الرياض - كتبت رنا صلاح - مع مرور الأيام واقتراب موعد دخول موسم سهيل، تتغير ملامح الطقس شيئاً فشيئاً، وتبدأ درجات الحرارة في الانكسار التدريجي بعد أشهر من الحر الشديد والقيظ الحارق وفي هذا السياق خرج الخبير الفلكي الدكتور خالد الزعاق بتصريح واضح ومباشر، مفاده: بعد 26 يوماً، يدخل علينا موسم سهيل، والذي تبدأ فيه درجات الحرارة بالهبوط التدريجي تباعاً مع مرور الأيام مقظثس بناء على ما تم الاعلان عنه رسميا من الجهات المختصة .
وداعا للحر اللاهب .. الزعاق يزف البشرى - سهيل قادم ويبدأ الانخفاض المنتظر في الحرارة في هذه المناطق السعودية
موسم سهيل ليس مجرد ظاهرة فلكية عابرة، بل هو حدث موسمي معروف وله جذور عميقة في الموروث الشعبي العربي اسمه مشتق من نجم سهيل اللامع، أحد ألمع النجوم في السماء، ويُعد ظهوره في الأفق الجنوبي فجرًا علامة على اقتراب نهاية فصل الصيف اللاهب.
عادةً ما يبدأ موسم سهيل في 24 أغسطس من كل عام تقريبًا، أي بعد مرور منتصف أغسطس، وتحديدًا في الثلث الأخير منه، حيث يبدأ سكان الجزيرة العربية بمراقبة السماء ترقبًا لظهور هذا النجم، الذي يحمل لهم بشائر الانفراج المناخي.
ما الذي يحدث عند دخول سهيل؟
عند طلوع نجم سهيل في الأفق الجنوبي فجراً تبدأ الكتل الهوائية الحارة بالتراجع، وتحل محلها كتل هوائية معتدلة تبدأ بتلطيف الأجواء، خاصة في ساعات الليل والفجر وفي المناطق الصحراوية، يشعر الناس بوضوح بأن الحرارة لم تعد خانقة كما كانت في ذروة الصيف.
لكن هذا التحول لا يكون مفاجئاً، بل يأتي تدريجياً فدرجات الحرارة تبدأ بالهبوط تباعًا يومًا بعد يوم، لتمنح الناس فرصة للتأقلم وهذا ما أشار إليه الزعاق بقوله: تبدأ فيه درجات الحرارة بالهبوط التدريجي تباعاً، وهي عبارة دقيقة تصف الواقع بصدق.
العلامات الفلكية والمناخية لموسم سهيل
- انخفاض درجات الحرارة ليلاً وفجراً: بعد دخول سهيل، تبدأ برودة الليل بالعودة تدريجياً، حتى في المناطق التي اعتادت على حرارة مرتفعة.
- نهاية الرياح الساخنة المعروفة بـ سموم: وهي الرياح التي تهب من الجنوب أو الشرق، وتتميز بحرارتها الشديدة وجفافها.
- بداية موسم هجرة الطيور: مع تحسن المناخ تبدأ الطيور المهاجرة بالقدوم إلى الجزيرة العربية، خاصة البط والأوز والصقور.
- عودة النشاط الزراعي: يتزامن موسم سهيل مع بدء موسم زراعي جديد، حيث يبدأ المزارعون بحرث الأرض وزراعة محاصيل الخريف والشتاء.
- ظهور سحب الخريف: تبدأ السماء بالتزين بسحب خفيفة تدل على قرب موسم الأمطار، خاصة في المناطق الجنوبية والغربية.
سهيل في الموروث الشعبي
العرب قديمًا وخصوصًا سكان البادية كانوا يعتمدون على النجوم لتحديد فصول السنة والتخطيط لأعمالهم الزراعية والرعوية وحتى ترحالهم وكان نجم سهيل يُعد من أهم العلامات الفلكية لديهم. وكان يُقال قديمًا:
إذا طلع سهيل، لا تأمن السيل، وتلمس التمر بالليل.
ويعني هذا المثل أن ظهور سهيل مرتبط ببداية موسم الأمطار، وكذلك نضج التمور ليلاً بسبب انخفاض درجات الحرارة فالنخيل يبدأ بإنتاج تمر ناضج يمكن أكله أو تخزينه.