أخبار عالمية

العالم اليوم - لغز Megaspeed: هل وجدت الصين طريقاً سرياً إلى رقائق إنفيديا؟

العالم اليوم - لغز Megaspeed: هل وجدت الصين طريقاً سرياً إلى رقائق إنفيديا؟

انتم الان تتابعون خبر لغز Megaspeed: هل وجدت الصين طريقاً سرياً إلى رقائق إنفيديا؟ من قسم اخبار العالم والان نترككم مع التفاصيل الكاملة

شهد محمد - ابوظبي في الثلاثاء 21 أكتوبر 2025 05:18 مساءً - وإلى جانب رئيس إنفيديا، كانت هناك امرأة تُدعى هوانغ لي، أو أليس هوانغ، وهي مديرة تنفيذية في شركة مراكز بيانات مقرها سنغافورة تُدعى Megaspeed "ميغاسبيد"، والتي كانت تستعد لشراء تقنيات ذكاء اصطناعي من إنفيديا بقيمة تُقدّر بنحو ملياري دولار خلال العام المقبل.

ورغم أن السيدة هوانغ وشركة Megaspeed من اللاعبين غير المعروفين في صناعة الذكاء الاصطناعي، إلا أن ارتباطهما بشركة إنفيديا ورئيسها التنفيذي، أصبح محل انشغال في واشنطن في الآونة الأخيرة.

فبحسب تقرير نشرته صحيفة "نيويورك تايمز"، واطّلع عليه موقع "اقتصاد دوت الخليج"، يُجري مسؤولون في وزارة التجارة الأميركية تحقيقات، لمعرفة ما إذا كانت شركة Megaspeed، التي تربطها علاقات وثيقة بشركات التكنولوجيا الصينية، تساعد بكين في تجنّب قيود التصدير التي فرضتها واشنطن على بعض أنواع الرقائق التي تنتجها إنفيديا، وذلك فقاً لما كشفه عدد من الأشخاص المطلعين على الموضوع رفضوا الكشف عن هويتهم.

ثغرات في رقابة إنفيديا

ويُثير التحقيق، الذي لا يزال جارياً في أميركا، تساؤلات حول مدى دقة تتبع شركة إنفيديا لأماكن وصول رقائق الذكاء الاصطناعي الخاصة بها، كما يُسلّط الضوء على إمكانية التحايل بسهولة على قيود التصدير الأميركية، في حين تواجه شركة Megaspeed أيضاً تدقيقاً في عملها من جانب الشرطة السنغافورية، التي صرّحت لصحيفة نيويورك تايمز أنها تُجري تحقيقاً مع الشركة لانتهاكها القوانين المحلية، دون الخوض في تفاصيل إضافية.

تكتيكات الصين

وبصفتها المزوّد الرئيسي لرقائق الذكاء الاصطناعي، ارتفعت إيرادات شركة إنفيديا السنوية بنحو سبعة أضعاف خلال السنوات الأربع الماضية، مما يجعلها الشركة الأكثر قيمةً في العالم من حيث التداول العام. إلا أن الصعود الصاروخي لشركة وادي السيليكون تزامن مع مخاوف الحكومة الأميركية من أن رقائقها قد تساعد الصين على تطوير أسلحة جديدة، والتقدم عليها في مجال تطوير تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي.

ودفعت هذه المخاوف كلاً من إدارتي الرئيسين بايدن وترامب إلى اتخاذ إجراءات صارمة تمنع مبيعات رقائق الذكاء الاصطناعي المتطورة إلى الصين، ولكن بعض الشركات الصينية بدأت باللجوء إلى شبكات عالمية من الوسطاء والشركات الوهمية لتجاوز هذه القيود، حيث قامت مجموعة من الشركات التي تمولها الصين بشكل سري ببناء مراكز بيانات ضخمة في جنوب شرق آسيا، وذلك لمساعدة بكين في الوصول إلى التكنولوجيا الأميركية المحظورة.

كما أنشأت شركات صينية أخرى شبكات تهريب غير قانونية، نقلت ربما مئات الآلاف من الرقائق المحظورة إلى الصين، وذلك وفقاً لتقديرات الخبراء.  

ميغاسبيد.. بوابة الرقائق إلى الصين

وتُبرز شركة ميغاسبيد التحديات التي تواجه مسؤولي الحكومة الأميركية في محاولتهم لمنع الصين من الوصول إلى رقائق الذكاء الاصطناعي المتطورة، فبعد انفصالها عن شركة ألعاب صينية في عام ٢٠٢٣، استحوذت ميغاسبيد التي تقول إن مقرها الرئيسي في سنغافورة، على ما يقارب ملياري دولار من أحدث منتجات إنفيديا. وقامت ميغاسبيد بتحويل هذه الرقائق إلى مراكز بيانات في ماليزيا وإندونيسيا، يبدو أنها تخدم عملاء في الصين ولكن عن بُعد.

