أخبار عالمية

العشائر الكبيرة في غزة.. من حماية السكان إلى مشروع ”غزة الجديدة“

العشائر الكبيرة في غزة.. من حماية السكان إلى مشروع ”غزة الجديدة“

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث تفاصيل خبر العشائر الكبيرة في غزة.. من حماية السكان إلى مشروع ”غزة الجديدة“ في المقال التالي

أحمد جودة - القاهرة - في ظلّ الحرب المستمرة والحصار الخانق على قطاع غزة، ظهرت في الآونة الأخيرة مجموعات عشائرية كبيرة تُعدّ من الهَـمُلوْة ــ العائلات الممتدة ذات النفوذ الاجتماعي والعسكري كفعّالين محليّين في إدارة الأوضاع الإنسانية. من أبرزها عائلة أبو شباب في رفح، التي أطلقت مبادرات لحماية المساعدات وإنشاء مراكز خدمية، وأُشير إليها بأنها تقود “منطقة غزة الجديدة” داخل ما يُعرف بـ «الخط الأصفر» تحت إشراف جزئي مزدوج.

هذه التطوّرات تعبّر عن تغيّرٍ في المشهد الداخلي لغزة، حيث السلطة الرسمية تفقد حصانتها، وتبرز أذرع محلية لها أدوار تتجاوز الدعم الإغاثي إلى الإدارة الفعلية للمجتمع.

مصطلح “همولة” أو عائلة كبيرة  يُستخدم في السياق الفلسطيني لوصف وحدة اجتماعية ممتدة، غالبًا تنخرط في السياسة أو الأمن أو الاقتصاد المحلي.
العائلات مثل عائلة الدغمش أو عائلة أبو شباب كانت حاضرة تاريخيًا في غزة في أدوار حماية محلية أو مجالات العشائري، لكنها الآن ترى في الفراغ الأمني/الخدمي فرصة لتوسيع تأثيرها.
وفق تقرير من بنيامين نتنياهو، فقد اعترفت إسرائيل بأنها “فعّلت” بعض العشائر الفلسطينية في غزة، بما في ذلك عائلة أبو شباب، كجزء من استراتيجيتها ضد حماس.
كذلك، خبر من رويترز ذكر أن العشائر المسلحة تتحدّث عن تأسيس “إدارات شعبية” في رفح ومناطق جنوبية في غزة، عبر العشائر التي تدعو سكان المنطقة للانضمام إلى لجان محلية تقدم خدمات بديلة.

1. مراكز إنسانية وخدمية
تمّ تصوير عائلة أبو شباب في رفح وهي تُعلن عن مدرسة ومركز طبي لتقديم خدمات للنازحين، خلال أغسطس 2025، في منطقة شرق رفح تُسيطر عليها إسرائيل جزئيًا.

وفق تقرير من ويكيبيديا، فإن Gaza Humanitarian Foundation بدأت توزيع المساعدات في مايو 2025 عبر مراكز في رفح ودّعت بأنها “تحلّ محلّ بعض نقاط الأمم المتحدة”. يُذكر أن أحد هذه المراكز تعمل في منطقة تحت النفوذ العشائري المحلي.

2. إعلان “منطقة غزة الجديدة” داخل الخط الأصفر
التقرير الأخير من JVP Health Advisory Council قال إن إسرائيل تحتفظ بـ “الغابة الصفراء” (Yellow Line) وهي المنطقة التي تسيطر عليها بدرجة ما وأن العشائر هناك بدأت تدير مناطق “غزة الجديدة”.

في ها الإطار، تمّ تداول أن هذه العشائر بدأت بإطلاق مشاريع مدنية: بنية تحتية، مدارس، كهرباء، مياه، لصالح النازحين في تلك المنطقة، وحاولت تسويق نفسها كبديل محلي للحكومة أو حركة حماس.

لماذا هذا التحوّل؟ دوافع وتأثيرات

دوافع منها فراغ الخدمات: مع انشغال حماس بالحرب والقيادة والسيطرة، ظهرت فجوة في الخدمات (غذاء، ماء، كهرباء، تعليم) وجَّهت السكان نحو البدائل.

ضعف السيطرة المركزية: التقارير تقول إن سيطرة حماس تراجعت داخل بعض المناطق، مما أتاح للعشائر أن تستلم دور الحماية أو الإدارة المحلية.

دعم خارجي أو مراقبة إسرائيلية: بعض المصادر تقول إن إسرائيل سمحت أو هيّأت لبعض العشائر بالعمل في المناطق التي تحت نفوذها كجزء من إعادة ترتيب مشهد غزة ما بعد الحرب.

تأثيرات منها إعادة رسم السلطة المحلية: السلطة لم تعد فقط بيد حماس أو السلطة الفلسطينية، بل تظهر هياكل محلية بطابع عشائري/مدني جديد.

تحدٍّ لهيبة حماس: ظهور هذه العائلات كمقدّمي خدمات أو asـبديل يعكس أن شرعية حماس تتعرض للاهتزاز.

مخاطر الانقسام والفساد: بعض التقارير تتحدّث عن أن هذه العشائر متورّطة أيضًا بعمليات فساد أو السطو على المساعدات، ما يثير تساؤلات حول نوع البديل الذي تُقدّمه.

العائلات الكبيرة أو الهَّمُلوْة في غزة، كعائلة أبو شباب، تبدو اليوم في مركز الحدث ليس فقط باعتبارها «حماة» أو «مقدمين خدمات»، بل كمنافسين فعليين للهيمنة التقليدية. “منطقة غزة الجديدة” التي يتداولها الإعلام، تبدو صورتها الرمزية لمحاولة إدارة محلية مستقلة جزئيًا عن حماس والنظام السابق.

لكن قوة البديل تقاس ليس فقط بخدماته، بل بمشروعيته وشفافيته واستدامته. في غزة التي انهكتها الحرب والحصار، ليس المطلوب فقط من يُقدم المساعدة، بل من يُؤهل المؤسسات ويضع قواعد لعب واضحة تضمن الحماية والكرامة والمساءلة.

إذا تمكّنت هذه العائلات من أن تتحوّل من أفراد نفوذ إلى شبكات خدمة مجتمعية قائمة على المشاركة، فقد يكون ذلك بداية تحول حقيقي. وإلا، فقد تتحوّل إلى نسخة محلية من النفوذ ذاته — مع تغيير الاسم فقط.

Advertisements

قد تقرأ أيضا