القاهرة - محمد ابراهيم -
لم تكن عودة النجم الكبير فضل شاكر إلى عالم الكليبات مجرد خطوة فنية عابرة، بل كانت حدثًا فنيًا ضخمًا استحق أن يتوقف عنده الجمهور والنقاد على حد سواء، خاصة بعدما جاءت هذه العودة من خلال أغنية "قاعد مكانا" التي حملت توقيع المخرج والفنان المتألق منذر رياحنه، ليصنع عملًا مختلفًا أعاد شاكر إلى الشاشة بروح جديدة وإحساس متدفق.
رياحنه قدّم رؤية إخراجية وُصفت بالملحمية، حيث اعتمد على لغة سينمائية غنية بالتفاصيل الدقيقة، جسّد من خلالها مشاعر الشجن والرومانسية في الأغنية، وجعل كل لقطة نابضة بالحياة كما لو كانت مشهدًا من فيلم درامي راقٍ. وبفضل هذه الرؤية، تحوّل صوت فضل شاكر وإحساسه المرهف إلى صور بصرية آسرة خطفت قلوب المشاهدين وخلّدت الأغنية كعمل استثنائي.
خبرة رياحنه الطويلة في التمثيل انعكست بوضوح على إخراجه، إذ تمكن من التقاط أعمق تفاصيل الإحساس الإنساني وتحويلها إلى مشاهد مؤثرة توازي قوة صوت شاكر، لتصبح "قاعد مكانا" أكثر من مجرد أغنية مصورة، بل عملًا فنّيًا متكاملًا يمزج بين روعة الصوت وجمال الصورة.
وبهذا الكليب، استطاع فضل شاكر أن يثبت أنه ما زال أيقونة الغناء العربي وصوت الإحساس الأول، فيما أكد منذر رياحنه أنه ليس مجرد ممثل بارع، بل أيضًا مخرج صاحب رؤية مختلفة قادر على صنع الفارق وإبهار الجمهور.