الرياض - كتبت رنا صلاح - أطلق الرئيس الأميركي دونالد ترامب استراتيجية أمن قومي جديدة وُصفت بأنها مانيفستو يطيح بالنهج التقليدي في السياسة الخارجية الأميركية، ويؤسس لعقيدة مختلفة جذريًا عن الإدارات السابقة.
استراتيجية ترامب: القبة الذهبية تعدّل موازين العالم
الاستراتيجية، التي أعلن عنها البيت الأبيض ونُشرت تفاصيلها الجمعة، تقوم على الشفافية المباشرة في التعامل مع الحلفاء والخصوم، بعيدًا عن البيروقراطية، حيث تُمارس السياسة عبر رجال أعمال مقربين من الرئيس، ويُقاس النجاح بقيمة الاستثمارات بعد انتهاء الحروب.
وتشير الوثيقة إلى أن الأولوية الأولى هي الداخل الأميركي والمحيط المباشر، تليها آسيا، فيما يتأرجح المركز الثالث بين الشرق الأوسط وأوروبا، في ما يشبه تعديلات ترمب على عقيدة مونرو (1823).
أبرز ملامح الاستراتيجية:
القبة الذهبية: مشروع يركز على حماية الداخل الأميركي، ويعكس نزعة انطوائية.
الناتو وأوروبا: الاستراتيجية لا تعتبر روسيا تهديدًا مباشرًا، ما يثير تساؤلات حول مستقبل الحلف الأطلسي، خاصة مع احتمال تقليص أو سحب القوات الأميركية المنتشرة في أوروبا.
الصين: رغم عدم ذكرها مباشرة، تُعتبر التحدي الأكبر، مع التركيز على "خط الجزر الأول" في بحر الصين الجنوبي والحفاظ على إمكانية الدفاع عن تايوان.
مبدأ الإكراه: اعتماد التهديد بالقوة العسكرية لتحقيق مكاسب اقتصادية، دون خطوط حمراء واضحة، حتى لو كان ذلك يعني التخلي عن الحلفاء إذا كانت الصفقة مربحة.
التحولات التاريخية:
الوثيقة تُقارن بين مراحل سابقة من الاستراتيجية الأميركية:
الحرب الباردة حيث كانت أوروبا المسرح الأساسي ضد الاتحاد السوفياتي.
مرحلة ما بعد سقوط الاتحاد السوفياتي التي كرّست النظام الأحادي بقيادة واشنطن.
أحداث 11 سبتمبر التي جعلت الشرق الأوسط أولوية أولى.
"المحور نحو آسيا" في عهد أوباما الذي وضع الصين في المركز الأول.
الحرب على أوكرانيا التي أعادت أوروبا إلى الصدارة في عهد بايدن.
الاستراتيجية الجديدة التي يطرحها ترامب تُوصف بأنها حدث "البجعة السوداء"، إذ تقلب كل ما كان قائمًا وتؤسس لقواعد جديدة في النظام العالمي، مع احتمالات إعادة تموضع القوات الأميركية عالميًا، وتغييرات كبرى في الثقافة الاستراتيجية والمؤسسات العسكرية والسياسية.