ففي شهر سبتمبر 2024، زار مسؤول من مكتب الصناعة والأمن الأميركي، وهو القسم المسؤول عن ضوابط التصدير الخارجية، مركز بيانات Megaspeed في ماليزيا للتحقيق في شكوك حول كمية المشتريات.

وبحسب تقرير نشرته صحيفة "نيويورك تايمز" واطّلع عليه موقع "اقتصاد دوت الخليج"، فقد أفاد ثلاثة أشخاص مطّلعين على عمليات التفتيش، أن المسؤولين الأميركيين أبدوا قلقهم من وجود تقنيات تابعة لشركة Nvidia داخل مركز بيانات Megaspeed وهي لا تزال في صناديقها الأصلية، الأمر الذي أثار شكوكاً حول احتمال إعادة شحنها إلى وجهة أخرى بعد انتهاء عملية التفتيش. كما اشتبه المسؤولون الأميركيون في احتمال أن تكون بعض الرقائق قد شُحنت بالفعل إلى الصين، غير أنهم لم يمتلكوا أدلة قاطعة تؤكد ذلك.

وبعد الزيارة، نقل المسؤولون الأميركيون مخاوفهم بشأن شركة ميغاسبيد إلى السلطات السنغافورية والماليزية، وكذلك إلى شركة إنفيديا، في وقت بدأت فيه واشنطن بتكثّيف ضغوطها على الحكومتين السنغافورية والماليزية، لمراقبة مشاريع مراكز البيانات وشبكات تهريب الرقائق بصورة أكثر صرامة.

إنفيديا: لا دليل

من جهتها، أكدت شركة إنفيديا عدم وجود دليل على تهريب رقائقها إلى الصين، إذ أشار جون ريزو، المتحدث باسم الشركة، إلى أن إنفيديا تواصلت مع الحكومة الأميركية بشأن Megaspeed، حيث خلص تدقيق أجرته الشركة إلى أن Megaspeed مملوكة بالكامل لشركة مقرها الرئيسي خارج الصين، ولا يوجد فيها أي مساهمين صينيين.

وبحسب ما كشفه ريزو، فإن موظفي إنفيديا زاروا منشآت شركة Megaspeed عدة مرات، ولم يعثروا على أي دليل على تحويل مسار الرقائق، وأكدوا أن ميغاسبيد تُشغّل سحابة تجارية صغيرة، تماماً مثلما تفعل العديد من الشركات الأخرى حول العالم، وبما يتماشى مع ما تسمح به قواعد التصدير الأميركية.

ماذا قالت ميغاسبيد؟

بدورها، أفادت Megaspeed في بيان مُرسل عبر البريد الإلكتروني بأنها شركة مقرها سنغافورة، وتعمل وفقاً لجميع القوانين المعمول بها، بما في ذلك لوائح مراقبة الصادرات الأميركية، ورفضت الإدلاء بمزيد من التعليقات، في حين لم تستجب المديرة التنفيذية لـ Megaspeed، أليس هوانغ لطلبات التعليق.

شركة جديدة ورئيس غامض

تأسست شركة Megaspeed في عام 2023 بعد أن فصلت شركة الألعاب والحوسبة السحابية الصينية 7Road عملياتها الخارجية في سنغافورة، وأعادت تسميتها Megaspeed. ومن المعلوم أن شركة 7Road لها علاقات بمستثمرين مدعومين من الدولة الصينية.

وأدرجت Megaspeed السيدة هوانغ لي أو أليس هوانغ، كمديرة إدارية لها خلال الأشهر الثمانية الأولى قبل إقالتها من هذا المنصب في أوراقها الرسمية، في حين كانت هوانغ تُعرّف عن نفسها بأنها الرئيسة التنفيذية للشركة. أما المدير الحالي لـ Megaspeed فهو من سنغافورة، ولكنه يقيم في شنغهاي، وفقاً لسجلاته التجارية وحسابه على مواقع التواصل الاجتماعي.

ولدى السيدة هوانغ سجلّ شخصي محدود على الإنترنت، فقد أمضت جزءاً كبيراً من حياتها المهنية في الصين، بما في ذلك عملها كمراسلة تلفزيونية لوسائل الإعلام الحكومية الصينية وكمصرفية خاصة، وفقاً لسيرة ذاتية نُشرت على وسائل التواصل الاجتماعي.

ولم تتمكن صحيفة "نيويورك تايمز" من تأكيد أيٍّ من هاتين التجربتين، كما أنه من غير الواضح سبب مغادرة السيدة هوانغ لمنصبها في Megaspeed ومتى حصل ذلك وماذا تفعل الآن. 

