أخبار عالمية

العالم اليوم - "الخوف من ضياع الفرصة" يدفع الذهب لمستويات تاريخية

العالم اليوم - "الخوف من ضياع الفرصة" يدفع الذهب لمستويات تاريخية

انتم الان تتابعون خبر "الخوف من ضياع الفرصة" يدفع الذهب لمستويات تاريخية من قسم اخبار العالم والان نترككم مع التفاصيل الكاملة

شهد محمد - ابوظبي في الثلاثاء 7 أكتوبر 2025 10:20 صباحاً - تشهد أسواق الذهب العالمية حالة من الاندفاع غير المسبوق، بعدما تجاوز المعدن النفيس حدود التوقعات وقفز إلى مستويات قياسية قرب الأربعة آلاف دولار للأونصة، في صعود يعكس اضطرابات الاقتصاد العالمي وتداعيات السياسات التجارية الأميركية، كما يكشف عن موجة من ظاهرة "الخوف من ضياع الفرصة" أو "الفومو" التي تجتاح المستثمرين حول العالم.

يتحول الذهب، في لحظات التوتر المالي والسياسي، إلى مرآة تعكس هواجس الأسواق وسلوك المتعاملين، إذ يدفع القلق من التضخم أو تباطؤ النمو كثيرين إلى الاحتماء به كملاذ آمن أو "مخزن قيمة"، بينما يغذي الزخم النفسي والرغبة في اقتناص الأرباح موجة جديدة من الطلب.

في هذا السياق، يشير تقرير لصحيفة "فايننشال تايمز" إلى أن:

  • أكبر ارتفاع للذهب منذ سبعينيات القرن الماضي يتم تغذيته من خلال "الخوف من تفويت الفرص المغطاة بالذهب".
  • المستثمرون الخائفون من فقدان العوائد والقلقون بشأن التضخم أضافوا المعدن النفيس إلى محافظهم.
  • قفزت أسعار الذهب بأكثر من 50 بالمئة هذا العام، لتصل إلى مستوى قياسي مرتفع (قرب 4000 دولار للأونصة)، بعد أن أثارت الحرب التجارية التي شنها الرئيس الأميركي دونالد ترامب اندفاعا نحو الأصول الآمنة وأدت إلى هبوط الدولار.
  • لكن حتى عندما تراجعت التقلبات الناجمة عن الرسوم الجمركية في الأسواق المالية خلال الصيف، تسارعت أسعار الذهب، مع ارتفاع بنحو 12 بالمئة في سبتمبر، وهو ما يمثل أكبر مكسب شهري منذ عام 2011. 

ويقول مديرو الأصول إن أحد العوامل المحفزة الرئيسية كان مجموعة أوسع من المستثمرين الذين ركبوا سفينة ارتفاع الأسعار بعد سنوات من عمليات الشراء القياسية التي قام بها مديرو الاحتياطي في البنوك المركزية.

موجة غير مسبوقة

يقول الرئيس التنفيذي لمركز كوروم، طارق الرفاعي، لموقع "اقتصاد دوت الخليج":

  • أسعار الذهب تشهد في الفترة الحالية موجة ارتفاعات متسارعة وغير مسبوقة.
  • المعدن الأصفر ارتفع بنحو 50 بالمئة منذ بداية العام، بما يعكس حالة من التهافت الاستثماري بدافع الخوف من ضياع الفرصة.
  • الذهب يختلف بطبيعته عن الأسهم أو السلع الأخرى، إذ كلما ارتفع سعره زاد الطلب عليه، بخلاف القاعدة الاقتصادية المعتادة.
  • "عندما كان سعر الذهب بين 1000 و1200 دولار للأونصة، كان الطلب عليه معتدلاً، أما اليوم فكلما ارتفع السعر، ازداد الإقبال عليه أكثر".

