أخبار عالمية

العالم اليوم - بقع دماء أم ماشية حول بركة ماء.. ما حقيقة ما حدث في الفاشر؟

العالم اليوم - بقع دماء أم ماشية حول بركة ماء.. ما حقيقة ما حدث في الفاشر؟

انتم الان تتابعون خبر بقع دماء أم ماشية حول بركة ماء.. ما حقيقة ما حدث في الفاشر؟ من قسم اخبار العالم والان نترككم مع التفاصيل الكاملة

شهد محمد - ابوظبي في الأحد 9 نوفمبر 2025 02:21 مساءً - كشف تحقيقات وتقارير إعلامية أوروبية عن اتساع نطاق التضليل المصاحب للأحداث الجارية في الفاشر، بعد سيطرة قوات الدعم السريع على المدينة، حيث تبين أن عدداً من الصور ومقاطع الفيديو التي تم تداولها، بما في ذلك ما قيل إنها "مواقع مقابر جماعية" مرصودة عبر الأقمار الصناعية، كانت في الواقع محتوى مضلل تم توظيفه بشكل سياسي وإعلامي واسع.

في إحدى أبرز الأمثلة التي أثارت جدلا واسعا، تداول مستخدمون لقطة شاشة من منصة Google Earth قيل إنها تظهر موقع مجزرة في منطقة كوميا بالسودان. لكن وفقاً لمحللي صور الأقمار الصناعية، فإن الصورة قديمة وتعود إلى عامي 2022 و2024، كما أنها لا تظهر جثثاً أو دماء، بل ماشية تتجمع حول برك مياه.

كيف بدأت القصة؟

• وفقاً لمنصة سنوبس للتحقق من الأخبار، ففي أوائل نوفمبر 2025، بدأت صورة من Google Earth في الانتشار على وسائل التواصل الاجتماعي، زُعم أنها تظهر أكواماً من الجثث البشرية ملقاة في برك من الدماء في كوميا بالسودان.

• أحد المنشورات (المؤرشف) التي تضمنت الصورة، والتي شوهدت ملايين المرات على منصة X، كان يحمل التعليق: "هذه أكثر صورة مزعجة على جوجل إيرث على الإطلاق... تحدثوا عن الإبادة الجماعية في السودان." (مستخدم X: @undsupermegahot).

• انتشرت الصورة على العديد من منصات التواصل الاجتماعي، مثل Reddit وFacebook وThreads، وغالباً ما تم تأطيرها كدليل على الفظائع المستمرة في الحرب الأهلية في السودان.

• كانت الصورة متاحة بالفعل على Google Earth، لكن الادعاء حول ما صورته كان غير دقيق. صورة القمر الصناعي، التي تُظهر منطقة في كوميا، السودان، تُصوّر في الواقع ماشية متجمعة حول حفرة سقاية — وليست ضحايا مذبحة.

• المساحة نفسها مرئية أيضاً على خرائط Apple، على الرغم من أن المنصة لا تشير إلى متى التُقطت الصورة. في هذا الإصدار، يمكن التعرف على الأشكال بوضوح على أنها حيوانات وليست جثثاً بشرية.

إجماع الخبراء

وبينما لا يوجد تأكيد بشكل مستقل من نوع الحيوانات المحددة التي تظهر في صورة القمر الصناعي، تشير الأدلة المتاحة بقوة، وفق إجماع من الخبراء، إلى أنها ماشية متجمعة بالقرب من موقع سقاية.

توصل فريق التحقق في هيئة الإذاعة البريطانية (BBC) إلى نفس النتيجة بعد تحليل الصورة، واصفاً إياها بأنها "تزعم بالخطأ أنها دليل على عمليات قتل جماعي في السودان" موضحاً أنها "تُظهر في الواقع أبقاراً أو حيوانات أخرى في حفرة سقاية."

وأضاف المقال أن الأجسام الصغيرة المرئية على الأرض تلقي بظلال في نفس اتجاه الهياكل القريبة، مما يشير إلى أن الأشكال تقف منتصبة على أربعة أرجل، وليست مستلقية بشكل مسطح كالجثث البشرية.

