أخبار مصرية

شعار المتحف الكبير بصمة بصرية من الإبداع المصرى

شعار المتحف الكبير بصمة بصرية من الإبداع المصرى

احمد وائل عمر - القاهرة في الأربعاء 29 أكتوبر 2025 06:32 مساءً - الشعار الرسمي للمتحف المصري الكبير لم يُصمم ليكون مجرد علامة على واجهة المبنى أو أوراق المراسلات، بل ليحمل روح المكان ذاته حكاية مصر في رمز، تتلاقى فيها خطوط الأهرامات مع بريق الشمس ومعنى الخلود، فالمتحف الذي شيد ليكون صرحًا يروي قصة الحضارة منذ بدايتها حتى لحظتها الراهنة، كان لا بد أن يكون له شعار يوازي فخامته، شعار يستلهم من هندسة الأهرامات واتجاهات الضوء، ومن العلاقة الأزلية بين الإنسان والحجر، بين الماضي والآتي.

 

حكاية بصرية تربط الماضى والحاضر

ونجد أن شعار المتحف المصري الكبير ليس مجرد تصميم، بل حكاية بصرية تربط الماضي بالحاضر، كل خط وزاوية مستوحاة من تصميم المتحف المعماري، لتعكس أفق هضبة الجيزة والهندسة الخالدة للأهرامات، فهو رمز يجسد الجسر بين ماضي مصر ومستقبلها.

 

 

ونظرًا لأن الرمز تجاوز جدران المتحف إلى وجدان المصريين والعالم، جاء قرار سك عملة تذكارية من الذهب والفضة تحمل هذا الشعار إلى جانب تمثال الملك رمسيس الثاني.

 

على وجه العملة يلتقي شعار المتحف الذي يشبه شعاع الشمس في تصميم فني يختصر فكرة المتحف كلها، ليؤكد أن الحضارة المصرية لا تزال قادرة على أن تدهش العالم، وأن تعيد تعريف الجمال كل مرة بلغة مختلفة، ولهذا تحول الشعار من تصميم هندسي على الورق إلى رمز خالد محفور في المعدن الثمين، ومن مجرد هوية بصرية إلى أيقونة وطنية تجسد رؤية مصر لمستقبل الثقافة والتراث.

 

 

المتحف المصرى الكبير

بدأت فكرة إنشاء المتحف المصرى الكبير فى تسعينيات القرن الماضي، وفى عام 2002 تم وضع حجر الأساس لمشروع المتحف ليُشيَّد فى موقع متميز يطل على أهرامات الجيزة الخالدة، حيث أعلنت الدولة المصرية، وتحت رعاية منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) والاتحاد الدولى للمهندسين المعماريين، عن مسابقة معمارية دولية لأفضل تصميم للمتحف، وقد فاز التصميم الحالى المُقدم من شركة هينجهان بنج للمهندسين المعماريين بأيرلندا Heneghan Peng Architects، والذى اعتمد تصميمه على أن تُمثل أشعة الشمس الممتدة من قمم الأهرامات الثلاثة عند التقائها كتلة مخروطية هى المتحف المصرى الكبير.

 

وقد تم البدأ فى بناء مشروع المتحف فى مايو 2005، حيث تم تمهيد الموقع وتجهيزه، وفى عام 2006، أُنشئ أكبر مركز لترميم الآثار بالشرق الأوسط، خُصص لترميم وحفظ وصيانة وتأهيل القطع الأثرية المُقرر عرضها بقاعات المتحف، والذى تم افتتاحه خلال عام 2010.

 

واكتمل تشييد مبنى المتحف، والذى تبلغ مساحته أكثر من 300 ألف متر مربع، خلال عام 2021، ليتضمن عدد من قاعات العرض، والتى تعتبر الواحدة منها أكبر من العديد من المتاحف الحالية فى مصر والعالم. ويُعد المتحف أحد أهم وأعظم إنجازات مصر الحديثة؛ فقد أُنشئ ليكون صرحاً حضارياً وثقافياً وترفيهياً عالمياً متكاملاً، وليكون الوِجهة الأولى لكل من يهتم بالتراث المصرى القديم، كأكبر متحف فى العالم يروى قصة تاريخ الحضارة المصرية القديمة، حيث يحتوى على عدد كبير من القطع الأثرية المميزة والفريدة من بينها كنوز الملك الذهبى توت عنخ آمون والتى تُعرض لأول مرة كاملة منذ اكتشاف مقبرته فى نوفمبر 1922، بالإضافة إلى مجموعة الملكة حتب حرس أم الملك خوفو مُشيد الهرم الأكبر بالجيزة، وكذلك متحف مراكب الملك خوفو، فضلاً عن المقتنيات الأثرية المختلفة منذ عصر ما قبل الأسرات وحتى العصرين اليونانى والروماني.

 

ويضم المتحف بين جنباته أماكن خاصة بالأنشطة الثقافية والفعاليات مثل متحف للأطفال، مركز تعليمي، قاعات عرض مؤقتة، سينما، مركز للمؤتمرات، وكذلك العديد من المناطق التجارية والتى تشمل محال تجارية، كافيتريات ومطاعم، بالإضافة إلى الحدائق والمتنزهات. وفى أبريل 2021، تم توقيع عقد تقديم وتشغيل خدمات الزائرين بالمتحف مع تحالف حسن علام الفائز، والذى يضم معه شركات مصرية ودولية ذات خبرات متنوعة فى مجالات إدارة الأعمال والتسويق والضيافة والترويج والجودة والصحة والسلامة المهنية.

 

 

 

 

Advertisements

قد تقرأ أيضا