الرياض - كتبت رنا صلاح - كثير من الناس يشعرون فجأة بوخز مفاجئ، يشبه الصدمة الخفيفة، عند لمس شخص أو مقبض باب، أو حتى أثناء ارتداء بعض الملابس، وهذا الإحساس المزعج، في الحقيقة، له تفسير علمي بسيط لكنه مثير للدهشة، فالسبب يعود إلى اختلال في توازن الشحنات الكهربائية على سطح الجسم أو الأجسام التي نلامسها، وهو ما يعرف بالكهرباء الساكنة التي تتولد بفعل الاحتكاك اليومي، وفق ما ذكره موقع medicalxpress
هل تشعر بالكهرباء عند ملامسة شخص ما؟.. تعرف على أسباب الكهرباء الساكنة وطريقة تجنبها
جميع الأشياء حولنا تتكون من ذرات، تحتوي على إلكترونات ذات شحنة سالبة، وبروتونات ذات شحنة موجبة، وعندما تكون الذرات في حالتها الطبيعية، تكون متعادلة، أي أن عدد الإلكترونات يساوي عدد البروتونات، ولكن ما إن يحدث احتكاك بين مادتين مختلفتين، حتى تنتقل الإلكترونات من إحداهما إلى الأخرى، مما يؤدي إلى تراكم شحنات على سطح أحد الأجسام، دون تفريغها.
مواقف يومية تؤدي لتولد الكهرباء الساكنة
ومن أبرز الأمثلة التي نشهدها يوميًا، دون أن ننتبه إلى ما وراءها من تفاعلات غير مرئية:
المشي على السجاد
- عند السير على سجادة، مصنوعة من ألياف صناعية، وأنت ترتدي حذاءً بنعل مطاطي، فإن الاحتكاك بين الحذاء والسجادة، يؤدي إلى انتقال الإلكترونات من السجادة إلى جسمك، فيصبح جسمك مشحونًا بشحنة سالبة.
الاحتكاك بين الملابس
- خاصة عند ارتداء أقمشة صناعية، مثل البوليستر أو النايلون، حيث يؤدي الاحتكاك بين الأنسجة المختلفة، أو بينها وبين الجلد، إلى شحن الجسم كهربائيًا
الجلوس على مقاعد السيارة
- عند احتكاك الملابس بمقاعد السيارة، تتولد شحنات ساكنة، بسبب المواد الصناعية المستخدمة في المقاعد
الهواء الجاف
- في الأجواء التي تقل فيها نسبة الرطوبة، لا تجد الشحنات الكهربائية وسيلة طبيعية للتفريغ، مثل قطرات الماء في الهواء، مما يطيل من بقائها على الأسطح والأجسام، لفترات طويلة.
لماذا نشعر باللسعة وكيف تحدث الصدمة؟
عند لحظة ملامسة جسم مشحون لجسم آخر غير مشحون، أو مشحون بشحنة معاكسة، مثل شخص آخر أو معدن موصل كالحديد أو النحاس، تحدث اللسعة الكهربائية، حيث تقفز الشحنات فجأة من الجسم المشحون إلى الآخر، في محاولة لإعادة التوازن، وهذا ما نشعر به كصدمة مفاجئة، وعلى الرغم من أن الفولت قد يكون مرتفعًا، إلا أن شدة التيار تكون منخفضة جدًا، لذلك تكون اللسعة مزعجة، ولكنها غالبًا غير خطيرة.
أسباب تكرار حدوث اللسعات وزيادة الإحساس بها
- جفاف الجو، يعيق التفريغ الطبيعي للشحنات.
- استخدام مواد صناعية، تميل إلى تخزين الشحنات، مثل البلاستيك والمطاط والصوف.
- ارتداء أحذية عازلة، يمنع الشحنات من التسرب إلى الأرض، مما يؤدي إلى تراكمها على الجسم.
في النهاية، فإن هذه الظاهرة، التي قد تبدو غريبة أو مزعجة، هي نتيجة طبيعية لفيزياء بسيطة، تتحكم في حياتنا دون أن نراها، لذلك فإن بعض التغييرات البسيطة في عاداتنا، مثل زيادة الرطوبة في المنزل، أو ارتداء ملابس من ألياف طبيعية، يمكن أن تقلل كثيرًا من تلك اللسعات المفاجئة، التي تترك فينا تساؤلًا كل مرة، عن سر تلك الصدمة الكهربائية العابرة.
