فن ومشاهير

محطات السعادة والألم في حياة شريهان.. من وهج الفوازير إلى نور المتحف المصري الكبير

  • محطات السعادة والألم في حياة شريهان.. من وهج الفوازير إلى نور المتحف المصري الكبير 1/4
  • محطات السعادة والألم في حياة شريهان.. من وهج الفوازير إلى نور المتحف المصري الكبير 2/4
  • محطات السعادة والألم في حياة شريهان.. من وهج الفوازير إلى نور المتحف المصري الكبير 3/4
  • محطات السعادة والألم في حياة شريهان.. من وهج الفوازير إلى نور المتحف المصري الكبير 4/4

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث تفاصيل خبر محطات السعادة والألم في حياة شريهان.. من وهج الفوازير إلى نور المتحف المصري الكبير في المقال التالي

أحمد جودة - القاهرة - في كل مرة تلوح فيها النجمة شريهان في الأفق الفني، تعود الحياة لتتزين بالبريق ذاته الذي سكن قلوب جمهورها منذ عقود. تلك الفنانة التي جمعت بين الموهبة والتحدي، وبين الأنوثة والصلابة، عادت لتخطف الأضواء مجددًا في احتفالية افتتاح المتحف المصري الكبير، حيث أطلت كأيقونة من زمن الجمال، تُعيد إلى الذاكرة زمن الفن الأصيل وتمنح الحاضر نفحة من عبق الماضي.

العودة المشرقة في ليلة من نور

عبّرت شريهان عن سعادتها الغامرة بالمشاركة في هذا الحدث العالمي، ووصفت اللحظة بأنها "تتويج لعمرها ومسيرتها". بدا صوتها في مداخلتها مع الإعلامية لميس الحديدي مفعمًا بالامتنان والدهشة: "مش عارفة ألملم مشاعري... أنا فخورة وسعيدة، والشرف كله ليا إني على أرض بلدي في حدث عظيم زي ده".

كانت فقرتها الاستعراضية مزيجًا من الفن والتاريخ، إذ استعادت من خلالها روحها القديمة التي ما دام أبهرت بها الجمهور في فوازيرها وأعمالها المسرحية، فبدت وكأنها تخاطب الأجيال الجديدة بلغة الجمال والبهجة التي لا تشيخ.

ebd808a59c.jpg

إطلالة ملكية ورسالة فنية

لم يكن اختيار إطلالتها صدفة؛ فقد لجأت إلى المصمم العالمي إيلي صعب ليبتكر لها فستانًا يليق بعظمة الحدث وبمصر التي تعشقها. قالت له كما تروي: "عاوزة نحفر خط على حجر، يليق بالحضارة المصرية." وجاء الرد بفستان تطريزه مستوحى من النقوش الفرعونية، فكانت شريهان في تلك الليلة مزيجًا بين الكليوباترا الحديثة والنجمة التي تعيد تعريف الأناقة المصرية.

بدايات طفلة حالمة

ولدت شريهان في السادس من ديسمبر عام 1964، وهي الأخت غير الشقيقة لعازف الجيتار الشهير عمر خورشيد. درست الرقص التعبيري في باريس قبل أن تعود إلى القاهرة وتبدأ خطواتها الأولى في عالم الفن طفلةً في أفلام مثل قطة على النار ونصف دستة أشرار. غير أن انطلاقتها الحقيقية جاءت عبر مسرح فؤاد المهندس في مسرحيتي سك على بناتك وعلشان خاطر عيونك، حيث كشفت عن قدراتها الاستعراضية الفريدة وروحها المرحة التي أسرت الجمهور.

انطلاقتها الكبرى: فوازير شريهان

في الثمانينيات، صارت شريهان ملكة الفوازير بلا منازع، إلى جانب الفنانة نيللي التي سبقتها إلى هذا النوع الفني. لكن شريهان أضافت إليه جرعة من الإبداع المسرحي والتمثيل والرقص، فحوّلت الفوازير إلى حدث رمضاني ينتظره الجميع. تعاونت مع المخرج فهمي عبد الحميد في أعمال مثل ألف ليلة وليلة وفوازير حول العالم وحاجات ومحتاجات، وصارت رمزًا للبهجة والخيال، حتى بات اسمها مرادفًا للسحر على الشاشة الصغيرة.

