رائحة القهوة تُحسّن القدرة على التركيز
أظهرت دراسة علمية حديثة أن مجرّد استنشاق رائحة القهوة يمكن أن يحسّن مستوى التركيز والانتباه حتى دون الحاجة إلى شربها.
هذا الاكتشاف، الذي جاء بعد سلسلة من التجارب المختبرية والاختبارات الإدراكية، يسلّط الضوء على الدور غير المتوقع للروائح في التأثير على وظائف الدماغ، وعلى الطريقة التي يمكن بها للمحفزات الحسية البسيطة أن تغيّر أداء الإنسان الذهني خلال وقت قصير.
اعتمد الباحثون في هذه الدراسة على مجموعة واسعة من المشاركين من مختلف الأعمار والخلفيات المهنية، وطلبوا منهم إجراء سلسلة من الاختبارات المعرفية التي تتطلب تركيزًا عاليًا، مثل حلّ مسائل رياضية سريعة أو تتبّع نقاط على شاشة إلكترونية.
وفي بعض التجارب، وُضعت أمام المشاركين أجهزة تنفث روائح مختلفة، من بينها القهوة، فيما أدّوا المهام دون أن يكونوا على علم بأن الرائحة جزء من الدراسة. وتبيّن أن الذين استنشقوا رائحة القهوة، دون تذوّقها، حققوا أداءً أعلى بنسبة تتراوح بين 8 و12% مقارنة بالمشاركين الآخرين الذين لم يتعرضوا للرائحة أو تعرضوا لروائح محايدة.
وأرجع الباحثون هذا التأثير إلى أن دماغ الإنسان لديه ارتباطات شرطية عميقة مع رائحة القهوة، حيث تُعدّ هذه الرائحة من أقوى الروائح المرتبطة باليقظة والبدء في العمل لدى أغلب الأشخاص. فالعديد من الناس يبدأون يومهم بفنجان قهوة، ومع مرور الوقت يتحوّل هذا الروتين إلى إشارة تُنبّه الدماغ لبدء النشاط العقلي. ومع أن الجسم لا يحصل في هذه الحالة على الكافيين فعليًا، إلا أن الدماغ يلتقط الإشارة الحسية ويتعامل معها كما لو أنها جزء من عملية الاستيقاظ والتحفيز.
كما لاحظت الدراسة أن رائحة القهوة تنشّط مناطق معينة في الدماغ مسؤولة عن الانتباه والتحليل السريع، وتساعد على زيادة معدل التنفس بشكل بسيط وغير محسوس، مما يرفع مستوى تدفق الأكسجين إلى الدماغ. هذا الارتفاع، وإن كان طفيفًا، يكفي لتحسين القدرة على التركيز لمدة تتراوح بين 10 و20 دقيقة، خاصة في المهام التي تتطلب حضورًا ذهنيًا عاليًا.
ولعل اللافت أن نتائج التجارب كانت متشابهة حتى لدى الأشخاص الذين لا يشربون القهوة بانتظام أو لا يحبّون طعمها. وهذا يشير إلى أن رائحة القهوة وحدها تمتلك تأثيرًا نفسيًا عالميًا إلى حدّ ما، قائمًا على الرموز والإيقاعات اليومية المشتركة في المجتمعات الحديثة، وليس فقط على الإدمان الفعلي للكافيين.
الباحثون وصفوا هذه الظاهرة بأنها “يقظة حسية” تنتج عن رائحة مرتبطة بالنشاط، شبيهة بتأثير بعض الروائح الأخرى مثل النعناع أو الحمضيات، ولكن بشكل أقوى وأكثر ارتباطًا بروتين العمل.
كما أشار الخبراء إلى إمكانية استخدام هذا الاكتشاف في بيئات العمل والتعليم. فقد يؤدي نشر رائحة القهوة الخفيفة في قاعات الدراسة أو المكاتب إلى تحسين أداء الطلاب والموظفين في لحظات الإرهاق أو انخفاض التركيز. وقد تبدأ بعض الشركات في اعتماد “الروائح التحفيزية” كجزء من استراتيجيات رفع الإنتاجية، تمامًا كما يتم استخدام الإضاءة أو الموسيقى الخلفية لتحسين بيئة العمل.
وبالرغم من ذلك، يشدد الباحثون على ضرورة استخدام الروائح بشكل معتدل، لأن التعرض المفرط لأي رائحة قد يؤدي إلى نتائج عكسية أو يسبب انزعاجًا لدى البعض. إلا أن الاستخدام الذكي والمتوازن لرائحة القهوة، حتى دون شربها، قد يقدم دفعة ذهنية صغيرة ولكن فعّالة في اللحظات التي يحتاج فيها الشخص إلى تركيز إضافي دون الاعتماد على المنبهات التقليدية.
هذه الدراسة تفتح الباب أمام فهم أعمق لطبيعة التفاعل بين الحواس والدماغ، وتثبت أن التأثيرات الصغيرة يمكن أن تُحدث فرقًا حقيقيًا في الأداء اليومي. رائحة القهوة، التي اعتدنا اعتبارها مجرد جزء من طقوس الصباح أو مزاج فنجان دافئ، قد تكون في الحقيقة أداة عملية لتعزيز التركيز ورفع مستوى الإنتاجية دون أي جهد إضافي.
عرضنا لكم زوارنا الكرام أهم التفاصيل عن خبر رائحة القهوة تُحسّن القدرة على التركيز على دوت الخليج فى هذا المقال ونتمى ان نكون قدمنا لكم كافة التفاصيل بشكل واضح وبمزيد من المصداقية والشفافية واذا اردتكم متابعة المزيد من اخبارنا يمكنكم الاشتراك معنا مجانا عن طريق نظام التنبيهات الخاص بنا على متصفحكم او عبر الانضمام الى القائمة البريدية ونحن نتشوف بامدادكم بكل ما هو جديد.
كما وجب علينا بان نذكر لكم بأن هذا المحتوى منشور بالفعل على موقع المؤتمر نت وربما قد قام فريق التحرير في دوت الخليج بالتاكد منه او التعديل علية اوالاقتباس منه او قد يكون تم نقله بالكامل ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر من مصدره الاساسي.
