الرياض - كتبت رنا صلاح - لم تعد عملية استقدام الأهل إلى السعودية كما كانت في السابق، بسيطة في الإجراءات أو مقبولة في التكلفة . اليوم، دخلت مرحلة جديدة عنوانها “التنظيم المالي الصارم”، وملامحها رقم صادم: 32,000 ريال سعودي، وهو المبلغ الذي ستدفعه عائلة مكونة من أربعة أفراد مقابل تأشيرة زيارة عائلية تمتد لعامين، الرقم بحد ذاته يفتح بابًا واسعًا للنقاش، ليس فقط حول التكلفة، بل حول فلسفة النظام الجديد الذي أطلقته المملكة العربية السعودية تحت إطار التطوير الإداري والتحول الرقمي ضمن رؤية 2030 نافتا بناء على ما تم الاعلان عنه رسميا من الجهات المختصة .
مفاجأة مالية تضرب السعودية .. استقدام العائلة يكلف 32,000 ريال!
- أعلنت السعودية رسميًا إطلاق نظام إلكتروني متكامل لتأشيرات الزيارة العائلية، يتيح للمقيمين استقدام أسرهم بضغطة زر واحدة عبر المنصات الحكومية مثل "أبشر" و"منصة التأشيرات". النظام الجديد لا يختلف كثيرًا في الإجراءات، لكنه يختلف جذريًا في الرسوم. فقد تم تحديد شريحة مالية تبدأ من 300 ريال فقط للزيارات القصيرة، وصولًا إلى 8000 ريال للزيارات الطويلة التي تمتد لعامين، وهو ما يعني زيادة تتجاوز 2500% بين أقل وأعلى رسم.
- هذه القفزة غير المسبوقة في الرسوم جعلت الكثير من العائلات تعيد حساباتها، خصوصًا العائلات متوسطة ومحدودة الدخل التي ترى أن تكاليف لمّ الشمل أصبحت عبئًا كبيرًا، بينما يعتبرها البعض الآخر خطوة تنظيمية منطقية تواكب التحول الاقتصادي الشامل في البلاد.
ما الهدف من هذا النظام الجديد؟
- تؤكد الجهات الرسمية في السعودية أن النظام الجديد لا يهدف إلى التضييق، بل إلى تنظيم العملية وتحسين جودة الخدمات، وتوفير تجربة إلكترونية أكثر سهولة وشفافية. فقد أصبح بإمكان أي مقيم اليوم إنهاء جميع خطوات الاستقدام — من التقديم إلى الدفع وطباعة التأشيرة — دون الحاجة لمراجعة المكاتب أو الوقوف في طوابير طويلة.
- كما أوضحت الحكومة أن القرار يأتي تماشيًا مع رؤية السعودية 2030 التي تركز على التحول الرقمي ورفع كفاءة الخدمات العامة وتحقيق الاستدامة المالية، أي أن زيادة الرسوم ليست عبثية، بل جزء من منظومة اقتصادية أوسع تسعى لزيادة الإيرادات غير النفطية وتحقيق التوازن المالي للدولة.
من المستفيد ومن المتضرر؟
- من الناحية النظرية، الجميع مستفيد من سهولة الإجراءات الرقمية، لكن من الناحية الواقعية، التأثير المالي يختلف من طبقة لأخرى. فالمقيم الذي يتقاضى راتبًا مرتفعًا أو يعمل في مجال استثماري سيجد النظام الجديد مريحًا وسلسًا. أما العامل محدود الدخل الذي يرغب في استقدام زوجته وأطفاله أو والديه، فسيواجه صعوبة حقيقية في دفع رسوم تتجاوز 30 ألف ريال لاستقدام أسرة مكونة من 4 أفراد لمدة عامين.
- الأثرياء رحبوا بالنظام ووصفوه بأنه قفزة في الكفاءة الإدارية، بينما رآه محدودو الدخل عبئًا يهدد حلم لمّ الشمل الذي ينتظرونه منذ سنوات. وهنا يظهر الفارق الواضح بين سهولة التقنية وصعوبة الواقع المالي.
نسبة الزيادة في الرسوم.. صدمة 2567%
- حين أعلنت الحكومة عن الرسوم الجديدة، أشار الخبراء إلى أن نسبة الزيادة بين أقل وأعلى رسم تبلغ 2567%، وهي نسبة ضخمة تُظهر أن الهدف لم يكن فقط التنظيم بل أيضًا إعادة هيكلة شاملة للتكلفة.
- فبينما كانت رسوم الزيارة في الماضي شبه ثابتة، أصبحت الآن متدرجة بشكل واسع لتناسب مدة الإقامة، مما يتيح لكل أسرة اختيار المدة التي تتناسب مع ميزانيتها، ولكن الأسعار المرتفعة للمدد الطويلة جعلت الكثيرين يعيدون التفكير في عدد الزوار ومدة الإقامة المطلوبة.