الرياض - كتبت رنا صلاح - مضغ العلكة عادة شائعة بين الكبار والصغار، فهي تمنح الفم رائحة منعشة، وتُساعد البعض على تخفيف التوتر أو التخلص من الملل. لكن، خلف هذا الطقس البسيط يختبئ جانب آخر أقل شهرة: مضغ العلكة لفترات طويلة قد يترك آثارًا سلبية على صحة المعدة والأسنان وحتى على الجهاز العصبي.
«مفاجأة صادمة لعشاق العلكة!».. دقيقة زيادة في المضغ ممكن تسبب مشاكل هضمية وأسنانك تدفع الثمن!
الدكتورة يلينا مارتينوفا، طبيبة الأسنان الروسية الشهيرة، حذّرت في تصريحاتها من مخاطر الإكثار من مضغ العلكة، مؤكدة أن مدة المضغ لا يجب أن تتجاوز 3 دقائق يوميًا لتفادي عواقب قد لا يتوقعها الكثيرون.
ما الذي يحدث عند مضغ العلكة طويلاً؟
عند البدء في المضغ، يستقبل الدماغ إشارات خاطئة تفيد بوجود طعام يدخل إلى الفم. ونتيجة لذلك، تبدأ المعدة في إفراز حمض الهيدروكلوريك والعصارة الهضمية استعدادًا لعملية هضمية لا تحدث في الواقع.
إذا استمرت هذه العادة يوميًا، فإن الجسم يتعرض لخلل في وظائفه الطبيعية، مما قد يؤدي إلى:
- التهاب جدار المعدة وتآكله تدريجيًا.
- زيادة الحموضة والشعور بحرقة في المريء.
- اضطرابات هضمية متكررة وانتفاخات.
- تأثير سلبي على الأسنان مع مرور الوقت، قد يصل إلى سوء الإطباق أو انحراف الأسنان.
مخاطر العلكة المحلاة بالسكر
- الخطر الأكبر يكمن في الأنواع المحلاة بالسكر، إذ تعمل على:
- تغذية البكتيريا المسببة لتسوس الأسنان.
- خلل في توازن البكتيريا الطبيعية داخل الفم.
- زيادة احتمالية الإصابة بالتهاب اللثة ومشكلات الفم المزمنة.
الصداع والحساسية
- الإفراط في المضغ يُجهد عضلات الفك، ما قد يؤدي إلى الصداع النصفي أو زيادة شدته لدى المصابين به.
- بعض الأشخاص قد يعانون من رد فعل تحسسي تجاه الألوان والأصباغ والنكهات الصناعية التي تدخل في تركيب العلكة.
البدائل والنصائح
- في حال عدم القدرة على الاستغناء عن العلكة، يُفضل اختيار الأنواع الخالية من السكر أو التي تحتوي على مادة الزيليتول، مع استخدامها لفترات قصيرة فقط.
- لا يجب الاعتماد على العلكة كبديل لنظافة الفم، بل يظل الأساس هو تنظيف الأسنان بالفرشاة والمعجون مرتين يوميًا مع استخدام الخيط الطبي.
- تجنب مضغ العلكة على معدة فارغة تمامًا، لتفادي زيادة إفراز الأحماض الهضمية.
الخلاصة
رغم أن مضغ العلكة قد يبدو عادة بسيطة تمنحك نفسًا منعشًا أو وسيلة سريعة للتخلص من التوتر، إلا أن الاستمرار فيها لفترات طويلة، خاصة مع الأنواع السكرية، يفتح الباب لمشكلات صحية تتراوح بين التهاب المعدة وتسوس الأسنان والصداع النصفي. الاعتدال هو الحل، فلا مانع من مضغ العلكة بين الحين والآخر، لكن تذكّر أن الدقائق الثلاثة قد تكون الحد الفاصل بين عادة ممتعة وعادة مضرّة.