الرياض - كتبت رنا صلاح - مع اقتراب دخول شهر نوفمبر، بدأت ملامح الحالة الجوية تتغير بوضوح في سماء المملكة، حيث أعلن المركز الوطني للأرصاد عن توقعات مبشّرة بحدوث أمطار غزيرة جداً قد تمتد على نطاق واسع وتشمل مناطق عديدة من المملكة، من بينها الرياض، مكة المكرمة، القصيم، المنطقة الشرقية، والحدود الشمالية وهذه التوقعات لم تأتِ من فراغ، بل جاءت بناءً على دراسات مناخية وتحاليل دقيقة أجراها خبراء الأرصاد باستخدام أحدث تقنيات الرصد الجوي، التي أكدت أن نوفمبر المقبل سيكون مختلفاً عن المعتاد من حيث كمية الأمطار وشدتها وتوزيعها الزمني والجغرافي عقنصع بناء على ما تم الاعلان عنه رسميا من الجهات المختصة .
نوفمبر يبهر السعوديين .. أمطار غزيرة وسيول تجتاح مناطق المملكة
- يشير المركز الوطني للأرصاد إلى أن نوفمبر 2025 سيكون من المواسم الممطرة النادرة التي تتزامن فيها موجات باردة قادمة من الشمال مع كتل رطبة دافئة قادمة من الجنوب والغرب، وهو ما يخلق بيئة مثالية لتشكل السحب الركامية الضخمة والعواصف الرعدية.
- ويؤكد المختصون أن الرياح الرطبة القادمة من البحر الأحمر والخليج العربي ستلعب دوراً رئيسياً في تعزيز الحالة الممطرة، خاصة في المناطق الداخلية مثل الرياض والقصيم، التي عادةً ما تكون أقل عرضة لهطولات غزيرة مقارنة بالسواحل.
- من المتوقع أن تشهد المملكة موجات متتالية من الأمطار خلال الشهر بأكمله، حيث تبدأ الحالة تدريجياً من المناطق الغربية في الأسبوع الأول من نوفمبر، ثم تمتد إلى الوسطى والشرقية والشمالية خلال الأسابيع التالية، في مشهد مناخي وصفه الخبراء بأنه "استثنائي بكل المقاييس".
الرياض على موعد مع أمطار غير مسبوقة
- لطالما عانت العاصمة الرياض من طقس جاف لفترات طويلة خلال العام، لكن هذا الموسم يبدو مختلفًا تمامًا. توقعات الأرصاد تشير إلى أمطار غزيرة ومتواصلة على فترات، قد يصحبها نشاط في الرياح السطحية وتكوّن للسيول في بعض الأحياء المنخفضة.
- المركز حذر من احتمال تشكل تجمعات مائية في الطرق الرئيسية، مع دعوة الجهات المعنية إلى رفع جاهزيتها لمواجهة أي طارئ، خصوصًا أن العاصمة تضم كثافة سكانية عالية وبنية تحتية تتأثر بسرعة بالأمطار الشديدة.
- في المقابل، يشعر المواطنون بتفاؤل كبير تجاه هذه الأخبار، فالأمطار في الرياض ليست مجرد ظاهرة طبيعية، بل فرحة طال انتظارها لما تحمله من نسمات جميلة وتغيّر في الأجواء بعد صيف طويل قاسٍ.
مكة المكرمة بين البركة والحذر
- أما في مكة المكرمة، فقد أشار المركز إلى أن الأمطار ستكون غزيرة جداً في بعض الفترات، خصوصاً في المناطق الجبلية المحيطة التي تشهد عادة تكاثفًا سريعًا للسحب الركامية.
- التحذير هنا لا يقتصر على شدّة الهطول فقط، بل أيضًا على احتمال جريان الأودية والشعاب، وهو ما يستدعي الحذر الشديد من مرتادي الطرق الجبلية والمناطق المفتوحة.
- ومع ذلك، تبقى الأمطار في مكة مصدر خير وبركة، خصوصًا مع ارتفاع منسوب المياه الجوفية في تلك المناطق، الأمر الذي سينعكس إيجابًا على الزراعة والنباتات الموسمية.
- كذلك، توقّع خبراء الأرصاد أن تمتد الحالة المطرية إلى المشاعر المقدسة، مع انخفاض تدريجي في درجات الحرارة خلال ساعات الليل، مما يمنح المدينة أجواءً روحانية رائعة بعد عام من الجفاف النسبي.
القصيم تستقبل الخيرات من السماء
- منطقة القصيم ستكون أيضًا ضمن دائرة الأمطار الغزيرة، وفق ما ذكر المركز الوطني للأرصاد، حيث يتوقع أن تشهد سلسلة من الحالات الماطرة المتفرقة تمتد على مدار شهر نوفمبر.
- القصيم، المعروفة بأراضيها الزراعية الواسعة ومزارع النخيل الممتدة، تنتظر هذه الأمطار بفارغ الصبر، إذ يعتمد الكثير من المزارعين على موسم الأمطار في تحسين جودة المحاصيل وزيادة الإنتاج.
- ويتوقع أن تسهم هذه الحالة في رفع منسوب الرطوبة الجوية وتحسين جودة الهواء، خاصة بعد فترة طويلة من الأجواء الحارة والجافة. كما أشار المركز إلى احتمالية تكوّن الضباب في ساعات الفجر والصباح الباكر نتيجة التبخر السريع بعد هطول الأمطار، مما يستدعي الحذر أثناء القيادة.
الشرقية على موعد مع أجواء ساحلية ممطرة
- المنطقة الشرقية، بخلاف عادتها، ستشهد هي الأخرى أمطاراً غزيرة متوسطة إلى قوية الشدة نتيجة التقاء الرياح الرطبة القادمة من الخليج العربي مع تيارات هوائية باردة من الشمال.
- وتُشير النماذج العددية إلى أن الدمام، الخبر، والأحساء ستشهد فترات متكررة من الأمطار قد تمتد لساعات طويلة، مصحوبة بوميض البرق والرعد في بعض الفترات.
- هذه الحالة ستكون فرصة نادرة لتحسين مناخ المنطقة بعد أشهر من الجفاف والرطوبة العالية، كما ستُسهم في تبريد الأجواء وتهدئة درجات الحرارة التي ظلت مرتفعة حتى أكتوبر.