نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث تفاصيل خبر الموسيقى والتعليم.. حين يصبح الإبداع جزءًا من بناء الإنسان في المقال التالي
أحمد جودة - القاهرة - أشار الدكتور رضا حجازي، وزير التربية والتعليم السابق ورئيس جامعة الريادة، إلى أن تعليم الموسيقى للأطفال ليس ترفًا كما يتصوّر البعض، بل هو تجربة تعليمية متكاملة تُسهم في بناء شخصية الطفل وتنمية قدراته العقلية والعاطفية على حد سواء.
وأوضح «حجازي» أنه اطلع مؤخرًا على بحث صادر عن معهد MIT الأمريكي، أحد أهم المؤسسات البحثية في العالم، تناول التأثير العلمي والنفسي لتعليم الموسيقى على الأطفال، حيث أثبت أن هذا النوع من التعليم يُنشّط نصفي الدماغ معًا؛ الأيسر المسؤول عن التحليل والمنطق، والأيمن المسؤول عن الإبداع والعاطفة، بما يُحدث توازنًا معرفيًا وعاطفيًا فريدًا في تكوين الطفل.
وأكد رئيس جامعة الريادة أن الموسيقى تُمثّل مدخلًا تربويًا مهمًا لتحسين مهارات اللغة والنطق وتقوية الذاكرة والتركيز، فضلًا عن دورها في تنمية الصبر والانضباط والثقة بالنفس، مشيرًا إلى أنها تمنح الطفل وسيلة راقية للتعبير عن مشاعره والتواصل مع العالم من حوله.
وأضاف أن الفنون بجميع أنواعها، مثل الموسيقى والرسم والمسرح والرياضة، ليست مجرد أنشطة جانبية، وإنما هي جزء لا يتجزأ من العملية التعليمية، موضحًا أن الطفل حين يجد في نفسه موهبة تُثمر، يزداد حبًّا للتعلّم ويقبل على المعرفة بشغف، لأنه يرى في التعليم وسيلة لاكتشاف ذاته وليس مجرد التزام يؤديه.
ولفت «حجازي» إلى أن التعليم الحقيقي لا يقوم فقط على نقل المعرفة، بل على إيقاظ الفضول وإطلاق الخيال وتنمية الحس الجمالي، مشددًا على أن المناهج التي تُغفل الفنون تضعف من تكوين الطالب المتكامل الذي يجمع بين التفكير العلمي والذوق الإبداعي.
وأشار إلى أن هناك مثلًا إنجليزيًا يقول: «يمكنك أن تقود الحصان إلى الماء، لكنك لا تستطيع أن تجبره على الشرب»، موضحًا أن هذا المثل ينطبق تمامًا على التعليم، فالمعلم يستطيع أن يقدّم المعرفة، لكنه لا يستطيع أن يجعل الطالب يتعلّم إلا إذا وجد في داخله الدافع والرغبة.
وأكد رئيس جامعة الريادة أن الأنشطة التربوية يجب أن تكون ركيزة أساسية داخل المدارس والجامعات، لأنها تُسهم في تكوين الشخصية المتوازنة، وتدعم قيم العمل الجماعي والانضباط والإبداع. وأشار إلى أن جامعة الريادة تولي اهتمامًا خاصًا بهذه الجوانب، من خلال برامجها التي تمزج بين الدراسة الأكاديمية والأنشطة الثقافية والفنية والرياضية.
وأضاف «حجازي» أن تطوير التعليم في مصر يتطلب إعادة النظر في فلسفة العملية التعليمية نفسها، بحيث ننتقل من التلقين إلى التفكير، ومن حفظ المعلومة إلى اكتشاف المعنى، ومن التركيز على الدرجات إلى بناء الإنسان.
واختتم قائلًا:
«العلم لا يدخل قلبًا مغلقًا، ولا يُثمر في أرضٍ لم تُروَ بالفضول، وحين نزرع في أطفالنا حبّ الجمال والمعرفة معًا، فإننا نضع الأساس لبناء إنسانٍ مبدعٍ قادرٍ على الإضافة والعطاء والمشاركة في صنع مستقبل وطنه».
