أحمد جودة - القاهرة - تواصل الفصائل الفلسطينية تمسكها بإنجاح اتفاق شرم الشيخ للسلام الذي أوقف الحرب في قطاع غزة، مؤكدة التزامها الكامل بتنفيذ المرحلة الأولى من الاتفاق عبر تسليم الجثامين المتبقية للأسرى الإسرائيليين، تمهيدًا للانتقال إلى المرحلة الثانية التي تهدف إلى تحقيق وقف دائم لإطلاق النار وإطلاق عملية إعادة إعمار القطاع.

وأكد خليل الحية، رئيس الوفد المفاوض في حركة حماس، أن الحركة ملتزمة بتنفيذ بنود الاتفاق ولن تمنح إسرائيل أي ذريعة لاستئناف العمليات العسكرية ضد غزة، موضحًا أن تأخر تسليم بعض جثامين الأسرى الإسرائيليين يعود إلى صعوبة تحديد أماكن دفنهم بعد استشهاد عدد من مقاتلي القسام الذين كانوا يحتجزونهم.

وأشار إلى أن الحركة تبذل جهودًا مكثفة للعثور على الجثامين المتبقية، في ظل استمرار التنسيق مع الجانب المصري الذي يقود الوساطة لضمان استمرار الهدوء وتثبيت اتفاق شرم الشيخ.

ونجح الاتفاق التاريخي الذي رعته مصر في شرم الشيخ في إنهاء الحرب الأخيرة على غزة ووقف نزيف الدماء، بعد مفاوضات معقدة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، شملت التوصل إلى صفقة تبادل للأسرى والتفاهم على مناقشة مستقبل القطاع، بما في ذلك حكم غزة ونزع سلاح الفصائل وفتح المعابر الحدودية لإدخال المساعدات الإنسانية.

وكانت الفصائل الفلسطينية قد أعلنت خلال اجتماعها الأخير في القاهرة، الجمعة الماضية، اتفاقها على مجموعة من النقاط المتعلقة بإدارة قطاع غزة وتثبيت الهدنة، من بينها تشكيل لجنة فلسطينية مؤقتة لإدارة القطاع إلى حين التوصل إلى تسوية سياسية شاملة.

وأكدت القوى الفلسطينية أن المرحلة الراهنة تتطلب موقفًا وطنيًا موحدًا ورؤية سياسية تقوم على وحدة الصف والمصير، ورفض جميع محاولات الضم أو التهجير في غزة والضفة الغربية والقدس.

وأدانت الفصائل مصادقة الكنيست الإسرائيلي بالقراءة التمهيدية على قانون “تطبيق السيادة على الضفة الغربية”، واصفة ذلك بأنه اعتداء خطير على الهوية الفلسطينية، مثمنة في الوقت ذاته الدور المصري والدولي في دعم القضية الفلسطينية ومنع تجدد التصعيد.

واختتمت الفصائل بيانها بالتأكيد على أن الوحدة الوطنية تبقى السبيل الأهم لمواجهة المخططات الإسرائيلية وتحقيق أهداف الشعب الفلسطيني في الحرية والاستقلال.