الارشيف / صحة

هل يؤثر الطلاق على الأطفال؟ وكيف؟

هل يؤثر الطلاق على الأطفال؟ وكيف؟

غالبًا ما يُنظر إلى الطلاق باعتباره قرارًا قانونيًّا أو عائليًّا، دون التطرق لما يتركه من آثار عاطفية هائلة. فبالنسبة للطفل، لا يمثّل الطلاق فقط تغييرًا في المسكن أو الجدول الأسبوعي، بل انهيارًا لصورة الأسرة الآمنة التي اعتادها. تختلط المشاعر بين الحزن، والغضب، والشعور بالذنب، وقد يظن الطفل أنه السبب في فشل العلاقة، خاصة إذا لم يتلقَّ شرحًا مناسبًا لما يحدث.

في بعض الحالات، يعيش الأطفال إحساسًا عميقًا بانعدام الأمان، يفقدون معه الثقة بالعلاقات والاستقرار.

بماذا يشعر الأطفال بعد انفصال الأبوين؟

أحد أكثر العوامل المؤذية للأطفال بعد الطلاق هو الصراع المستمر بين الوالدين. فعندما ينقسم العالم إلى "أم ضد أب"، يُجبر الطفل على أن يختار، أو أن يشعر بأنه خائن لأحدهما كلما اقترب من الآخر.

في حالات كثيرة، يُساء استخدام الطفل كأداة للمساومة أو وسيلة للانتقام. هذا التوتر المستمر يشوّه إدراك الطفل للحب، ويغذّي داخله مشاعر متضاربة من الولاء والذنب والخذلان.

الخبير النفسي الكندي آرثر ليونوف يشير في كتابه الطلاق الجيّد إلى أهمية الحفاظ على الصورة الذهنية المتكاملة للطفل عن والديه؛ لأن هذه الصورة هي أساس هويته النفسية. فعندما تُشوّه صورة أحد الوالدين أمامه، فإن الطفل لا يفقد فقط ثقته به، بل يفقد جزءًا من ثقته بذاته.

كيف تحمي طفلك من آثار الطلاق؟

ليس من السهل على الطفل أن يعيش بين منزلين، مهما كانت النوايا طيبة. يحتاج إلى أن يشعر بأن كل من المنزلين "بيته" فعلًا، لا مجرد محطة مؤقتة.وغالبًا ما يُعاني من صعوبة التكيّف مع قواعد مختلفة، أنماط حياة متباينة، وربما مشاعر متضادة تُجاه كلّ من الوالدين.

لكن في بعض الحالات، حين يكون أحد المنزلين خاليًا من التوتر والمشاحنات، قد يشعر الطفل براحة نفسية لم يكن يعرفها من قبل. فوجود بيئة هادئة، حتى إن كانت جديدة، يمكن أن يكون عامل حماية مهم في مسيرة تعافيه النفسي.

طرق التعامل مع الأطفال بعد طلاق الوالدين

على الرغم من أننا لا يمكن أن نتجاوز التأثيرات السلبية لتفكيك مفهوم العائلة الأساسي الذي يفهمه الطفل، إلا أن هناك طرق من شأنها التخفيف من أثر الطلاق على الأطفال من خلال:

- التعاون بين الوالدين

مهما كان الانفصال مؤلمًا، من الضروري أن يحاول الوالدان التعامل مع بعضهما باحترام وهدوء. فالتواصل المرن والمنفتح يُجنّب الأطفال الشعور بأنهم "عالقون في المنتصف".

- الاستقرار

يحتاج الأطفال إلى روتين واضح ومحيط مألوف. فكلما قلّت التغييرات المفاجئة في حياتهم اليومية، شعروا بمزيد من الأمان.

- إشراك الطفل في الحوار

لا ينبغي أن يُترك الطفل للخيال والافتراضات. من حقه أن يُشرح له بلغة تناسب عمره ما الذي يحدث ولماذا؟.

- تجنب الإسقاطات

لا يجوز للوالد أن يُحمّل الطفل مشاعره تجاه الطرف الآخر، سواء كانت مشاعر خيانة أو خيبة أو كره.

- طلب الدعم المتخصص عند الحاجة

سواء للطفل أو الوالدين، فالعلاج النفسي قد يكون خطوة جوهرية في تخفيف آثار الطلاق وإعادة ترميم الروابط الأسرية.

الطلاق، رغم كونه قرارًا شخصيًّا، إلا أن تبعاته تتجاوز الطرفين المنفصلين. هو زلزال صغير تهتز معه حياة طفل، تتغيّر ملامح عالمه، ويُطلب منه التكيّف دون أن يفهم تمامًا كيف ولماذا؟.

لكن هذا الزلزال لا يجب أن يُخلّف دمارًا دائمًا. مع الوعي، والنضج، والتعامل المسؤول من قبل الوالدين، يمكن للطفل أن يعبر هذه المرحلة بسلام. فالأمر لا يتوقف على انفصال الوالدين، بل على كيفيّة استمرارهم في الحب والاهتمام والتواجد في حياة أبنائهم، كلٌّ من مكانه.

عرضنا لكم زوارنا الكرام أهم التفاصيل عن خبر هل يؤثر الطلاق على الأطفال؟ وكيف؟ على دوت الخليج فى هذا المقال ونتمى ان نكون قدمنا لكم كافة التفاصيل بشكل واضح وبمزيد من المصداقية والشفافية واذا اردتكم متابعة المزيد من اخبارنا يمكنكم الاشتراك معنا مجانا عن طريق نظام التنبيهات الخاص بنا على متصفحكم او عبر الانضمام الى القائمة البريدية ونحن نتشوف بامدادكم بكل ما هو جديد.

كما وجب علينا بان نذكر لكم بأن هذا المحتوى منشور بالفعل على موقع موقع الجمال وربما قد قام فريق التحرير في دوت الخليج بالتاكد منه او التعديل علية اوالاقتباس منه او قد يكون تم نقله بالكامل ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر من مصدره الاساسي.

Advertisements