الرياض - كتبت رنا صلاح - في خطوة حاسمة تعكس حرص المملكة العربية السعودية على حماية المجتمع والحفاظ على استقراره الاجتماعي والأمني، أعلنت الجهات الرسمية عن حجب أكثر من 300 ألف لعبة إلكترونية تنتمي إلى فئة ألعاب التجمعات الاجتماعية والقرار لم يأتي من فراغ، بل جاء بعد دراسة دقيقة لآثار هذه الألعاب على الأفراد، وخاصة فئة الشباب والأطفال، الذين يشكلون النسبة الأكبر من مستخدمي هذه المنصات عسقشج بناء على ما تم الاعلان عنه رسميا من الجهات المختصة .
كارثة للألعاب الإلكترونية .. السعودية تحجب أكثر من 300 ألف لعبة فجأة!
شهدت السنوات الماضية انتشاراً واسعاً لألعاب التجمعات الاجتماعية، وهي ألعاب تعتمد على التفاعل بين عدة لاعبين عبر الإنترنت، وتتيح تكوين مجموعات، ومحادثات صوتية أو كتابية، وتبادل محتوى متنوع ورغم أن هذه الألعاب وفرت مساحة للتسلية والتواصل، إلا أنها تحولت في بعض الأحيان إلى منصات تحمل مخاطر عديدة.
تراكمت الملاحظات حول إساءة استخدام هذه الألعاب في أنشطة غير لائقة، سواء من خلال نشر محتوى مخالف للقيم الدينية والاجتماعية، أو من خلال استغلالها كمنصات للتنمر الإلكتروني، أو تمرير أفكار غير مناسبة لفئة عمرية صغيرة ومع تزايد عدد البلاغات والدراسات، أصبح من الضروري اتخاذ موقف صارم، وهو ما تُرجم في هذا القرار الضخم بحجب أكثر من 300 ألف لعبة.
أبعاد القرار وأهدافه
لا يقتصر القرار على مجرد حجب ألعاب إلكترونية، بل يتضمن أبعاداً استراتيجية يمكن تلخيصها فيما يلي:
- حماية الأطفال والمراهقين: الأطفال والمراهقون هم الفئة الأكثر تعرضاً لتأثيرات الألعاب، ومن السهل أن يتأثروا بسلوكيات غير لائقة أو محتوى مضر والقرار يأتي لحمايتهم من مخاطر قد لا يدركون أبعادها.
- تعزيز الأمن السيبراني: بعض الألعاب الاجتماعية تحولت إلى بوابة لاختراق الأجهزة، أو سرقة البيانات الشخصية، أو حتى استغلالها في أنشطة احتيالية والحجب هنا يمثل خط دفاع فعال أمام هذه التهديدات.
- حماية القيم والذوق العام: المملكة تسعى إلى الحفاظ على هوية المجتمع وقيمه، ومنع أي محتوى يتعارض مع التقاليد الدينية والثقافية، وهو ما ينطبق على كثير من الألعاب التي تم حجبها.
- تنظيم سوق الألعاب الرقمية: من خلال هذا القرار، يتم توجيه شركات الألعاب العالمية إلى الالتزام بالمعايير السعودية إذا أرادت أن تستمر في السوق المحلي، مما يفتح الباب أمام تحسين جودة الألعاب المقدمة مستقبلاً.
أمثلة على المخاطر التي حملتها بعض الألعاب
لم يأتِ الحجب بشكل عشوائي، بل استند إلى تقييم واضح للمخاطر التي تضمنتها هذه الألعاب، ومن أبرزها:
- تشجيع الإدمان: ألعاب التجمعات تعتمد على نظام المكافآت المتكررة، ما يجعل اللاعبين يقضون ساعات طويلة أمام الشاشات على حساب الدراسة والعمل والصحة.
- التحريض على العنف أو السلوك العدواني: بعض الألعاب تروج لمظاهر القتال أو السلوكيات العنيفة.
- نشر محتوى غير مناسب: عبر غرف الدردشة أو التفاعلات داخل اللعبة، قد يتعرض اللاعبون لمحتوى مخالف للآداب العامة.
- التنمر الإلكتروني: كثير من هذه الألعاب تفتح المجال لممارسات التنمر والإقصاء داخل المجموعات.
- تهديد الخصوصية: بعض الألعاب تطلب بيانات شخصية أو صلاحيات تتجاوز ما هو مطلوب، ما يهدد خصوصية المستخدمين.