نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث تفاصيل خبر خبير تربوي: تخفيف التقييمات في الصفوف الدراسية الأولى ضرورة نفسية وتربوية في المقال التالي
أحمد جودة - القاهرة - أكد الدكتور تامر شوقي، الخبير التربوي، أن الكثير من الأطفال في الصفوف الدراسية الأولى يواجهون صعوبات حقيقية في مهارات القراءة والكتابة، والتي تُعد الركيزة الأساسية لتعلم جميع المواد الدراسية في المراحل التعليمية المختلفة.
وأضاف شوقي أن هذه الصعوبات تتطلب برامج تربوية ونفسية مكثفة لمعالجتها بشكل مبكر، حتى لا تتفاقم وتصبح أكثر صعوبة في الصفوف الأعلى.
وأوضح شوقي أن الإفراط في التقييمات اليومية والأسبوعية والشهرية للأطفال الذين يعانون من صعوبات القراءة والكتابة يمكن أن يؤدي إلى عدد من النتائج السلبية، من بينها:
-عدم وجود وقت كافٍ لتشخيص الصعوبات ومعالجتها داخل الفصل الدراسي.
-تفاقم مشكلات القراءة والكتابة، ما يجعل علاجها لاحقًا أكثر تحديًا.
-انخفاض التحصيل الدراسي في المواد المختلفة التي تعتمد على مهارات القراءة والكتابة الأساسية.
-تراجع ثقة الطفل بنفسه نتيجة عدم قدرته على مواكبة زملائه في أداء التقييمات والحصول على درجات مماثلة.
-تكوين اتجاهات سلبية نحو المدرسة والتعليم، بل ورفض الذهاب للمدرسة أحيانًا.
-احتمالية تعرض الطفل للتنمر من قبل زملائه بسبب انخفاض مستواه الدراسي الظاهر في نتائج التقييمات المختلفة.
-عدم تحقيق أي تحسن ملحوظ من تقييم إلى آخر، رغم أن الهدف من التقييمات هو متابعة تقدم الطفل، إذ أن المشكلة الأساسية تكمن في نقص مهارات عامة لدى الطفل وليس في المادة نفسها.
-زيادة عدد الأطفال الذين يحتاجون إلى الالتحاق ببرامج علاج مشكلات القراءة والكتابة التي تقدمها وزارة التربية والتعليم، رغم إمكانية علاج كثير من هذه الحالات بسهولة داخل الفصل لو لم تكن هناك ضغوط تقييمية مستمرة.
وأشار الدكتور تامر شوقي إلى أن تخفيف التقييمات في الصفوف الدراسية الأولى لا يعني إلغاؤها بالكامل، بل يهدف إلى منح الأطفال فرصة أكبر للتعلم، واكتشاف المشكلات في القراءة والكتابة وتشخيصها بدقة، والبدء في علاجها في الوقت المناسب، بالتعاون بين المعلمين والأخصائيين النفسيين، بعيدًا عن الضغوط النفسية الناتجة عن التقييمات المتكررة في سن مبكرة.
وأوضح شوقي أن هذه الخطوة ستساهم في تهيئة بيئة تعليمية صحية للأطفال، تعزز الثقة بالنفس، وتقلل من مشاعر القلق والخوف من الفشل، وتتيح لهم التقدم في مستواهم الدراسي دون الشعور بالضغط النفسي المستمر.
وأكد الخبير التربوي أن تطبيق هذه الاستراتيجية التربوية سيعود بالنفع على جودة التعلم والتحصيل الدراسي، ويضمن للأطفال بداية تعليمية قوية ومتوازنة، بما يدعم بناء شخصية طفل واثق ومتمكن من مهاراته الأساسية منذ الصفوف الأولى.
