أخبار السعودية

التعليم السعودي يحذر .. إعادة السنة كاملة لمن يتجاوز نسبة الغياب هذه

التعليم السعودي يحذر .. إعادة السنة كاملة لمن يتجاوز نسبة الغياب هذه

الرياض - كتبت رنا صلاح - في خطوة تهدف إلى تعزيز الالتزام داخل المدارس، أعلنت وزارة التعليم السعودية عن تطبيق نظام صارم لمتابعة الانضباط المدرسي في السعودية، يقضي بحرمان الطلاب من دخول الاختبارات النهائية في حال تجاوزت نسبة غيابهم 10% من إجمالي أيام الدراسة، مع إلزامهم بإعادة السنة الدراسية كاملة . يأتي هذا القرار ضمن جهود الوزارة المستمرة لرفع مستوى الجدية والانضباط، وترسيخ ثقافة الالتزام كعنصر أساسي في نجاح العملية التعليمية وتحقيق مستهدفات رؤية المملكة 2030 تثغنظ بناء على ما تم الاعلان عنه رسميا من الجهات المختصة .

التعليم السعودي يحذر .. إعادة السنة كاملة لمن يتجاوز نسبة الغياب هذه

خلفية القرار: مواجهة ظاهرة الغياب المدرسي

تعد مشكلة الغياب المتكرر من أبرز التحديات التي تعيق تطور التعليم، إذ تؤدي إلى تراجع التحصيل الدراسي وضعف المشاركة داخل الفصول. وفي ظل التوجه الوطني نحو تطوير المنظومة التعليمية في السعودية، رأت الوزارة ضرورة وضع ضوابط أكثر حزماً لمعالجة هذه الظاهرة. فالتغيب المستمر لا يؤثر فقط على مستوى الطالب الأكاديمي، بل يضعف روح الانضباط داخل المدارس ويؤثر سلباً على جودة البيئة التعليمية.

آلية تنفيذ نظام الانضباط الجديد

يعتمد النظام الجديد على المتابعة الإلكترونية الدقيقة منذ اليوم الأول في التقويم الدراسي، حيث يتم رصد حضور وغياب الطلاب بشكل يومي عبر الأنظمة الرقمية المعتمدة من وزارة التعليم. وعند تجاوز الطالب لنسبة 10% من الغياب دون عذر مقبول، يفقد حقه في دخول الاختبارات النهائية ويتم تحويل حالته تلقائياً إلى “إعادة السنة الدراسية”. كما يتم إشعار أولياء الأمور بشكل دوري من خلال رسائل نصية وتقارير إلكترونية لمتابعة الحضور والحد من تفاقم الغياب. أما في الحالات الإنسانية أو الصحية، فتُحال الأعذار الرسمية إلى لجان مختصة تدرس كل حالة على حدة لضمان العدالة والمرونة في التطبيق.

لماذا تم تحديد نسبة الغياب بـ10%؟

اختيار نسبة الغياب 10% لم يكن عشوائياً، بل جاء بناءً على دراسات ميدانية وتوصيات تربوية أكدت أن الطالب الذي يتغيب أكثر من هذه النسبة يتأثر تحصيله العلمي بشكل مباشر. فانقطاع الطالب المتكرر عن الدروس يؤدي إلى فقدان الترابط المعرفي بين أجزاء المنهج، مما يصعّب عليه فهم المحتوى التعليمي واستيعابه بشكل متكامل. وبالتالي، فإن هذا القرار يهدف إلى حماية مسار الطالب الأكاديمي وضمان تحقيق نواتج تعلم حقيقية وجودة تعليمية أعلى.

تأثير القرار على سلوك الطلاب ومستقبلهم التعليمي

من المتوقع أن يحدث هذا القرار تحولاً جذرياً في سلوك الطلاب تجاه الحضور والانضباط، فبعد أن كان البعض يتهاون في الغياب، سيصبح الالتزام خياراً إلزامياً لتجنب خسارة سنة دراسية كاملة. إعادة السنة لا تعني فقط تكرار الجهد الدراسي، بل تحمل تبعات نفسية ومادية على الطالب وولي أمره، وهو ما سيدفع الجميع إلى التعامل بجدية أكبر مع الحضور اليومي. كما أن المواظبة على الحضور المنتظم تتيح للطلاب فرصة أوسع للتفاعل مع المعلمين والزملاء، وتساعد على رفع مستوى الفهم والتحصيل العلمي، وهو ما ينعكس إيجاباً على نتائجهم النهائية واستعدادهم للمراحل المقبلة.

الانضباط المدرسي في السعودية ودوره في تحقيق رؤية 2030

يأتي هذا النظام الجديد كجزء من استراتيجية تطوير التعليم السعودي ضمن رؤية المملكة 2030، التي تسعى إلى بناء جيل منضبط ومبدع يمتلك المهارات والمعرفة اللازمة للمنافسة عالمياً. فالانضباط المدرسي ليس مجرد حضور بدني، بل هو سلوك يعكس الوعي والمسؤولية، ويُعد من أهم العوامل التي تسهم في بناء مجتمع متعلم ومنتج. ومن خلال تطبيق هذه الإجراءات، تعزز وزارة التعليم ثقافة الانضباط باعتبارها قيمة تربوية أساسية لا تقل أهمية عن التحصيل الأكاديمي نفسه.

يمثل نظام الانضباط المدرسي في السعودية خطوة حقيقية نحو بيئة تعليمية أكثر انضباطاً وجودة، إذ يربط بين الحضور المنتظم والتحصيل الفعّال، ويغرس في الطلاب قيمة الالتزام كطريق للنجاح. ومع استمرار الوزارة في تحديث أنظمتها الرقمية وتفعيل التواصل مع أولياء الأمور، يُتوقع أن يسهم هذا النظام في تقليل نسب الغياب ورفع كفاءة الأداء التعليمي في مختلف مدارس المملكة.

Advertisements

قد تقرأ أيضا