انتم الان تتابعون خبر السباق على الذكاء الاصطناعي: من يملك مفاتيح المستقبل؟ من قسم اخبار العالم والان نترككم مع التفاصيل الكاملة
شهد محمد - ابوظبي في الأربعاء 1 أكتوبر 2025 11:22 صباحاً - تسارعت في السنوات الأخيرة الاستثمارات العالمية في الذكاء الاصطناعي بوتيرة غير مسبوقة، حتى تحولت من قطاع ناشئ إلى محور رئيسي في الاقتصاد الرقمي العالمي.
مليارات الدولارات ترسم ملامح الاقتصاد الجديد
الأرقام تكشف عن "سباق تكنولوجي" يتجاوز حدود الشركات ليعيد تشكيل موازين القوى الدولية: 14 مليار دولار من مايكروسوفت في "أوبن إيه آي"، 330 مليار دولار عبر أوراكل، و600 مليار دولار تخطط لها "ميتا" حتى 2028، إضافة إلى مشاريع مشتركة تقترب من نصف تريليون دولار بين "سوفت بنك" و"أوراكل" و"أوبن إيه آي". ووفق تقديرات "إنفيديا"، فإن الإنفاق على البنية التحتية للذكاء الاصطناعي سيتجاوز 4 تريليونات دولار بحلول 2030.
في هذا السياق، قدّم استشاري التحول الرقمي والتطبيقات الصناعية علاء الدين رجب، خلال حديثه إلى برنامج "بزنس مع لبنى" على قناة دوت الخليج، رؤية معمّقة حول التحولات الاقتصادية والوظيفية والاجتماعية التي يفرضها الذكاء الاصطناعي، مشبّهًا المشهد الحالي بالثورة الصناعية الأولى، حيث كان من يملك تكنولوجيا البخار يسيطر على مسارات التجارة والاستعمار.
التكنولوجيا بديلاً عن الجغرافيا والسياسة
رجب يرى أن التحولات ليست محض مسألة اقتصادية، بل جزء من صراع سياسي على الهيمنة والسيطرة على البيانات. فبعد عقود من تراكم المعلومات عبر مراكز البيانات التي تضم سجلات البشرية تقريبًا، أصبح امتلاك هذه البنية، مع الخوارزميات والتطبيقات، معادلاً جديدًا للقوة والنفوذ الدولي.
ويضيف: "كما غيّرت ثورة البخار موازين القوى في القرن التاسع عشر، فإن الذكاء الاصطناعي اليوم يعيد صياغة السلطة عبر السيطرة على البيانات والأنظمة الذكية."
تغيّر الوظائف: بين اختفاء وصعود
التطورات لا تعني بالضرورة اختفاء الصناعات بالكامل، بل إعادة تشكيلها. مثال البنوك حيّ: لم تختفِ الخدمات البنكية، لكنها انتقلت إلى الهواتف الذكية، فيما تحوّل موظفو الفروع التقليدية إلى متخصصين في الأمن السيبراني وخدمة العملاء الرقمية.
رجب يشدد على أن "الاختفاء" يعني عمليًا استبدال العمالة التقليدية بمهارات جديدة قادرة على التعامل مع الذكاء الاصطناعي، مع خلق فرص ضخمة في قطاعات مثل:
- المصانع الذكية المعتمدة على الأتمتة والأنظمة السيبرانية.
- الرعاية الصحية عبر التشخيص المبكر وتحليل الصور الطبية.
- الخدمات اللوجستية والنقل الذاتي، مثل مشاريع "أرامكو" مع "هايبرفيو".
- الروبوتات والميكاترونيكس في قطاعات صناعية وخدمية.
المهارات المطلوبة لجيل جديد
يرى رجب أن الشباب العربي أمام لحظة فارقة: إما أن يصبحوا جزءًا من هذه الثورة أو يواجهوا خطر التهميش. أبرز المهارات التي يعتبرها حاسمة:
- تحليل البيانات وعلوم الأمن السيبراني.
- التعلم العميق والبرمجة المتقدمة.
- الميكاترونيكس، باعتباره جسرًا بين البرمجيات والهاردوير.
- التفكير النقدي والعلوم السلوكية لفهم الذكاء الاصطناعي العاطفي.
تقرير البنك الدولي (2025) قدّر أن 33 بالمئة من الوظائف في الدول المتقدمة معرضة للاستبدال بالروبوتات والأنظمة الذكية، ما يعني أن المنطقة العربية، رغم تأخرها النسبي في الاستثمار، قد تملك "فرصة ذهبية" لإعادة تدريب القوى العاملة بدلًا من خسارتها.
