الرياض - كتبت رنا صلاح - منذ إعلان الإدارة العامة للمرور السعودي عن تطبيق غرامة ضخمة تصل إلى 6000 ريال سعودي على مخالفة القيادة عكس الاتجاه، والجدل لا يهدأ بين المواطنين . فالمبلغ يعادل راتب شهر كامل لآلاف الأسر، وهو ما جعل الكثيرين يصفون القرار بـ"الصادم". لكن في المقابل، هناك من اعتبره خطوة شجاعة وضرورية لإنقاذ الأرواح وتعزيز السلامة المرورية في المملكة زحيقش بناء على ما تم الاعلان عنه رسميا من الجهات المختصة .
غرامة 6000 ريال للقيادة عكس الاتجاه في السعودية تُربك الأسر وتُشعل الجدل
القيادة عكس الاتجاه ليست مجرد مخالفة عادية، بل سلوك شديد الخطورة يهدد حياة السائق نفسه وحياة الآخرين. تشير تقارير المرور إلى أن هذه المخالفة تسببت خلال العامين الماضيين في مئات الحوادث المميتة، كان بالإمكان تفاديها لو التزم السائقون بالمسار الصحيح.
الخطر هنا لا يقتصر على الأرواح فقط، بل يمتد إلى الأضرار المادية الضخمة التي تلحق بالسيارات والبنية التحتية، فضلًا عن الخسائر الاقتصادية الناتجة عن تعطل حركة السير والإصابات البليغة.
لماذا 6000 ريال؟
السؤال الذي يتردد على ألسنة الجميع: لماذا الغرامة بهذا الحجم؟
وفقًا لمصدر في الإدارة العامة للمرور، الهدف من المبلغ الكبير ليس جمع الأموال، وإنما إرسال رسالة واضحة بأن القيادة عكس الاتجاه خط أحمر. المبلغ الضخم يجعل السائق يفكر ألف مرة قبل ارتكاب المخالفة، وهو ما يحقق الردع المطلوب.
وإذا قارنا ذلك بدول أخرى، نجد أن الغرامات المشددة هي القاعدة وليس الاستثناء. ففي بعض الدول الأوروبية، قد تصل الغرامة لمخالفات مماثلة إلى ما يعادل 10 آلاف ريال أو أكثر، إضافة إلى سحب الرخصة مباشرة.
ارتباط القرار برؤية 2030
القرار لا يأتي في فراغ، بل يرتبط بشكل مباشر برؤية المملكة 2030 التي وضعت السلامة المرورية ضمن أولوياتها. الهدف المعلن هو خفض عدد الحوادث بنسبة 50% بحلول عام 2030.
ولتحقيق هذا الهدف، لا يكفي التوعية وحدها، بل لا بد من قوانين رادعة تطبق بصرامة. وهنا يظهر دور الغرامة الجديدة، التي من المتوقع أن تساهم في تغيير السلوك المروري بشكل جذري.
دور نظام ساهر في ضبط المخالفات
من أبرز الأدوات التي ساعدت في تطبيق هذا القرار بفعالية هو نظام ساهر، الذي يعتمد على كاميرات ذكية لرصد المخالفات بشكل آلي.
تشير التقارير الرسمية إلى أن "ساهر" نجح خلال السنوات الماضية في خفض بعض المخالفات بنسبة تصل إلى 60%. ومع إضافة الغرامة الجديدة، يتوقع الخبراء أن ينخفض معدل حوادث السير عكس الاتجاه بنسبة 40% خلال الأشهر المقبلة.
تأثير الغرامة على الأسر السعودية
لا يمكن تجاهل البعد الاقتصادي للقرار. مبلغ 6000 ريال قد يساوي أو يتجاوز دخل شهر كامل للكثير من الأسر متوسطة الدخل.
هذا ما دفع بعض المواطنين للتعبير عن قلقهم، مؤكدين أن الوقوع في هذه المخالفة قد يقلب حياتهم رأسًا على عقب، ويؤثر على التزاماتهم الأساسية من إيجار، وفواتير، ومصروفات يومية.
لكن هناك أيضًا من يرى أن حماية الأرواح أغلى من أي مبلغ، وأن الالتزام بالقانون كفيل بتجنب هذه العقوبة أصلًا.
فرص جديدة في سوق التدريب والتقنيات الذكية
القرار لم ينعكس فقط على السائقين، بل خلق أيضًا فرصًا جديدة لشركات التدريب على القيادة التي بدأت في تقديم برامج خاصة للتوعية بخطورة القيادة عكس الاتجاه.
كما ازداد الإقبال على تطبيقات الملاحة الذكية مثل "خرائط جوجل" و"ويز"، التي تنبه السائق في حال اتجه إلى مسار خاطئ، مما يساعده على تجنب الوقوع في المخالفة.