الرياض - كتبت رنا صلاح - في زمنٍ تتزايد فيه التحديات المعيشية وتتصاعد فيه الحاجة إلى مظلة دعم اجتماعي فعّالة، تأتي جهود وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية في المملكة العربية السعودية لتؤكد على التزامها الجاد بتحقيق العدالة الاجتماعية وضمان وصول الدعم الحكومي إلى مستحقيه الحقيقيين ولأن الثقة لا تُبنى بالشعارات، بل بالإجراءات الفعلية، فقد كشفت الوزارة مؤخرًا وبشكل شفاف عن تفاصيل دقيقة تتعلق بآليات التحقق من أهلية المستفيدين ضمن نظام الضمان الاجتماعي المطور، في منشور توعوي صدر عبر الحساب الرسمي لـالضمان الاجتماعي والتمكين على منصة إكس (تويتر سابقًا) عشاصي بناء على ما تم الاعلان عنه رسميا من الجهات المختصة .
عاجل من الضمان .. فئات محددة تحت مجهر النزول الميداني الجديد
قبل أن نخوض في تفاصيل آليات التحقق، لا بد من وقفة سريعة أمام فلسفة الضمان الاجتماعي المطور بحد ذاته هذا النظام الجديد ليس مجرد تحديث لآلية صرف الأموال، بل هو إعادة بناء شاملة لمنظومة الدعم، تقوم على التقييم الشامل لاحتياجات الأسر، وليس فقط الأرقام المجردة المرتبطة بالدخل.
بمعنى آخر، لم يعد الدعم يُمنح فقط لأن الشخص فقير، بل لأن هناك دراسة واقعية ومنهجية متكاملة لظروفه المعيشية، الاجتماعية، الصحية، والاقتصادية وهذا التطوير يستند إلى رؤية عميقة: دعم من يستحق، لا من يطلب فقط.
من البيانات إلى الواقع
لضمان أن الدعم يصل فعلًا إلى الفئات المستحقة، اعتمدت وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية نظام تحقق مزدوج يشمل مرحلتين رئيسيتين: البحث الآلي والبحث الميداني.
البحث الآلي مراجعة رقمية دقيقة للمعلومات
تبدأ رحلة التحقق من الأهلية عبر مراجعة إلكترونية شاملة، تجرى تلقائيًا بناءً على البيانات المقدمة من المواطن عبر المنصة الرسمية للضمان وهذه المرحلة تُمثّل الفلتر الأول الذي يحدد مبدئيًا إن كان المتقدم يستوفي الشروط الأساسية للدعم أم لا.
ويشمل البحث الآلي ما يلي:
- التحقق من صحة البيانات الشخصية كرقم الهوية، وتاريخ الميلاد، والحالة الاجتماعية.
- مطابقة المعلومات العائلية المدخلة مع قواعد البيانات الحكومية، مثل الأحوال المدنية والتأمينات.
- مراجعة الحالة الوظيفية والدخل الشهري المسجّل، سواء كان المتقدم موظفًا حكوميًا أو خاصًا أو متقاعدًا.
- التأكد من اكتمال الوثائق والمستندات المطلوبة، مثل صكوك الإعالة، أو التقارير الطبية، أو إثباتات السكن.
البحث الميداني التحقق من الواقع الحقيقي للأسرة
إذا اجتاز المتقدم مرحلة البحث الآلي، ينتقل الملف إلى المرحلة الثانية وهي الزيارة الميدانية وهنا تبدأ جدية التحقق الحقيقية، حيث يقوم باحث اجتماعي معتمد من الوزارة بزيارة موقع إقامة المستفيد، دون سابق إنذار في بعض الحالات، بهدف مطابقة المعلومات الإلكترونية مع الواقع الفعلي، ويتم خلال الزيارة رصد العديد من المؤشرات الحية، مثل:
- مستوى السكن: نوعه، مساحته، ملكيته (إيجار أم تمليك).
- الحالة الاجتماعية للعائلة: وجود أطفال، مرضى، ذوي احتياجات خاصة.
- مصادر الدخل الفعلية، التي قد تكون غير مسجلة رسميًا.
- الاحتياجات الأساسية للأسرة من غذاء، دواء، أجهزة كهربائية، أو غيرها.
فئات المستفيدين الخاضعين للزيارات الميدانية
الوزارة أوضحت بجلاء أن البحث الميداني لن يشمل جميع المستفيدين، بل يستهدف الفئات التي تتطلب دراستها ميدانيًا بسبب:
- وجود بيانات متضاربة أو غير مكتملة.
- أو حالات يبدو فيها أن دخل الأسرة لا يتناسب مع وضعها المعيشي المصرّح به.
- أو الأسر الجديدة المنضمة للنظام، والتي تحتاج إلى تقييم ميداني أولي.
- أو البلاغات الواردة من المجتمع حول حالات يُشتبه بأنها غير مستحقة.