وأكد ناثانيال رايموند، مدير مختبر ييل للأبحاث الإنسانية، لهيئة الإذاعة البريطانية، أن الصورة تُظهر أبقاراً وليست أشخاصاً.

وعلق بنيامين ستريك، محلل المصادر المفتوحة ومدير التحقيقات في مركز المرونة للمعلومات، على الادعاء، مؤكداً أنه في حين أن هناك أدلة حقيقية لصور الأقمار الصناعية على الفظائع في السودان، فإن هذه الصورة بالذات أُسيء تمثيلها: "هناك الكثير من الصور ومقاطع الفيديو المروعة وحتى صور الأقمار الصناعية التي يمكنك استخدامها لإظهار الفظائع التي تحدث في السودان. لكن هذه حفرة سقاية وتلك حيوانات. لاحظ أنها كانت موجودة أيضاً في مارس 2022."

كما شدد ستريك، متحدثاً إلى فرانس 24، على الحاجة إلى إعادة صياغة صور الأقمار الصناعية هذه بعناصر واقعية أخرى:

"نحن لا نستخلص استنتاجاتنا فقط من صور الأقمار الصناعية... من المهم مراعاة ما هو كاشف في صور الأقمار الصناعية، وما يمكن استنتاجه منها. لا يمكننا حقاً التمييز بين الإبادة الجماعية من صور الأقمار الصناعية وحدها، وبالتالي يجب أخذ مجموعة من العوامل في الاعتبار."

فخ التضليل

ورغم هذا، وقعت قنوات فضائية ومواقع إخبارية وشخصيات مؤثرة في فخ التضليل، وبثت مقاطع وصوراً على أنها توثيق لجرائم حديثة، ما ضاعف تأثير المعلومة الخاطئة على الرأي العام المحلي والدولي.

وبحسب ما نقلته "دويتشه فيله" عن الباحث في النزاعات غيريت كورتز، فإن جزءاً كبيراً من التضليل الصادر من السودان موجّه للعالم الخارجي، حيث تتداخل مصالح دول عدة في بلد يتمتع بموقع استراتيجي.

ولا يزال غير واضح الطرف المسؤول عن هذا الحجم من الفبركة، لكن تقريراً نشرته "يوراسيا" أشار إلى أن قوات الجيش والمجموعات المتحالفة معها عملت قبل انسحابها من الفاشر على "إخفاء هزيمتها بغطاء من الخداع والتضليل."

ويقول محمد المختار، المتخصص في مكافحة التضليل وتدقيق المعلومات، إن هناك بالفعل انتهاكات طالت المدنيين، لكن جزءاً كبيراً من المواد المنتشرة على المنصات كان "مفبركاً بشكل ممنهج"، بهدف توجيه الغضب وصناعة روايات بديلة.

ويؤكد أن غرف الدعاية السياسية والحربية وشبكات التضليل كثفت من ضخ محتوى مضلل لخلق وصف جديد للصراع، وتحويله من حرب داخلية إلى صورة "عدوان خارجي".

وتطرح هذه الوقائع أسئلة حول دور الجيش والقوات المتحالفة معه في صناعة هذا المحتوى، خصوصاً أن أغلب المواد المفبركة ظهرت فور سقوط الفاشر، ما دفع محللين مثل جيمس ويلسون من "يوراسيا" إلى التساؤل عمّا إذا كانت بعض الأطراف أرادت استباق الرواية الرسمية وإعادة تشكيلها.

ويرى مراقبون أن السبب يعود إلى رمزية الفاشر وتأثيرها المعنوي على القوات المسلحة السودانية، وأن سقوط المدينة — بعد 18 شهراً من الحصار — شكل ضربة عسكرية وسياسية ومعنوية كبيرة. ويقول الباحث برافين أونديتي من معهد هورن إن سقوط الفاشر كان "هزيمة رمزية كارثية" للجيش، وهو ما يفسر الحاجة لجهد إعلامي مضاد حاول تغطية حجم الصدمة.

نرجو ان نكون قد وفقنا في نقل التفاصيل الكاملة الخاصة بخبر بقع دماء أم ماشية حول بركة ماء.. ما حقيقة ما حدث في الفاشر؟ .. في رعاية الله وحفظة

Advertisements

قد تقرأ أيضا