الرياضة

مؤمن الجندي يكتب: حريق شوبير وفضيحة الأعمى

مؤمن الجندي يكتب: حريق شوبير وفضيحة الأعمى

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث تفاصيل خبر مؤمن الجندي يكتب: حريق شوبير وفضيحة الأعمى في المقال التالي

أحمد جودة - القاهرة - في مساء عادي على طريق صلاح سالم، اشتعلت النيران في سيارةٍ لا تختلف كثيرًا عن آلاف السيارات التي تمر يوميًا.. توقفت عقارب الزمن لثوانٍ، واندفع المارة بخوفهم وحرصهم ليطفئوا النار.. كان المشهد إنسانيًا بامتياز: رجال يمدّون أيديهم، ماء يُسكب، وقلوب تدعو بالنجاة.

لكن ما إن خمدت النار في السيارة، حتى اندلع حريق آخر على الشاشات الصغيرة.. تعليقات تنزف شماتة، كلمات تقطر كرهًا، ونفوس لم تر في الحادث إلا فرصة للطعن والتشفي.

ليست القضية في حادثٍ عابر ولا في اسمٍ لامع مثل أحمد شوبير، فالحوادث تقع وتُطفأ وتُنسى.. لكن ما يبقى ويؤلم هو ذلك الحريق المستتر في صدور البعض، ذلك الشر الكامن الذي لا يحتاج إلا لشرارة كي يندلع في كلماتهم.. نحن أمام مشهدٍ يكشف عمق الجرح رياضة كانت يومًا ما متنفسًا للروح، صارت اليوم ساحةً لتفريغ الأحقاد، وميدانًا يختلط فيه الانتماء بالعصبية، والتشجيع بالكراهية.

لقد كتبتُ مرارًا عن خطر التعصب الأعمى، لكن ما شاهدناه هذه المرة كان أبعد من مجرد انحيازٍ كروي.. لقد صار العناد أقوى من الرحمة، والتشفي أسبق من الدعاء، والخصومة أعمى من أن ترى إنسانًا ينجو من موت محتمل.. كأننا أمام جيلٍ اعتاد أن يُصفّق للحريق أكثر مما يفرح بالنجاة.

إن أخطر ما يتركه هذا المشهد ليس أثر الحادث، بل أثر الكلمة.. فالأبناء الذين يكبرون بيننا يرون ويسمعون، ويتعلمون من ردودنا أكثر مما يتعلمون في مدارسهم.. وحين نصبح قدوة في الحقد بدل الرحمة، وفي الشماتة بدل المواساة، فنحن نزرع فيهم بذورًا أشد خطرًا من أي حادثٍ على طريق.

أحمد شوبير لا يحتاج مني دفاعًا، فهو أقدر على الكلام عن نفسه، لكننا نحن من يحتاج أن نتأمل.. نحتاج أن نسأل أي رياضة نريد؟ وأي مجتمع نصنع حين تُصبح الشماتة في مصاب الآخرين هي رد الفعل الأول؟

الحريق الحقيقي لم يكن في سيارة شوبير على صلاح سالم، بل في أرواحنا نحن، فهذا لم يعد تعصبًا لفريق أو تشجيعًا لرياضة! هذا من وجهة نظري مرض يحتاج إلى علاج وسريع.

والسؤال الذي يظل مفتوحًا.. متى نطفئه ونعالجه؟

للتواصل مع الكاتب الصحفي مؤمن الجندي اضغط هنا 

Advertisements

قد تقرأ أيضا