نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث تفاصيل خبر اختفاء سوار ذهبي فرعوني من المتحف المصري يشعل الجدل حول أمن الآثار في المقال التالي
أحمد جودة - القاهرة - لغز في المتحف المصري: سوار ذهبي عمره 3000 سنة يختفي أثناء الترميم
في واقعة أثارت جدلًا واسعًا داخل الأوساط الأثرية والثقافية، أعلنت وزارة السياحة والآثار عن اختفاء سوار ذهبي أثري نادر من داخل أحد معامل الترميم بالمتحف المصري في ميدان التحرير. السوار يُقدّر عمره بأكثر من ثلاثة آلاف عام، ويعود إلى عصر الفرعون آمينموب من الأسرة الثامنة عشرة، وهو من القطع الفريدة التي لم تُعرض من قبل للجمهور.
الخبر انتشر كالنار في الهشيم، وأعاد إلى الواجهة ملف الأمن داخل المتاحف المصرية، التي تحتفظ بواحدة من أضخم مجموعات الآثار في العالم.
تفاصيل الواقعة
حسب بيان وزارة الآثار، تم اكتشاف فقدان السوار أثناء عملية جرد دورية داخل معمل الترميم الرئيسي بالمتحف. القطعة كانت موضوعة في صندوق مخصص لحفظ المشغولات الذهبية الدقيقة، ضمن مجموعة تخضع لعمليات تنظيف وفحص علمي تمهيدًا لعرضها في الجناح الجديد المخصص للذهب الملكي.
وبمجرد اكتشاف الاختفاء، تم إبلاغ النيابة العامة، وبدأت أجهزة الأمن تحقيقًا موسعًا شمل مراجعة كاميرات المراقبة والتحقق من دخول وخروج العاملين في الأيام السابقة للحادث.
قيمة القطعة المفقودة
السوار المفقود يُعد من أندر القطع في تاريخ الذهب المصري القديم، إذ يتميز بتصميم دقيق يمثل نقوشًا لزهور اللوتس وأشكالًا رمزية تدل على السلطة الإلهية للملك آمينموب.
ويرى خبراء الآثار أن قيمته التاريخية تفوق قيمته المادية بمراحل، إذ يُعتبر شاهدًا على تطور فنون صناعة الذهب في عصر الدولة الحديثة، حين بلغ المصريون القدماء ذروة الإبداع في المشغولات الدقيقة.
ردود فعل غاضبة
أثارت الحادثة حالة استياء كبيرة بين خبراء التراث والمهتمين بالآثار. بعضهم وصف الواقعة بأنها “ناقوس خطر” يستدعي إعادة النظر في إجراءات تأمين المتاحف والمخازن الأثرية.
وقالت الدكتورة “مي عبدالرحمن”، أستاذة الآثار بجامعة القاهرة، إن “اختفاء قطعة بهذا الحجم داخل مؤسسة مؤمنة مثل المتحف المصري يدل على وجود خلل إداري أو ثغرات في منظومة الرقابة يجب التعامل معها بجدية”.
في المقابل، أكدت الوزارة أن التحقيق جارٍ وأنه لا يُستبعد أي احتمال، بما في ذلك الخطأ الإداري أو السرقة المقصودة.
تحقيقات موسعة وتدابير عاجلة
مصادر بوزارة الداخلية أكدت أن السلطات استعانت بفريق متخصص من إدارة الآثار والوثائق الجنائية لتحليل تسجيلات الكاميرات، ومراجعة السجلات الخاصة بدخول الفنيين والباحثين إلى معامل الترميم.
كما تقرر تعليق بعض العاملين عن العمل مؤقتًا إلى حين انتهاء التحقيقات، إلى جانب تكثيف الإجراءات الأمنية داخل المتحف المصري وفي المخازن الأثرية التابعة له.
رسالة للعالم حول حماية التراث
رغم حساسية الحادث، أكدت وزارة السياحة والآثار أن الواقعة لن تؤثر على سمعة مصر في مجال حماية التراث، مشيرة إلى أن الدولة تتعامل مع الملف بمنتهى الشفافية.
وقالت الوزارة في بيانها إن "مصر تمتلك تاريخًا طويلًا في صون آثارها، وما حدث سيتم التحقيق فيه بكل حزم، حفاظًا على تراث الإنسانية الذي نعتبر أنفسنا أمناء عليه".
اختفاء السوار الذهبي ليس مجرد فقدان لقطعة أثرية، بل هو إنذار بضرورة مراجعة آليات الحماية في المتاحف، وإعادة التفكير في طرق حفظ الكنوز التي تحمل ذاكرة التاريخ.
فالذهب قد يُصهر، لكن التاريخ لا يمكن أن يُمحى، وكل أثر ضائع هو صفحة تُنتزع من كتاب الحضارة المصرية القديمة.
ويبقى السؤال الأهم: هل سيتم العثور على السوار المفقود؟ أم سيظل لغزًا جديدًا يُضاف إلى أسرار المتحف المصري العريق؟
