انتم الان تتابعون خبر لماذا تحتفظ الميليشيات الموالية لإيران بسلاحها بعد 7 أكتوبر؟ من قسم اخبار العالم والان نترككم مع التفاصيل الكاملة
شهد محمد - ابوظبي في الخميس 23 أكتوبر 2025 02:05 مساءً - هذا التمسك بالسلاح يطرح قضية أكبر من مجرد الأمن العسكري، إذ يرتبط بالسيادة الوطنية، والتوازن الإقليمي، والأيديولوجيا الإيرانية، إلى جانب دور هذه الجماعات في رسم ملامح النفوذ في الشرق الأوسط.
استمرار السلاح كضمان للسيادة والمواجهة
تتصدر جماعات مثل حزب الله في لبنان قائمة الفاعلين الذين يرفضون نزع السلاح، معتبرين أن هذه الأسلحة تمثل ضمانة للدفاع عن السيادة اللبنانية في مواجهة أي اعتداءات خارجية محتملة.
وفقًا لمصادر غربية نقلتها صحيفة جيروزاليم بوست، فإن الحزب كثف في الفترة الأخيرة من إعادة تموضعه وبناء قوته، ما يشير بوضوح إلى عدم رغبته في التخلي عن ترسانته العسكرية.
على نفس السياق، يرى الحوثيون في اليمن أن السلاح جزء لا يتجزأ من صمودهم ضد ما يصفونه بالعدوان الإسرائيلي والأميركي، كما يُستغل لدعم غزة.
في العراق، يؤكد الحشد الشعبي أن السلاح ضروري للتموضع الإقليمي، وأن نزع السلاح يعني تفكيك المقاومة أمام الضغوط الأمريكية، بينما يعتبر حزب الله العراقي أن سلاحه ضمان لاستقلالية القرار أمام الولايات المتحدة وإسرائيل.
حركة النجباء في العراق تراها مؤامرة لإضعاف محور المقاومة، فيما تشدد عصائب أهل الحق على أنها لن تتخلى عن سلاحها إلا بعد انسحاب القوات الأجنبية من البلاد.
هذا الموقف يظهر أن السلاح ليس مجرد أداة عسكرية، بل يمثل ركيزة أساسية للحفاظ على النفوذ والموقع الاستراتيجي لهذه الميليشيات في كل من لبنان والعراق واليمن وفلسطين.
الدور الإيراني: دعم الحركات التحريرية محور استراتيجي
وفقًا لرئيس تحرير صحيفة إيران ديبلوماتيك عماد أبشناس، يفرض الدستور الإيراني على الحكومة دعم كل الحركات التحريرية للشعوب التي تواجه الاحتلال والاعتداءات الأجنبية.
هذه السياسة الدستورية ترجمها النظام الإيراني عمليًا في دعم ميليشيات المقاومة المسلحة في المنطقة، بما يشمل التمويل، والتدريب، وتوفير الأسلحة.
ويشير أبشناس إلى أن إيران تتحمل ضغوطًا دولية كبيرة، لكنها ترفض التخلي عن دعم محور المقاومة، معتبرة أن هذه السياسة تتجاوز العلاقات الثنائية مع الولايات المتحدة أو أي دولة أخرى، إذ تهدف إلى الحفاظ على نفوذها الاستراتيجي في المنطقة، وضمان استمرار مواجهة ما تصفه بالكيان الصهيوني.
الجدل حول فاعلية المقاومة
في المقابل، يشير الباحث السياسي حارث سليمان إلى أن بعض الزعماء الإيرانيين ومؤيدي محور المقاومة يبالغون في دور هذه الميليشيات في مواجهة إسرائيل، مستندين إلى روايات ومغالطات تاريخية.
على سبيل المثال، يزعم البعض أن المقاومة منعت إسرائيل من احتلال كامل المنطقة من النيل إلى الفرات، أو أن المقاومة السورية حررت الجولان، وهو ما يعتبره سليمان غير دقيق.
ويضيف أن هذه الميليشيات، رغم ترسانتها العسكرية، لم تخض مواجهات مباشرة مع القوات الأمريكية أو الإسرائيلية، بل اكتفت بإدارة الصراعات الطائفية الداخلية واستباحة حقوق المناطق السنية في العراق وسوريا، بما يخدم أجندة إيران الإقليمية ويعزز نفوذها السياسي والعسكري.
في غزة، يرى سليمان أن دعم إيران لحركة حماس كان جزءًا من إدارة الانقسامات الفلسطينية لصالح اليمين الإسرائيلي، وليس لتحقيق مقاومة حقيقية ضد الاحتلال. أي أن استمرار السلاح لا يعكس فقط قدرات قتالية، بل هو جزء من شبكة معقدة من التحالفات والمصالح الإقليمية.
