نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث تفاصيل خبر أولياء أمور مصر عن جريمة الإسماعيلية: غياب الرقابة الأسرية وحروب العقول وراء جريمة الطفل القاتل في المقال التالي
أحمد جودة - القاهرة - أشارت داليا الحزاوي، الخبيرة الأسرية ومؤسس ائتلاف أولياء أمور مصر، إلى أن الجريمة البشعة التي وقعت في محافظة الإسماعيلية، والتي تورط فيها طفل يبلغ من العمر 13 عامًا بقتل صديقه وتقطيع جثمانه بمنشار كهربائي، تُعد واحدة من أبشع الجرائم التي شهدها المجتمع خلال السنوات الأخيرة وأغربها، لأن بطلها طفل في المرحلة الإعدادية.
وأكدت الحزاوي أن هذه الجريمة ليست مجرد حادثة عابرة، بل نتيجة تراكم أخطاء تربوية كثيرة تمثلت في فقدان الاحتواء الأسري وانعدام التواصل بين الأهل والأبناء، إلى جانب غياب الرقابة على المحتوى الذي يشاهده الأطفال سواء عبر السوشيال ميديا أو الألعاب الإلكترونية أو التلفزيون.
وأضافت أن تصوير المجرم أو البلطجي في بعض الأعمال الفنية على أنه بطل أو شخص قوي، يجعل بعض الأطفال يتقمصون هذا الدور دون وعي، وتصبح سلوكياتهم مليئة بالعنف قولًا وفعلًا.
وأوضحت الحزاوي أن ترك الموبايل في يد الطفل بلا أي ضوابط أو رقابة يحوله إلى "قنبلة موقوتة"، مشيرة إلى أن متابعة القنوات المدفوعة للأطفال دون إشراف من الأهل خطر كبير، إذ "ليس كل فيديو كرتوني آمنًا، ولا كل فيديو مضحك بريئًا"، فالكثير من مشاهد الكرتون تتضمن محتوى عنيفًا أو سلوكيات خاطئة تُعرض بطريقة جذابة وألوان مبهجة لجذب الأطفال، لكنها تحمل في طياتها تنمرًا وعنفًا وتشويهًا للعلاقات والعادات والتقاليد.
وقالت الحزاوي: "نحن الآن أمام حروب من نوع خاص، حروب العقول، التي تهدف لتفكيك المجتمعات وتدمير عقول الأطفال والشباب".
وشددت على أن الحل لا يكون في المنع فقط، بل في الرقابة المستمرة والتواصل الدائم مع الأبناء، وتحديد أوقات استخدام الموبايل بصرامة، مع تقديم بدائل مثل ممارسة الرياضة والهوايات المختلفة.
كما أكدت على أهمية دور المدارس في تفعيل دور الأخصائي الاجتماعي لملاحظة السلوكيات الخاطئة والعنيفة بين الطلاب والتدخل المبكر لعلاجها، مع عقد ندوات توعوية للطلاب وأولياء الأمور حول مخاطر الألعاب الإلكترونية العنيفة وإدمان الإنترنت، والتوعية بما يسمى "حروب الجيل الرابع والخامس".
واختتمت الحزاوي حديثها قائلة: "أبناؤنا أمانة في أعناقنا، ولو غفلنا عنهم سندفع الثمن غاليًا. ما حدث في واقعة الإسماعيلية يدق ناقوس الخطر، ولا يجب أن يمر مرور الكرام".