البنية التحتية العربية: فجوة وفرص
رجب أشار إلى أن الفجوة داخل العالم العربي واضحة: دول مثل الإمارات والسعودية استثمرت بكثافة في مراكز البيانات وشبكات الجيل الخامس، فيما تعاني دول أخرى من أزمات اقتصادية تعيق اللحاق بالركب. ومع ذلك، فإن امتلاك كوادر بشرية قوية قد يعوّض جزئيًا هذا التفاوت، خصوصًا إذا دعمت الحكومات برامج التدريب والابتكار.
الإمارات، على سبيل المثال، دشّنت خلال 2024 استراتيجية وطنية للذكاء الاصطناعي تستهدف مضاعفة مساهمة القطاع في الناتج المحلي الإجمالي إلى أكثر من 19 بالمئة بحلول 2030، وفق وزارة الاقتصاد الإماراتية.
إشكالية الخوارزميات والأخلاقيات
إحدى النقاط الجوهرية التي شدد عليها رجب هي "من يكتب الخوارزمية"؟، وهي معضلة لم تجد الدول الكبرى لها جوابًا حتى الآن. مثال السيارات ذاتية القيادة يوضح الإشكالية: من يتحمل المسؤولية إذا وقع حادث؟ الراكب، الشركة المصنعة، أم المبرمج؟
تجربة باريس الأخيرة التي دعت إلى "بناء إطار أخلاقي عالمي للذكاء الاصطناعي" تكشف حجم الخلافات، حيث رفضت الولايات المتحدة وبريطانيا التوقيع، حفاظًا على تفوق شركاتهما.
الذكاء الاصطناعي والأمن العالمي
كما حذّر رجب خلال حديثه من ان الذكاء الاصطناعي اليوم دخل ميدان الصراعات العسكرية ليقلب موازين الأمن العالمي. فالحروب التي كانت تحتاج إلى جيوش جرّارة ومعدات هائلة باتت ممكنة من خلف شاشة حاسوب، عبر هجمات سيبرانية أو طائرات مسيّرة منخفضة التكلفة. هذا التحول يقلّص عتبة استخدام القوة ويزيد الغموض في تحديد مصدر التهديد، ما يرفع خطر التصعيد والخطأ في الحسابات. وفي غياب قواعد دولية صارمة، تتسع الفجوة بين القدرات التكنولوجية والمسؤولية القانونية والأخلاقية، لتبرز معضلات جديدة حول الردع والاستقرار، فيما يبقى المدنيون والبنى التحتية الحلقة الأضعف أمام هذا السباق غير المنضبط.
السيادة الرقمية: معركة العرب المقبلة
اعتبر استشاري التحول الرقمي والتطبيقات الصناعية، علاء الدين رجب، أن السيادة الرقمية على بيانات المواطنين تمثل أحد القضايا المحورية في المنطقة. وأوضح رجب أن معظم بيانات الأفراد تُخزن حاليًا على خوادم خارجية، ما يفرض مخاطر على الأمن الرقمي والخصوصية. وفي هذا السياق، أشارت بعض الدول مثل الإمارات والسعودية إلى ضرورة توطين البيانات وحمايتها داخل الحدود الوطنيةلضمان السيطرة المحلية على المعلومات الحساسة. وأضاف أن التوعية الرقمية للمواطنين والمقيمين تعد جزءًا أساسيًا من استراتيجية الدولة، لضمان حماية سيادتها الرقمية والحفاظ على سرية البيانات.
تحوّل الذكاء الاصطناعي من مجرد "تكنولوجيا واعدة" إلى عمود فقري للاقتصاد العالمي. ومن يستثمر في بنيته التحتية اليوم، سيملك مفاتيح القوة الاقتصادية والسياسية غدًا. تصريحات علاء الدين رجب عكست إدراكًا بأن العالم أمام نظام جديد تقوده البيانات والخوارزميات، لا الجغرافيا ولا الحدود.
في ظل هذه التحولات، يبقى السؤال مفتوحًا: هل تلحق المنطقة العربية بركب السباق وتحوّله إلى فرصة تاريخية، أم تظل متأخرة لتدفع ثمن الفجوة الرقمية في المستقبل؟ من صناعة الغد لا مجرد متفرجين على مسرح الاقتصاد العالمي.
نرجو ان نكون قد وفقنا في نقل التفاصيل الكاملة الخاصة بخبر السباق على الذكاء الاصطناعي: من يملك مفاتيح المستقبل؟ .. في رعاية الله وحفظة