الرياض - كتبت رنا صلاح - يشهد التعليم في المملكة العربية السعودية مرحلة جديدة من التحديث والتطوير، حيث أعلنت وزارة التعليم رسميًا عن عودة الاختبارات النهائية في مادتي الرياضيات واللغة العربية لطلاب الصفين الأول والثاني الابتدائي، بدءًا من العام الدراسي الحالي . هذا القرار يمثل خطوة مهمة في إعادة ضبط معايير التقييم المبكر للطلاب، بعد أن كانت هذه المراحل مقتصرة في الأعوام السابقة على التقييم المستمر دون اختبارات نهائية دحعشس بناء على ما تم الاعلان عنه رسميا من الجهات المختصة .
التعليم السعودي يعيد الاختبارات النهائية للرياضيات واللغة العربية من الصف الأول الابتدائي!
- منذ سنوات، اعتمدت وزارة التعليم في السعودية نظام التقييم المستمر لطلاب الصفوف الأولية بهدف تخفيف الضغط النفسي عن الأطفال، ومنحهم مساحة أكبر للتعلم عبر الأنشطة والتجارب الصفية. إلا أن بعض الأصوات التربوية والأكاديمية رأت أن غياب الاختبارات النهائية أضعف مستوى إتقان الطلاب للمهارات الأساسية، خصوصًا في مادتي الرياضيات واللغة العربية، اللتين تعدان الركيزة الأساسية لبناء المعارف في المراحل اللاحقة.
وجاء القرار الأخير استجابة لهذه التحديات، مع التأكيد على أن الهدف ليس تكثيف الأعباء، بل التأكد من أن الطالب في نهاية العام قد اكتسب المهارات الأساسية التي لا يمكن الاستغناء عنها.
لماذا الرياضيات واللغة العربية فقط؟
اختيار مادتي الرياضيات واللغة العربية لم يأتِ من فراغ، بل لأنه:
- اللغة العربية: تمثل أساس التواصل والفهم القرائي، وهي المفتاح لفهم بقية المواد. ضعف الطالب في هذه المرحلة في القراءة أو الكتابة ينعكس سلبًا على مسيرته التعليمية بالكامل.
- الرياضيات: تعزز مهارات التفكير المنطقي، والحساب، وحل المشكلات. وهي مادة تراكمية، أي أن أي خلل في الأساسيات بالصفين الأولين ينعكس على المراحل التالية بشكل مضاعف.
وبالتالي، رأت الوزارة أن إخضاع الطلاب لاختبارات نهائية في هاتين المادتين يضمن التحقق من الحد الأدنى من الكفاءة المطلوبة للانتقال إلى الصفوف الأعلى.
شكل وآلية الاختبارات
بحسب ما كشفت مصادر تعليمية، فإن الاختبارات النهائية ستأتي:
- مبسطة ومناسبة لمرحلة الطفولة المبكرة، بحيث لا تخرج عن نطاق ما تدرب عليه الطالب خلال العام.
- قصيرة ومباشرة لقياس المهارات الأساسية، مثل القراءة الجهرية، كتابة كلمات وجمل بسيطة، وحل مسائل رياضية أولية.
- موزعة زمنياً بحيث لا يشعر الطالب بالإرهاق أو الضغط النفسي.
كما شددت الوزارة على أن هذه الاختبارات ليست وسيلة للترهيب أو العقاب، بل وسيلة للتأكد من تحقيق الحد الأدنى من المعايير التعليمية.
الفوائد المتوقعة من القرار
- رفع مستوى الجدية والانضباط في المراحل الأولى من التعليم.
- تعزيز دور الأسرة في متابعة الأبناء، حيث ستصبح لديهم أهداف واضحة في نهاية العام.
- الكشف المبكر عن الفجوات التعليمية، مما يساعد المعلم وولي الأمر على التدخل السريع لعلاجها قبل الانتقال للمراحل الأعلى.
- إعادة الاعتبار للمواد الأساسية التي تشكل قاعدة التعليم.
المخاوف وردود الأفعال
- بالطبع لم يمر القرار دون نقاش، حيث يرى بعض أولياء الأمور أن الاختبارات في هذه السن المبكرة قد تسبب ضغطًا نفسيًا على الأطفال، وأن الأفضل الاكتفاء بالتقييم المستمر.
- لكن الوزارة أكدت أن طبيعة الاختبارات ستكون مناسبة للمرحلة العمرية، ولن تشبه بأي حال اختبارات المراحل الأعلى. كما أنها ستعتمد على الأسلوب العملي والشفوي في بعض الأجزاء، لتكون أقرب للتقييم الواقعي وليس مجرد أسئلة مكتوبة.
دور المعلمين في المرحلة القادمة
يقع على عاتق المعلمين مسؤولية كبيرة في تطبيق هذا القرار، حيث يجب عليهم:
- التركيز على المهارات الأساسية خلال العام الدراسي.
- تدريب الطلاب على أنشطة مشابهة لطبيعة الاختبار.
- التعامل مع الاختبارات بروح تعليمية، بعيدًا عن بث الخوف أو التوتر في نفوس الأطفال.