الرياض - كتبت رنا صلاح - قطاع توصيل الطلبات في المملكة العربية السعودية أصبح جزءًا لا يتجزأ من الحياة اليومية، خصوصًا مع تسارع وتيرة التحول الرقمي وزيادة الاعتماد على التطبيقات الذكية . ومع هذا التوسع الكبير، ظهرت تحديات مرورية وتنظيمية وصحية دفعت الجهات المختصة إلى التحرك بحزم. واليوم نحن أمام مرحلة جديدة من التنظيم، بعدما أعلنت الجهات المختصة عن مشروع تعديلات جوهرية ستغيّر شكل السوق وتؤثر على طريقة عمل الشركات والسائقين على حد سواء سضفزغ بناء على ما تم الاعلان عنه رسميا من الجهات المختصة .
السعودية تمنع توصيل هذه الأشياء وتفرض قواعد جديدة على توصيل الطلبات
واحدة من أبرز النقاط التي تضمنتها التعديلات الجديدة هي إلزام شركات التوصيل بتكليف السائق بمهمة واحدة فقط في كل رحلة. هذا يعني أن السائق لم يعد بإمكانه استلام عدة طلبات من مطاعم أو متاجر مختلفة لتوصيلها بشكل متزامن.
لماذا هذا القرار؟
- السلامة المرورية: سائقي الدراجات كانوا يتعرضون لضغط كبير عند حمل أكثر من طلبية، مما يضاعف احتمالية الحوادث نتيجة التسرع أو التشتت.
- جودة الخدمة: التركيز على توصيل طلب واحد يقلل من احتمالية التأخير أو الأخطاء.
- تخفيف الضغط على السائق: منح السائق فرصة لإنجاز المهمة براحة وبدون استعجال مفرط.
انعكاسات القرار
من المتوقع أن تسهم هذه الخطوة في خفض معدلات الحوادث المرورية المرتبطة بقطاع التوصيل، كما أنها ستمنح المستهلكين خدمة أكثر انضباطًا ودقة في المواعيد. ومع ذلك، قد تواجه الشركات تحديًا في إعادة جدولة الطلبات وزيادة عدد السائقين لتلبية الطلب المتنامي.
حظر توصيل منتجات التبغ.. حماية المجتمع أولاً
القرار الثاني الذي أثار جدلاً واسعًا هو الحظر الكامل لتوصيل منتجات التبغ عبر التطبيقات. ويشمل ذلك السجائر، المعسل، والبرشام، وغيرها من المنتجات المرتبطة بهذه المادة.
خلفية القرار
منذ سنوات، المملكة تتبنى سياسات متشددة في مكافحة التبغ. وقد سبق أن منعت بعض اللوائح توزيع التبغ مجانًا أو الترويج له عبر المحلات والبقالات. واليوم، يأتي هذا الحظر على خدمات التوصيل ليغلق الباب نهائيًا أمام تداول هذه المنتجات عبر المنصات الرقمية.
الأهداف
- الحد من سهولة وصول التبغ للمستهلكين، خصوصًا صغار السن.
- تعزيز الجهود الصحية الرامية إلى تقليل نسب المدخنين.
- ضبط السوق ومنع التحايل عبر المنصات الإلكترونية.
التحديات
قد يعترض بعض المستهلكين على القرار بحجة صعوبة الحصول على منتجات التبغ، لكن التوجه الحكومي واضح: الأولوية لصحة المجتمع فوق أي اعتبار تجاري.
تنظيم أشمل لقطاع التوصيل
هذه القرارات ليست معزولة عن جهود سابقة، بل تأتي ضمن حزمة أوسع من الضوابط التي تعمل عليها هيئة النقل السعودية.
- إلزام السائقين بالزي الموحد.
- استخدام تقنيات التعرف على الوجه لضمان الهوية.
- حصر توظيف غير السعوديين عبر شركات مرخصة للنقل الخفيف.
كيف سيتأثر السوق بهذه القرارات؟
الشركات الكبرى
التطبيقات الكبيرة مثل "جاهز" و"هنقرستيشن" و"طلبات" ستتكيف سريعًا مع هذه الضوابط بحكم قدراتها التشغيلية الكبيرة، وقد تستثمر في تقنيات تتبع أكثر تطورًا لضمان الالتزام بالقوانين.
الشركات الصغيرة والمتوسطة
ستكون الأكثر تضررًا، إذ كانت تعتمد على دمج الطلبات لتقليل التكاليف التشغيلية. ومع القرار الجديد، ستضطر لزيادة أعداد السائقين أو تقليل حجم الطلبات اليومية.
السائقون
قد يجد السائق نفسه في البداية أمام دخل أقل بسبب تقليص عدد الطلبات المتزامنة، لكن في المقابل سيعمل في ظروف أكثر أمانًا، مع فرص أقل للتعرض للحوادث أو الإرهاق.
المستهلكون
المستهلك قد يلاحظ بعض الزيادة في أسعار التوصيل أو مدة الانتظار، لكن الجودة المتوقعة للخدمة ستكون أفضل وأكثر التزامًا.