ويضيف: البنوك المركزية حول العالم زادت من مشترياتها من الذهب خلال السنوات الماضية، وهو ما أسهم في تسارع وتيرة الارتفاع الحالية، إلا أن هذا التسارع يثير القلق، لأنه كلما ارتفع السعر بسرعة نحو مستويات قياسية جديدة، ازدادت احتمالات حدوث تصحيح قوي في السوق".

ويتابع قائلاً: "الذهب يقترب الآن من مستوى 4 آلاف دولار للأونصة، وعندما يتجاوز هذا الحاجز، أعتقد بأننا سنشهد تصحيحاً سعرياً قد يكون حاداً، وربما يتراجع الذهب إلى حدود ثلاثة آلاف دولار أو أقل".

ويرى أن هذا التصحيح لا يعني نهاية الفرص في سوق الذهب، لكنه يحذّر من أن الخوف من الخسارة قد يدفع المستثمرين إلى البيع السريع بكميات كبيرة، تماماً كما يدفعهم الخوف من ضياع الفرصة إلى الشراء المتسارع في فترات الصعود. وينبه إلى أن المرحلة المقبلة قد تتسم بتقلبات عالية في أسعار الذهب، داعياً المستثمرين إلى توخي الحذر ومراقبة السوق عن كثب، خصوصًا بعد الارتفاعات الحادة الأخيرة.

تصحيح متوقع

وشدد بنك أوف أميركا، الاثنين، على ضرورة توخي المستثمرين الحذر مع الذهب، في الوقت الذي يقترب فيه سعر المعدن النفيس من مستوى 4,000 دولار للأونصة، وفق ما نقلته شبكة "سي إن بي سي" الأميركية، والتي تشير لارتفاع الأسعار بنسبة 50 بالمئة منذ بداية العام، مدفوعة برسوم الرئيس دونالد ترامب الجمركية، وتهديداته لاستقلالية الاحتياطي الفيدرالي، إضافة إلى عمليات الشراء المكثفة من قبل البنوك المركزية حول العالم.

ويحذر البنك عملاءه من أن الذهب يواجه حالة "إرهاق في الاتجاه الصاعد" مع اقترابه من مستوى 4,000 دولار، ما قد يؤدي إلى "فترة من التماسك أو التصحيح" خلال الربع الرابع من العام.

ظاهرة الفومو

من جانبها، تشير خبيرة أسواق المال، حنان رمسيس،  لموقع "اقتصاد دوت الخليج" إلى ظاهرة الفومو أو ما يُعرف بـ"المخاوف من ضياع الفرص"، والتي أصبحت من السمات البارزة بين المتعاملين في الأسواق المالية خلال الفترات الأخيرة، لافتة إلى أن هذه الظاهرة تُعد دافعاً عاطفياً (معنوياً) قوياً يجعل المستثمر يتخذ قراراته بدافع الخوف من فوات فرصة الربح، دون الاعتماد على التحليل الفني أو المنطقي.

وتوضح أن هذا السلوك يدفع بعض المستثمرين إلى شراء أصول عند مستويات سعرية مرتفعة جداً، رغم التحذيرات بأنها مناطق بيع، لمجرد أنهم يرون آخرين يحققون مكاسب، فيسعون لتكرار التجربة دون دراسة كافية.

وتضيف: المتعاملون المتأثرون بـ "الفومو" عادةً ما يكونون على اتصال دائم بالأخبار ووسائل التواصل الاجتماعي، ما يخلق لديهم حالة من الاندفاع العاطفي تجاه أصول معينة مثل الذهب أو العملات الرقمية.

وتؤكد أن هذه الظاهرة تؤدي إلى تذبذب في القرارات الاستثمارية؛ فالبعض يقدم على الشراء رغم ارتفاع الأسعار خوفاً من فوات الفرصة، بينما يمتنع آخرون عن الدخول حتى في الاتجاهات الصاعدة بدافع الخوف ذاته، ما يجعل قراراتهم في كثير من الأحيان غير مدروسة.

