ساعات قليلة وتبدأ أيام شهر رمضان المبارك، أيام البركة والراحة النفسية العميقة. نتوق جميعًا إلى الصيام والتقرب إلى الله عز وجل. بعض المرضى يحزنون بعمق لانعدام قدرتهم على الصيام، وهؤلاء أقول لهم أن الله عز وجل ينظر إلى القلوب ويعلم ما فيها، وأكرر ما قاله النبي الكريم سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم (إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى.)

فئة أخرى مريضة ولكنها تصوم رمضان وتتناول أدوية، يجب عليهم الاهتمام بتناول الأدوية وعدم إهمالها حفاظًا على صحتهم، ولمساعدتهم في ذلك، سنتناول اليوم موضوع أهمية تعديل أوقات تناول الأدوية في رمضان بما يحقق سلامتهم.

الأدوية في رمضان

يصوم بعض المرضى القادرين على الصيام سواء كانوا مرضى ضغط الدم المرتفع أو مرضى القلب أو مرضى السكري، وغيرهم بعد استشارة الطبيب، هذا شيء جميل ومفرح ولكن ليتم بكامل الفرحة والسعادة، يجب أن يحرصوا على تناول أدويتهم خلال الشهر الفضيل، وتعديل أوقاتها وفقًا لمواعيد رمضان كلما أمكن ذلك. لذا يجب استشارة الطبيب لتعديل أوقات الأدوية في مضان ليكونوا بمأمن من التعرض من أي مخاطر صحية تتربص بهم.

متى يُشرب الدواء في رمضان؟

يقول الدكتور حمدي ابراهيم اختصاصي أمراض الباطنة والقلب أنه لا توجد مشكلة بالنسبة للمرضى الذين يتناولون أدوية مرة واحدة خلال اليوم، هؤلاء يمكنهم الصيام بعد سؤال الطبيب المتابع للحالة الصحية لهم عن أفضل وقت خلال ساعات الإفطار أو السحور لتناوء الدواء، ولكن يصبح الصيام صعبًا وأكثر تعقيدًا عند المرضى الذين يتناولون الدواء 3 مرات يوميًا، هؤلاء يجب أن يستشيروا الطبيب لمعرفة حدود إمكانية تعديل أوقات الدواء في رمضان من عدمه، أو لوصف دواء بديل يمكن تناوله مرتين أو مرة بحسب ما يراه مناسبًا ولا يتعارض مع حالتهم الصحية.

يقول الله تعالى ( فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ) .. صدق الله العظيم. إن الله عز وجل رحيم رؤوف بعباده، لذا منح المرضى رخصة الإفطار، وهو سبحانه يحب أن تؤتى رخصه، لذلك يجب على كل مريض لا يستطيع الصيام بسبب تعارض آليته مع توقيت تناول الأدوية في رمضان، أن يستجيب وينعم برحمة الله جل شأنه، وأن يتناول أدويته بانتظام.

تحذير بشأن تناول الأدوية في رمضان

حذر د. ابراهيم من خطورة مضاعفة جرعة الدواء في وجبة الإفطار أو السحور أو اختصارها لتناولها مرة واحدة فقط، لأن ذلك من الممكن أن يؤثر سلبًا على صحة المريض، وفي بعض الحالات بحسب أهمية الدواء لحالته الصحية، قد يودي بحياته، مؤكدًا على أن الطبيب المتابع للحالة الصحية للمريض هو صاحب القرار الأول في تغيير توقيت الأدوية وفي قرار الصيام باعتباره الأكثر دراية بحالة المريض الصحية.

كما أن تناول جرعة كبيرة من الأدوية في وقت واحد قد يزيد من احتمالات الخطر على المريض حيث زيادة احتمالات حدوث أضرار في الأعضاء الحيوية بالجسم كالكبد الذي يتأثر بكثرة تناول الأدوية، وكذلك الكلى.

كيفية تناول مضاد حيوي في رمضان

بحسب د.ابراهيم، قد يمرض الانسان خلال أيام الشهر الفضيل وتنشأ ضرورة لتناول المضاد الحيوي في رمضان، سيقوم الطبيب بناء على الحالة الصحية للمريض من تحديد الجرعة المناسبة والتوقيت المناسب ونوع المضاد، وبشكل عام يمكن تناول المضاد الحيوي الذي يؤخذ مرة واحدة يومياً بعد وجبة الإفطار أو السحور، أما المضاد الحيوي الذي يؤخذ مرتان يومياً كل 12 ساعة، تبقى الجرعة كما دوت الخليج بحيث تؤخذ الجرعة مرة على الإفطار ومرة على السحور. ولكن وعلى الرغم من إمكانية ذلك إلا أنه يجب استشارة الطبيب حرصًا على سلامة المريض وبخاصة مع ذكر نوع المضاد الحيوي والجرعة التي يجب تناولها.

خلاصة القول:

يعد تناول الأدوية في رمضان تحديًا يتطلب الوعي والالتزام بتعليمات الأطباء للحفاظ على الصحة، ولتحقيق الوقاية من التعرض لمخاطر صحية مفاجئة. كما أن تعديل أوقات تناول الأدوية خلال شهر رمضان هو مهمة الطبيب التي لا يمكن تجاوز دوره في تقديم النصح والإرشاد للمريض. لذا، يجب على المرضى تنظيم مواعيد تناول الأدوية وفقًا لمواعيد الإفطار والسحورمع الطبيب. كما ينبغي استشارته قبل بدء الصيام لتحديد أفضل الطرق للتعامل مع الأدوية خلال الشهر الكريم.

مع تمنياتي لكم جميعًا بصيام صحي ومعافاة دائمة،،،