 
                        
نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث تفاصيل خبر "أبطال الظل.. الوجوه التي تصنع نجوم السماء" في المقال التالي
أحمد جودة - القاهرة -
في عالم الأضواء الصاخب، تلمع أسماء الفنانين في سماء الشهرة كأنهم وحدهم أصحاب المعجزات. لكن خلف الكاميرا، وخلف الكواليس التي لا يراها أحد، هناك جيش من الجنود المجهولين الذين يصنعون بمهارة وإخلاص كل لحظة سحر يعيشها الجمهور أمام الشاشة هؤلاء هم “أبطال الظل”  المكياچ آرتيست، الكتّاب المساعدون، مصممو الإضاءة والموسيقى التصويرية، وكل من ينسجون خيوط الجمال والإحساس ثم يختفون في صمت.
الميكاپ آرتيست.. من يرسم ملامح الأسطورة
من منا لم ينبهر بجمال نجمات الدراما أو بانفعالات الممثلين في لحظة بكاء؟ خلف كل دمعة تبدو حقيقية، تقف أنامل فنانة مكياج، تُعيد تشكيل الوجه والملامح لتصنع من الممثل شخصية جديدة،في مسلسل "الهرشة السبعة"، كانت خبيرة التجميل رانيا الجندي هي من رسمت على وجه أمينة خليل ملامح الإرهاق الحقيقي لامرأة تمر بأزمة منتصف العمر، مستخدمة ألوانًا باهتة وتفاصيل دقيقة جعلت الأداء يبدو طبيعيًا إلى حد الألم.
أما في “كيرة والجن”، فالمكياج التاريخي الذي نفذه طارق مصطفى لم يكن مجرد تجميل، بل إعادة إحياء لحقبة بأكملها  حيث استعان بمواد طبيعية من طين وألوان ترابية ليحاكي بيئة عشرينيات القاهرة،ورغم أن مكياچ آرتيست مثل محمد عشوب صنع وجوهًا لأكبر النجوم من عادل إمام إلى يسرا، فإن أسماء كثيرة لا تزال طي النسيان، لا يذكرها الجمهور ولا حتى شارات النهاية أحيانًا.
الكتّاب المساعدون.. الأشباح الذين يكتبون ولا يُوقَّعون
خلف كل مسلسل ناجح، لا يعمل الكاتب بمفرده كما يظن الجمهور. هناك فريق من الكتّاب المساعدين الذين يعيدون كتابة المشاهد، يطورون الحوارات، ويضبطون الإيقاع،في كواليس "جعفر العمدة" مثلًا، لم يكن محمد سامي وحده من كتب الحوار الشعبي الذكي، بل استعان بفريق شاب من الكتّاب المجهولين لمراجعة اللهجة والعمق النفسي للشخصيات،وكذلك في "الاختيار"، كان هناك أكثر من أربعة باحثين ومحررين عملوا على جمع الوثائق والمشاهدات من الواقع، دون أن يذكرهم أحد في التيتر.
وفي السينما، كتب بلال فضل ذات مرة أن نصف نجاح الأفلام الأمريكية يعود إلى “Script Doctors”  أطباء السيناريو  الذين لا نعرف أسماءهم لكنهم ينقذون النصوص قبل التصوير. فكم في مصر من “أطباء سيناريو” يكتبون ولا تُذكر أسماؤهم.
مهندسو الإضاءة.. من يصنعون الضوء الذي يحكي
الإضاءة ليست مجرد “نور” في الكادر، بل هي لغة فنية كاملة. فكيف كانت ستبدو مشاهد الرعب في "ما وراء الطبيعة" دون التدرجات المظلمة والإضاءات الخافتة التي نفذها أحمد المرسي وطاقمه؟
وفي "غزل البنات"، ذلك البريق الذي كان يحيط بـ ليلى مراد لم يكن مصادفة، بل رؤية مصور إضاءة جعلها تبدو وكأنها قادمة من عالم منير لا تطفئه الأيام مصممو الإضاءة هم من يمنحون الكادر روحه، ومع ذلك، تمر أسماؤهم سريعًا في التيتر كأنها هامش في كتاب المجد.
الموسيقى التصويرية.. الصوت الذي يُبكي دون كلمة
حين تدمع دون أن تدري في مشهد مؤثر، فاعلم أن وراء الكاميرا موسيقى تحركك قبل أن تدرك السبب.
من يستطيع أن ينسى موسيقى عمر خيرت في اللقاء الثاني أو ضمير أبلة حكمت؟ أو سحر راجح داوود الذي صنع حالة فيلم أرض الخوف؟لكن خلف الكبار، هناك عشرات من الموزعين والموسيقيين المساعدين الذين يعيدون التوزيع ويضيفون الآلات ويضبطون النغم، دون أن تُذكر أسماؤهم.
حتى في الدراما الحديثة، موسيقى "سابع جار" التي شكلت وجدان جيل بأكمله كان وراءها فريق عمل ضخم، لم يظهر منه إلا الاسم الأخير في التيتر.
 الكادر الذي لا يُرى.. فنيو الصوت والمونتاج والملابس
لا أحد يتحدث عن “فني الصوت” الذي يركض في موقع التصوير ليحافظ على نقاء جملة قالها الممثل وسط الضوضاء، ولا عن “مصمم الملابس” الذي يعيد خياطة الفستان عشر مرات لتبدو البطلة كأنها خرجت لتوها من لوحة فنية،في فيلم “ريش” مثلًا، كانت تفاصيل الملابس والديكور جزءًا من الحكاية نفسها، نفذها فريق فني ظل يعمل شهورًا كاملة في الظل.وفي “جراند أوتيل”، أدق مشهد في حركة الستائر أو انعكاس الضوء على المرايا كان ثمرة تعاون بين فنيي الديكور والإضاءة والمونتاج، لا يعرفهم أحد.
النجوم يلمعون.. لكن الضوء لا يصدر عنهم وحدهم
الشهرة تشبه المسرح: نرى البطل في المنتصف، بينما يقف خلفه عشرات يدفعونه للأمام في صمت.
هؤلاء هم "أبطال الظل"  لا يطلبون تصفيقًا، لكنهم يستحقونه فربما لو عرف الجمهور يومًا أسماء من يقفون خلف المجد، لأصبح التيتر أكثر عدلًا، ولتحول “الظل” إلى نورٍ يُنصف من صنعوه.
 




