعودة السرطان بعد الشفاء؟


نظريًا، نعم، فاحتمالية عودة المرض موجودة لكنها ليست حتمية. النسبة تختلف من حالة إلى أخرى، وغالبًا ما تكون منخفضة إذا تم الالتزام بالعلاج والمتابعة. كما أن السيدة التي تعافت تُعامل مثل أي سيدة أخرى من حيث الفحص الدوري، لكن بقدر أكبر من الحرص والالتزام بالمواعيد.

■ ما النصائح التي توجهونها للفتيات اللاتي لديهن تاريخ عائلي للمرض؟


أولًا، أود أن أوضح أن سرطان الثدي يمكن أن يصيب أي سيدة حتى دون وجود تاريخ عائلي، لكن وجود هذا التاريخ يزيد من احتمالية الإصابة بنسبة تتراوح من 10 إلى 15%. وهناك عوامل أخرى ترفع من احتمالية الإصابة، مثل عدم الإنجاب أو عدم الرضاعة الطبيعية أو تأخر الزواج. لذلك، أنصح كل سيدة معرضة لخطر أعلى بالاهتمام بالكشف المبكر المنتظم ومتابعة الطبيب كل فترة.

■ هناك من يعتقد بضرورة إجراء الماموغرام كل 6 أشهر.. ما تعليقكم؟


هذا غير دقيق. في المبادرة الرئاسية نعتمد أولًا على الكشف الإكلينيكي، وإذا وُجدت مؤشرات أو أعراض يتم إجراء الماموغرام. الفحص السنوي كافٍ جدًا للسيدات العاديات، أما من لديهن نسيج ثدي كثيف، فيمكن أن يكون الفحص بالتناوب بين الماموغرام والرنين المغناطيسي كل عام. الهدف ليس الإكثار من الفحوص، بل الالتزام بالنظام الصحيح والمناسب للحالة.

■ كلمة أخيرة توجهها للسيدات المصريات في هذا الشهر العالمي؟


رسالتي لكل سيدة: لا تنتظري الأعراض. الفحص المبكر قد ينقذ حياتك ويمنحك فرصة شفاء شبه كاملة. لا تخافي من الذهاب للطبيب أو من نتيجة الفحص، فالخوف الحقيقي هو في التأخير. المبادرة الرئاسية وفرقها الطبية في كل المحافظات وُجدت لخدمتكِ، وكل شيء يتم مجانًا وفي سرية تامة.

اختتم الدكتور أشرف سليم حديثه بالتأكيد على أن مبادرة «صحة المرأة المصرية» ليست مجرد حملة طبية مؤقتة، بل مشروع وطني مستدام يعكس اهتمام القيادة السياسية بصحة المرأة كركيزة أساسية لصحة المجتمع كله. وأوضح أن مستشفيات قصر العيني، بما تملكه من تاريخ طبي عريق وكفاءات بشرية متخصصة، تقف في طليعة المؤسسات التي تدعم هذه الرؤية من خلال التعليم والتدريب وتوفير خدمات الفحص والعلاج بالمجان.

وأضاف أن حملات التوعية، مثل فعالية Pink Day، تمثل رسالة إنسانية تهدف إلى إزالة الخوف من كلمة "سرطان" واستبدالها بكلمة "شفاء"، مؤكدًا أن الوعي هو السلاح الأقوى في مواجهة هذا المرض.

واختتم حديثه قائلًا: "نحن لا نحارب المرض فقط بالأدوية، بل بالوعي والمعرفة والإصرار. قصر العيني سيبقى منارة الطب في مصر والعالم العربي، وجامعة القاهرة ستظل السند الأول لصحة المصريين. رسالتي لكل سيدة مصرية: بادري بالكشف، فكل دقيقة وعي قد تنقذ حياة."

 

Advertisements

قد تقرأ أيضا