الرياض - كتبت رنا صلاح - في كل مرة تتخذ فيها المملكة العربية السعودية خطوة تتعلق بالسفر والجمارك، نجد أن الهدف ليس مجرد تعديل إجرائي، بل هو تعزيز لمنظومة متكاملة تعمل على حماية الاقتصاد، وتسهيل حركة المسافرين، وإرساء بيئة واضحة لا تحتمل التأويل . وهذا ما شهدناه مؤخرًا حين أعلنت هيئة الزكاة والضريبة والجمارك عن تفاصيل محدثة تخص إعفاء الأمتعة الشخصية للمسافرين القادمين إلى المملكة من الرسوم الجمركية خفسيص بناء على ما تم الاعلان عنه رسميا من الجهات المختصة .
بشرى سارة لجميع المسافرين .. هذه الفئات من الناس بمختلف الجنسيات سوف يتم إعفائها من الجمارك (اليكم التفاصيل)
ببساطة، الهيئة أوضحت النظام بشكل يمنع أي لبس: الأمتعة الشخصية الجديدة التي لا تتجاوز قيمتها ٣٠٠٠ ريال سعودي معفاة من الرسوم الجمركية. نقطة واضحة وصريحة.
ما الذي تغيّر؟ وما الذي يعنيه للمسافر؟
- لكن ما المقصود بـ "الجديدة"؟ هي السلع التي لا يظهر عليها أي أثر استخدام، والتي تأتي وهي محفوظة بتغليفها الأصلي. أي حقيبة سفر مليئة بأدوات استُعملت أو أجهزة دُشنت ليس مشمولًا بهذا الاستثناء، لأن الهدف من الإعفاء هو السماح للأفراد بجلب أمتعة شخصية لا يُقصد بها التجارة أو إعادة البيع.
بمعنى آخر: القرار يسهل على المسافر الحقيقي، لا على من يحاول إدخال بضائع تجارية بشكل شخصي.
الالتزام بالإفصاح… شفافية مقابل حماية
- وضعت الهيئة قاعدة ذهبية يجب ألا يغفل عنها أي مسافر: إذا كنت تحمل سلعًا قيمتها أعلى من الحد المسموح، فأبلغ الجمارك.
الإفصاح ليس خيارًا، بل نظام يفرض الانضباط ويجنبك الوقوع تحت طائلة الغرامات أو مصادرة المقتنيات. هذا لا يعني أن كل ما تتجاوز قيمته الحد سيخضع لغرامة كبيرة، بل يعني أن الدولة تريد معرفة ما يدخل إليها، وأن كل شيء يتم بشكل نظامي.
- الإفصاح هنا لا يخص فقط البضائع التجارية، بل يمتد كذلك للسلع المقيدة والمحظورة، مثل المنتجات الخاضعة لضريبة انتقائية أو سلع تحتاج تصاريح مثل الأدوية، الأسلحة، أو الأجهزة الحساسة.
الرسالة واضحة: المملكة لا تفرض القيود للعرقلة، بل للحماية.
التحول الرقمي في الجمارك… عبور أسرع وأوضح
ضمن الإطار العصري الذي تتبعه المملكة في إدارة المنافذ، أطلقت الهيئة خدمة الإقرار الجمركي الإلكتروني. بدلًا من الانتظار لساعات أو الدخول في إجراءات طويلة، يستطيع المسافر ملء الإقرار قبل وصوله إلى المملكة، ليتم استقباله بمعلوماته مسجلة وجاهزة، ما يجعل دخوله أسرع وأكثر مرونة.
هذا يعكس أمرين مهمين:
- المملكة تسابق الزمن للتحول الرقمي الكامل
- المسافر اليوم يتعامل مع منظومة ذكية لا تعتمد على الأوراق والانتظار، بل على أنظمة محدثة تختصر الجهد والوقت
إفصاح خاص بالأموال والمعادن الثمينة
هناك أيضًا قواعد تخص الأموال والمعادن والأحجار الكريمة: إذا كنت تحمل نقدًا أو ذهبًا أو معادن ثمينة تتجاوز ٦٠ ألف ريال سعودي أو ما يعادلها بعملة أخرى، عليك الإفصاح عنها.
لماذا؟ لثلاثة أسباب جوهرية:
- مكافحة غسل الأموال
- الحد من التهريب والجرائم المالية
- حماية النظام المالي السعودي من أي نشاط مشبوه
مرة أخرى، لا يُعاقب الملتزم، بل يُحمى المجتمع بالتشريع والرقابة الذكية.