تألق سينمائي ومسرحي

لم تكتفِ شريهان بالاستعراض، بل اقتحمت السينما لتقدّم أفلامًا متميزة مثل العذراء والشعر الأبيض، الطوق والإسورة، خلي بالك من عقلك، وعرق البلح. كما شكلت ثنائيًا ناجحًا مع الفنان الراحل هشام سليم في أعمال سينمائية ومسرحية، أبرزها شارع محمد علي، التي جابت عواصم عربية عدة. كانت شريهان في تلك الفترة رمزًا للمرأة القوية والموهوبة، تجمع بين الرقة والعنفوان في آنٍ واحد.

الأزمات والآلام: دروس في الصمود

لم تكن حياة شريهان مفروشة بالورود. فمنذ صباها خاضت معارك شخصية مؤلمة، بدءًا من أزمة نسبها التي خاضتها والدتها لإثبات زواجها العرفي من والدها أحمد عبد الفتاح الشلقاني، حتى وفاة شقيقها عمر خورشيد في حادث غامض ترك جرحًا عميقًا في نفسها.

في عيدها الـ54 - شريهان تكشف في فيديو نادر رفض عائلتها اثبات نسبها | مجلة لها

وفي عام 1989، واجهت شريهان حادثًا مروعًا كاد أن يضع نهاية لمسيرتها، إذ أصيبت في عمودها الفقري، لكنها تحدّت الألم وعادت لتقف على خشبة المسرح في شارع محمد علي، لتثبت أن الفن بالنسبة لها حياة لا تُطفأ.
ثم جاءت الضربة الأقسى حين أُصيبت بـ سرطان الغدد اللعابية في مطلع الألفية الجديدة. خضعت لرحلة علاج طويلة استمرت سنوات، عانت خلالها آلامًا جسدية ونفسية هائلة، لكنها خرجت من التجربة أكثر قوة وإشراقًا. كانت دائمًا تقول: "أنا مدينة لله بالشكر، عايشة علشان أحمده على كل لحظة بعيشها."

بين إسعاد يونس وعلاء الخواجة

أثارت حياتها الشخصية كثيرًا من الجدل بعد زواجها من رجل الأعمال علاء الخواجة، زوج الفنانة إسعاد يونس. ورغم ما أثير من شائعات عن الخلاف بينهما، أثبت الزمن أن علاقة الصداقة بين النجمتين قوية وصلبة، فقد ساندت إسعاد شريهان في رحلة مرضها، وظل الخواجة الرابط الإنساني بينهما بعيدًا عن الأضواء.

تعرف على موعد عرض مسرحية ”كوكو شانيل” لشريهان | الفن | الطريق

من “كوكو شانيل” إلى المتحف الكبير

في عام 2021، عادت شريهان بمسرحية كوكو شانيل التي عرضت عبر المنصات الرقمية، وقدّمت من خلالها شخصية المرأة التي تصنع من الهزيمة انتصارًا، في انعكاس صادق لمسيرتها الخاصة. واليوم، في احتفالية المتحف المصري الكبير، أثبتت أنها لا تزال رمزًا للأناقة والوعي والحب، قائلة: "أنا مصرية وأتشرف بانتمائي لأول حضارة في التاريخ."

من فوازير رمضان إلى مسارح القاهرة، ومن غرف العلاج إلى منصة المتحف الكبير، تظل شريهان مثالًا للفنانة التي تصنع من الألم إبداعًا ومن التجربة نورًا.

هي الحلم الذي لا ينكسر، والأنثى التي واجهت الحياة بابتسامة من ذهب، فاستحقت أن تكون رمز السعادة في ذاكرة الفن العربي، ومرآة لأجيال تعلمت منها أن القوة الحقيقية تولد من قلب العاصفة.

Advertisements

قد تقرأ أيضا