نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث تفاصيل خبر الصحفي المواطن الذي هزّ ضمير العالم.. رحلة صالح الجعفراوي من التوثيق إلى الشهادة في المقال التالي
أحمد جودة - القاهرة - 26 عامًا من الإيمان بالصورة.. وانتهاء الحكاية بـ سبع رصاصات
أصبح الجعفراوي معروفًا بشكل واسع منذ اندلاع الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة 7 أكتوبر 2023)، حيث كانت مقاطع الفيديو التي يُنشرها من قلب الأحداث تنقل معاناة المدنيين بالقطاع، وتوثّق الدمار، والقصف، الملاجئ، المستشفيات، والنزوح، وجرائم الحرب والإبادات الجماعية التي قام بها جيش الاحتلال الإسرائيلي ضد المدنيين في غزة.
كان يستخدم عدة منصات تواصل مثل إنستجرام، منصة "إكس" (سابقًا تويتر)، ويوتيوب، ليصل عمله إلى ملايين المتابعين ويعرف العالم بجرائم الاحتلال الإسرائيلي والدمار في غزة والانتهاكات الإنسانية والقانونية بالقطاع، حيث تعرّض صالح لاتهامات من الجانب الإسرائيلي، من ضمنها اتهام أنه يعمل ضمن جهاز إعلامي تابع لحماس، أو أنه "يُزيّف المشاهد" بهدف الدعاية الإعلامية.
كذلك، كان قد تعرّض لتهديدات متعددة، من مستوطنين وضباط مخابرات، عبر اتصالات هاتفية أو عبر وسائل التواصل، تطالعه بإيقاف النشر أو بمخاطر شخصية وعائلية إن لم يفعل.

الجعفراوي.. صورة تقاوم التعتيم
مقاطع الجعفراوي لم تكن مجرد توثيق بصري، بل شهادة حيّة على جرائم الحرب، وصوت الناس المحاصرين خلف الركام، الذين لم يكن لهم منبر سوى هواتف الصحفيين الميدانيين.
تهديدات إسرائيلية متكررة وصمود في الميدان
رغم التحذيرات والتهديدات التي تلقاها من مستوطنين وضباط إسرائيليين، وُاصل الجعفراوي عمله متحديًا الخطر، مؤمنًا بأنّ نقل الحقيقة واجب لا يمكن الصمت عنه.
من هو صالح الجعفراوي؟
صحفي شاب من غزة، وُلد عام 1997، آمن بأن الصحافة ليست مهنة فقط، بل موقف أخلاقي وإنساني في وجه القتل والصمت.
- الاسم الكامل: صالح عامر الجعفراوي.
- تاريخ الميلاد: 22 نوفمبر 1997.
- مكان الميلاد: قطاع غزة.
- العمر عند الاستشهاد: 26 عامًا.
- المهنة: صحفي ومصور فلسطيني، ناشط على وسائل التواصل الاجتماعي.
استشهاده: متى وكيف وظروف الحادث
- التاريخ:الأحد 12 أكتوبر 2025.
- المكان: حي الصبرة، جنوب مدينة غزة المركز الفلسطيني للإعلام.
- الظروف: استشهد أثناء تغطيته ميدانيًا لاشتباكات مسلحة بين عناصر من "مليشيات مسلحة" وأفراد من عائلة دغمش المتعاونه مع الاحتلال، بينما كان يوثّق آثار الدمار في منطقة تل الهوا ومن ثم في شارع 8 جنوب المدينة.
- الجهة التي أطلقت النار: تقارير فلسطينية تشير إلى أن من أطلق النار كانوا "خارجين عن القانون"، يُشار إليهم أحيانًا كمسلحين من عائلة دغمش المتعاونة مع الاحتلال، حسب ما أفاد به المركز الفلسطيني للإعلام.
- استُشهد بعد أن أطلقوا عليه 7 رصاصات عمدًا، أثناء التصوير والتوثيق الميداني، وقد وصل جثمانه إلى مستشفى المعمداني.

الجعفراوي.. الإعلامي الميداني الذي نقل وجع المدنيين من تحت الركام إلى شاشات العالم
الجعفراوي كان مثالًا للصحفي المواطن، ناشط ميداني، يستخدم الوسائل الرقمية للوثوقية العالية في نقل ما يجري من قرب للأحداث، خاصة ما يتعلق بمعاناة المدنيين ومخلفات الحرب.
امتداد متابعيه الكبير ودوره في أن تصبح مقاطعه مصدرًا أساسيًا لفهم الواقع اليومي في غزة جعل منه شخصية مؤثرة، الأمر الذي واجه محاولات تشويه من جهات إسرائيلية أو من متّهِمين له بإنتاج "مشاهد مفبركة"، الذي كان ينفيها.
استهدافه يندرج ضمن نمط مقلق وهو استهداف الصحفيين والمراسلين الميدانيين في الحروب، خصوصًا أولئك الذين يوثّقون مأساة المدنيين، مما يثير تساؤلات حول حماية الصحفيين وحرية الإعلام في مناطق النزاعات.
صالح الجعفراوي.. الصحفي الذي كتب بدمه ما عجزت الكلمات عن قوله
صالح الجعفراوي كان من الأصوات الإعلامية التي ترجمت المأساة الفلسطينية بلغة بصرية وميدانية واضحة، محاولًا أن يكون شاهدًا على ما يذهب ضحيّة الإعلام الرسمي أو التعتيم، استشهاده يمثل خسارة ليس فقط لعائلته أو لأصدقائه، بل للصحافة فلسطينيًا والدوليًا التي تعتمد على هؤلاء الذين يضعون أنفسهم في الخطوط الأمامية لنقل الحقيقة.
وبينما تظل الأرقام والإحصائيات مهمة، إلا أن صورته وتوثيقه اليومي، حتى يوم استشهاده، تُذكّرنا بأنّ الكلمة والصورة قد يكونا أقوى من الصمت، وأنّ الإعلام في مناطق النزاع ليس مجرد مهنة، بل مهمة وشهادة، أحيانًا بأغلى الأثمان.