لكنها تتابع: "في أوقات معينة، مثل فترات الصعود الطويلة للذهب نتيجة الأحداث الجيوسياسية أو خفض أسعار الفائدة أو سياسات الإغلاق الأميركية، يتحول الخوف من ضياع الفرصة إلى طلب حقيقي ومبرَّر استثمارياً، وهو ما شهدناه مؤخراً في إقبال العديد من الدول والمستثمرين على شراء الذهب".

كما تشير إلى أن ظاهرة الفومو تتجلى بوضوح في الاستثمارات عالية المخاطر مثل العملات المشفرة،  إذ دخل البعض السوق بدافع الخوف من ضياع الفرصة فحقق أرباحاً كبيرة، في حين امتنع آخرون عن الاستثمار تمامًا لنفس السبب ففقدوا فرصًا مهمة.

عوامل تحفز الأسعار

في سياق متصل، نقل تقرير لرويترز عن المحلل في شركة ماريكس إدوارد ماير، قوله إن التطورات السياسية في فرنسا وارتفاع العائدات اليابانية وسط مخاوف التضخم والإغلاق المستمر للحكومة الأميركية كلها تسهم في ارتفاع الذهب.

وأضاف مير: "إن حقيقة أننا قريبون جداً من 4000 دولار للأونصة تشير أيضاً إلى أن بعض الصناديق قد تحاول دفعها للأعلى للوصول إلى هذا المستوى".

يزدهر الذهب غير المدر للدخل في بيئة أسعار الفائدة المنخفضة وخلال حالة عدم اليقين الاقتصادي.

يتوقع المستثمرون الآن خفضاً في أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في اجتماع بنك الاحتياطي الفيدرالي هذا الشهر، مع توقع خفض إضافي بمقدار 25 نقطة أساس في ديسمبر.

وقال بنك يو بي إس في مذكرة: "نرى أسباباً أساسية وأخرى قائمة على الزخم لارتفاع الذهب بشكل أكبر، ونتوقع الآن أن يصل الذهب إلى 4200 دولار للأوقية بحلول نهاية هذا العام".

اقتناص الفرص

يقول خبير أسواق المال حسام الغايش، لموقع "اقتصاد دوت الخليج" إن:

  • ارتفاع أسعار الذهب عادة ما يصاحبه انتشار واسع للأخبار والتوقعات المتفائلة حول استمرار الصعود، فيندفع المستثمرون والمتعاملون إلى الشراء دون دراسة كافية حتى لا تفوتهم فرصة الربح.
  • هذا السلوك الجماعي يؤدي إلى زيادة الطلب على الذهب وارتفاع الأسعار أكثر، لتتشكل حلقة متكررة من الاندفاع الشرائي.
  • أحياناً لا يكون هذا الارتفاع مرتبطًا بعوامل اقتصادية حقيقية مثل التضخم أو ضعف العملة، بل نتيجة مباشرة لتأثير نفسي وجماعي.

ويتابع الغايش أن هذا التأثير لا يستمر إلى الأبد، فعندما تبدأ الأسعار في تجاوز قيمتها الحقيقية أو يشرع بعض المستثمرين في جني الأرباح، يتحول الاتجاه سريعاً، ويظهر نوع آخر من الخوف وهو الخوف من الخسارة، فيندفع الكثيرون إلى البيع، ما يؤدي إلى تراجع الأسعار بصورة حادة.

ويختتم الغايش حديثه بالقول إن ظاهرة الخوف من ضياع الفرصة تلعب دوراً مؤقتاً لكنه مؤثر في تحريك أسعار الذهب على المدى القصير، إلا أنها لا تستطيع الحفاظ على هذا التأثير طويلًا ما لم تدعمها عوامل اقتصادية حقيقية. فالسوق في النهاية يعود إلى التوازن عندما تهدأ العواطف ويغلب التحليل الواقعي على السلوك العاطفي.

نرجو ان نكون قد وفقنا في نقل التفاصيل الكاملة الخاصة بخبر "الخوف من ضياع الفرصة" يدفع الذهب لمستويات تاريخية .. في رعاية الله وحفظة

Advertisements

قد تقرأ أيضا