وقبل انضمامها إلى Megaspeed، شغلت السيدة هوانغ منصب المديرة التنفيذية لصندوق استثماري في شنغهاي، حيث كان هذا الصندوق الذي تربطه علاقات بالدولة الصينية، يستثمر في شركة 7Road التي تُعدّ الشركة الأم لـ Megaspeed.

مصدر مجهول للأموال

لم يتضح بعد مصدر مليارات الدولارات التي حصلت عليها شركة Megaspeed لشراء الرقائق، فبعد أسابيع قليلة من اللقاء الذي جمع جينسن هوانغ، الرئيس التنفيذي لشركة Nvidia بمديرة Megaspeed، في تايبيه في يونيو 2024، بدأت Megaspeed بتلقي شحنات منتظمة من رقائق إنفيديا بقيمة ملايين الدولارات، وذلك وفقاً لما تُظهره سجلات التجارة الماليزية.

وخلال الأشهر الثلاثة التالية، اشترت Megaspeed ما قيمته مليار دولار من تقنيات Nvidia. كما أنه في غضون الأشهر التسعة التالية، حصلت Megaspeed على بضائع إضافية بقيمة مليار دولار من Nvidia.

وتُظهر سجلات الاستيراد الماليزية أن الجزء الأكبر من رقائق إنفيديا المتطورة، لم يتم شراؤها مباشرة من شركة إنفيديا، بل من الفرع الأميركي لشركة Inspur، وهي شركة تقنية صينية كبرى، فرضت عليها الولايات المتحدة عقوبات، لمحاولتها الحصول على تكنولوجيا أميركية، لبناء حواسيب عملاقة للجيش الصيني.

توقف الشحنات

وبحلول أواخر يوليو 2025، أظهرت السجلات التجارية أن شركة Megaspeed توقفت عن استلام شحنات الرقائق المتقدمة من إنفيديا، حيث أكدت إنفيديا أن ميغاسبيد لم تقدّم أي طلبات جديدة منذ عدة أشهر، من دون أن توضح الأسباب.

وكان من المتوقع أن تشتري ميغاسبيد أجهزة كمبيوتر عالية الأداء من إنفيديا بقيمة تصل إلى 3.2 مليار دولار خلال العام المقبل 2026، وفقاً لتقديرات مورغان ستانلي، حيث تضم هذه الأجهزة شرائح الذكاء الاصطناعي المتطورة الخاصة بإنفيديا.

غموض ومكاتب شبه فارغة

وزار فريق صحيفة "نيويورك تايمز" مواقع عائدة لشركة Megaspeed في أربع دول، واطّلع على سجلات الشحن، وتسجيلات الأعمال، ومقاطع الفيديو والصور، وأجرى مقابلات مع أكثر من 30 شخصاً لتسليط الضوء على عمليات شركة ميغاسبيد الغامضة، حيث تتبع الصحفيون قوائم الأعمال التي قادتهم إلى مركز بيانات ومركز تسوق ماليزي، ومكتب شبه فارغ في سنغافورة، وواجهة متجر متهالكة خارج كوالالمبور.

ففي مبنى مكاتب فاخر في منطقة الأعمال المركزية الأنيقة بسنغافورة، لم يكن هناك سوى موظفين اثنين في أحد أيام الأسبوع الأخيرة في مكاتب Megaspeed. وقالت مديرة موارد البشرية هناك إنها التقت ببعض مديري الشركة، ومعظمهم يقيمون في الصين ونادراً ما يزورون سنغافورة، مشيرة إلى أن السيدة هوانغ استقالت قبل أشهر بسبب التزامات شخصية تجاه شركات أخرى، في حين أن جيمس تان، المُدرج إسمه في سجلات Megaspeed بصفته مديرها السنغافوري، فلا يحضر أبداً.

ووفقاً لما أظهرته الوثائق، فإن Megaspeed مملوكة لشركة وهمية يمتلكها جيمس تان، فيما يقود العنوان المسجّل لهذه الشركة إلى مكتب محاسبة في سنغافورة، حيث أبلغ الموظفون هناك أنهم لا يعرفون كيفية التواصل مع السيد تان.

لا مُبرر لإنفيديا

وبحسب آرون بارتنيك، مساعد مدير أمن التكنولوجيا والحوكمة في عهد إدارة بايدن، بأن شركة ميغاسبيد تُثير العديد من الشكوك، بما في ذلك ادعاءاتها بالملكية واحتمالية ارتباطها بكيانات خاضعة للعقوبات، وهو ما كان يجب أن يدفع المسؤولين التنفيذيين في إنفيديا إلى التساؤل عما إذا كان ينبغي عليهم السماح لميغاسبيد بالوصول إلى رقائق الذكاء الاصطناعي المتطورة، لافتاً إلى أنه من الصعب إيجاد مبرر لهذه المخاطرة.