بعد 7 أكتوبر.. إعادة رسم موازين القوى
تغيرت المعادلة بعد 7 أكتوبر، ليس فقط بالنسبة للفلسطينيين، بل على مستوى المجتمع الدولي بأسره. وفقًا للتحليلات، لم يعد الوضع الإسرائيلي كما كان قبل ذلك التاريخ، إذ أصبح المجتمع الدولي أكثر وعيًا بحق الشعب الفلسطيني، وبدأت قضية فلسطين تحتل مساحة أوسع على الساحة الدولية.
الميليشيات الموالية لإيران تستغل هذا التحول لإبقاء سلاحها كأداة ضغط استراتيجية، ليس فقط على إسرائيل، بل على القوى الإقليمية والدولية. فوجود هذه الأسلحة يعني قدرة على التأثير في التوازنات الإقليمية، وفرض شروط معينة في سياق أي مفاوضات أو تحركات سياسية مستقبلية.
البعد الرمزي والأيديولوجي
السلاح بالنسبة لهذه الميليشيات ليس مجرد أداة قتالية، بل رمز للمقاومة والممانعة. حزب الله والحركات العراقية يعتبرون أي محاولة لنزع السلاح تهديدًا لتفكيك محور المقاومة بأكمله، الذي يمثل أيديولوجيا إيرانية متجذرة في مفهوم مواجهة الاحتلال.
وفقًا للخبراء، هذا البعد الرمزي يفسر التمسك بالسلاح رغم الضغوط الدولية، ويجعل أي اتفاق على نزع السلاح عملية معقدة، لأنها تمس بكيان هذه الجماعات ووجودها السياسي على الأرض.
إيران والحركات التحريرية.. تاريخ من الدعم والمشاركة
التاريخ الإقليمي يعكس نهجًا ثابتا لإيران في دعم الميليشيات. ففي لبنان، دعمت إيران حزب الله في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي عام 1982، وفي سوريا ساهمت في دعم نظام الأسد، بينما استمرت الميليشيات الإيرانية في دعم هذا النظام وامتدت إلى مناطق مثل حلب، تحت شعار مقاومة الاحتلال.
في العراق، تشير التحقيقات إلى أن إيران لعبت دورًا مركزيًا في إعادة تشكيل داعش على نحو موجه، بهدف خلق مبرر للتدخل الإقليمي، وتأسيس تحالفات استراتيجية مع الولايات المتحدة والفاعلين الآخرين، ما يعكس قدرة إيران على إدارة الديناميات الإقليمية لصالح نفوذها، مع الاستفادة من الفوضى المسلحة لتحقيق أهدافها.
نقد المزاعم.. المقاومة والإسرائيليين
يؤكد الباحثون أن الروايات التي تروج لها بعض الأطراف الإيرانية حول قدرة المقاومة على منع إسرائيل من الاحتلال الشامل مبالغ فيها. فعلى سبيل المثال، المقاومة لم تحرر الجولان من الاحتلال. بينما في غزة، فإن حماس لم تقاتل إسرائيل مباشرة، وإنما سيطرت على السلطة الفلسطينية داخليا عبر انقلاب داخلي، مستفيدين من دعم إيران الذي ساهم في تفتيت المجتمع الفلسطيني لصالح موازين القوى الإقليمية.
هذا النقد يعكس أن الاحتفاظ بالسلاح من قبل الميليشيات لا يرتبط دائمًا بالقدرة الدفاعية الفعلية، بل بخطة استراتيجية أكبر تشمل النفوذ السياسي والإقليمي، وتثبيت حضور إيران على الأرض.
الاحتفاظ بالسلاح بالنسبة للميليشيات الموالية لإيران هو أكثر من مجرد خيار عسكري؛ إنه جزء من منظومة معقدة تتداخل فيها السياسة والأيديولوجيا والاستراتيجية الإقليمية.
السلاح يمثل الضمانة الأساسية لاستمرار وجود هذه الجماعات على الساحة الإقليمية، وأداة ضغط سياسية، ورمزًا للهوية والممانعة. بعد أحداث 7 أكتوبر، ازدادت أهمية هذه الأسلحة في إعادة رسم التوازنات الإقليمية، وتعزيز النفوذ الإيراني، وضمان استمرار محور المقاومة في المنطقة.
في ضوء هذه الحقائق، يظل السؤال مفتوحا حول مدى قدرة المجتمع الدولي على فرض أي آلية لنزع السلاح، ومدى استعداد هذه الجماعات للتخلي عن أدوات وجودها الأساسية، في وقت يظل فيه الاحتفاظ بالسلاح جزءًا لا يتجزأ من استراتيجيتها للبقاء والنفوذ في منطقة تتسم بالتقلبات والصراعات المستمرة.
نرجو ان نكون قد وفقنا في نقل التفاصيل الكاملة الخاصة بخبر لماذا تحتفظ الميليشيات الموالية لإيران بسلاحها بعد 7 أكتوبر؟ .. في رعاية الله وحفظة