استراتيجية صينية

ويقول المطوّر التكنولوجي هشام الناطور، في حديث لوقع "اقتصاد دوت الخليج"، إن قصة Megaspeed هي مثال واضح على الاستراتيجية الصينية للتهرب من القيود الأميركية، عبر استخدام شركات وهمية ومراكز بيانات في دول وسيطة، فهذه الطريقة تسمح بتقسيم العمليات على عدة مواقع جغرافية لتضليل الرقابة الأميركية، بما يضمن وصول أحدث تقنيات الذكاء الاصطناعي الأميركية إلى الصين بهدف دعم الابتكار المحلي، مشدداً على أن شرائح إنفيديا تجسّد أعلى مستوى من قدرات الحوسبة وهي الخيار المفضل لشركات التكنولوجيا الصينية التي تسعى إلى بناء نماذج ذكاء اصطناعي، وذلك رغم ادعاء الصين عكس ذلك علناً.

الصين تُدرك الحقيقة

ويشرح الناطور أنه في الأسابيع القليلة الماضية عمدت الصين إلى التسويق علناً، أنها طلبت من شركاتها عدم شراء شرائح إنفيديا بسبب مخاطر أمنية، ولكن الحقيقة هي أن بكين لا تريد شرائح إنفيديا التي سُمح لها بشرائها مثل H20 والتي تُعتبر شرائح متوسطة القوة، بل هي تبحث في كيفية الوصول إلى الشرائح المحظورة فائقة القوة، ومن هنا يمكن فهم السبب الذي يدفع الصين إلى التشكيك بشرائح إنفيديا علناً وقيامها بعكس ذلك في السر، لافتاً إلى أن الحقيقة التي يُدركها الجميع ومن ضمنهم الصين، هي أنه حتى الساعة لا أحد في العالم قادر على صناعة رقائق متطورة كتلك التي تصنعها إنفيديا، وهذا الأمر مُسلم به من الجميع.

القيود التقليدية غير كافية

ويلفت الناطور إلى أن قضية Megaspeed تُظهر أن القيود التقليدية على تصدير الرقائق لم تعد كافية، فالشركات الصينية يمكنها بسهولة الالتفاف على اللوائح الأميركية، مستغلةً الفجوات القانونية وسلاسل التوريد العالمية، خصوصاً أن شرائح إنفيديا المُهربة، تُباع الآن بهامش ربح يتراوح بين 30 و50 في المئة، ما يعني تحقيق الوسطاء لملايين الدولارات من الأرباح لقاء قيامهم بهذه المهمة.

ويكشف الناطور عن وجود بعض الأفكار الجديدة لمواجهة ظاهرة تهريب رقائق إنفيديا المتطورة، ومنها التوصل إلى طريقة تقنية تسمح لإنفيديا بتتبع مكان كل شريحة مع إمكانية تعطيلها عن بُعد، في حال تبين أنها موجودة في الصين أو في أي دولة محظورة أخرى، حيث يُمكن أن يتم ذلك من خلال دمج برمجية ذكية تكون مهمتها إرسال الموقع الجغرافي والنظام التشغيلي الذي تعمل من خلاله الرقاقة، لافتاً إلى أن هذا الحلّ يبقى أفضل ما يمكن اللجوء إليه، رغم أن الصين قادرة أيضاً على التحايل عليه من خلال تشغيل الشرائح المُهربة في بيئة افتراضية توهم نظام التتبع بأنها موجودة في موقع جغرافي آخر غير محظور، إلا أن تحقيق هذا الأمر دونه عقبات كثيرة.

موقف مُعقّد لإنفيديا

ويشدد الناطور على أن شركة إنفيديا ورئيسها، يواجهون حالياً موقفاً معقداً بسبب عمليات التهريب الجارية وكيفية اختراقهم من قبل أشخاص تُرسلهم الصين، مما يضع الشركة في مواجهة مباشرة مع المخاطر القانونية، ويجعل التزامها بلوائح التصدير الأميركية، محل مراقبة دقيقة من السلطات الفيدرالية، في حين تعتبر الصين أن الحصول على شرائح إنفيديا، قضية حياة أو موت بالنسبة لها، وذلك نظراً لأهمية تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي في تعزيز قدراتها الاقتصادية والعسكرية، ما يجعلها مستعدة لاستخدام جميع الوسائل القانونية وغير القانونية لتأمين هذه الموارد الحيوية.

نرجو ان نكون قد وفقنا في نقل التفاصيل الكاملة الخاصة بخبر لغز Megaspeed: هل وجدت الصين طريقاً سرياً إلى رقائق إنفيديا؟ .. في رعاية الله وحفظة

Advertisements

قد تقرأ أيضا