الرياض - كتبت رنا صلاح - يُلقي الشيخ الدكتور صالح بن عبدالله بن حميد، إمام وخطيب المسجد الحرام، اليوم خطبة يوم عرفة من مسجد نمرة، وذلك تنفيذاً للتوجيهات الملكية التي أعلن عنها الشيخ الدكتور عبدالرحمن السديس، الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي. وبذلك يكون الشيخ ابن حميد هو الخطيب السادس عشر الذي يتولى هذه المهمة الجليلة خلال العهد السعودي، مضيفاً اسمه إلى قائمة من العلماء الذين ألقوا هذه الخطبة الكبرى في يوم مشهود للمسلمين على مستوى العالم.
السعودية تعلن اسم الخطيب السادس عشر لخطبة يوم عرفة اليوم
يعد الشيخ صالح بن حميد واحدًا من أبرز الشخصيات الدينية والأكاديمية في المملكة العربية السعودية؛ فهو عضو في هيئة كبار العلماء، وداعية وخطيب معروف، كما يشغل منصب أستاذ جامعي. امتدت مسيرته في العمل العام إلى عدة مناصب قيادية، حيث تولّى رئاسة مجلس الشورى السعودي من عام 2002 إلى حين تعيينه رئيساً للمجلس الأعلى للقضاء في عام 2009، ثم كُلِّف لاحقاً بمهمة مستشار بالديوان الملكي عام 2012. وخلال مشواره العلمي والدعوي، نال الشيخ ابن حميد تقديراً دولياً بمنحه جائزة الملك فيصل العالمية لخدمة الإسلام سنة 2016، تقديرًا لإسهاماته البارزة في خدمة الدين والمجتمع.
وقد استعد مسجد نمرة، الذي يُعد معلماً بارزاً في منطقة عرفات، لاستقبال قرابة مليون ونصف حاج هذا اليوم، حيث يجتمع ضيوف الرحمن للاستماع إلى خطبة عرفة والتي تُعتبر من أهم الأحداث الدينية في موسم الحج، وتشكل محطة روحانية مركزية للحجاج. وفي إطار الجهود الحثيثة لخدمة الحجاج وتسهيل أداء مناسكهم، كشفت الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي عن توفير خطبة عرفة مترجمة إلى 35 لغة مختلفة هذا العام. وتعد هذه الخطوة امتداداً للمبادرات الرامية إلى تمكين أكبر عدد ممكن من الحجاج من تَلَقّي معاني الخطبة بلغاتهم الأم، بما يسهم في زيادة الفهم والتواصل مع مضامينها الروحانية والشرعية.
تهدف خدمات الترجمة الفورية إلى إيصال رسالة الخطبة ومقاصدها الدينية لحوالي خمسة ملايين مستفيد، بين حاج ومُتابع عبر البث الحي والمنصات الرقمية، مساهمةً في تقريب مفاهيم الإسلام السمحة وتعزيز وحدة المسلمين حول العالم. وثمّنت الرئاسة جهود الكوادر الوطنية والتقنية، التي سخّرت خبراتها وإمكاناتها لترجمة الخطبة بشكل مباشر ونقلها عبر مختلف الوسائل التقنية الحديثة لضمان وصولها إلى أكبر شريحة من الحجاج والجمهور حول العالم.
ويُذكر أن يوم عرفة يشكّل الركن الأهم بين مناسك الحج، إذ يقف الحجاج في صعيد عرفات للدعاء والتضرع طيلة اليوم، ويُعد الاستماع إلى الخطبة فرصة لتعزيز المعاني الإيمانية والتذكير بأحكام الدين وقيمه الوسطية. ومن المتوقع أن تتناول خطبة هذا العام موضوعات دينية واجتماعية تهم جميع المسلمين، مركزةً على قيم الرحمة والتلاحم والامتثال لتعاليم الإسلام النبيلة.
بهذه الجهود المتواصلة، تواصل المملكة العربية السعودية تطوير خدماتها لضيوف الرحمن كل عام، مؤكدة ريادتها في رعاية شؤون الحرمين الشريفين، وضمان أداء المناسك في أجواء من الطمأنينة والرعاية الشاملة.
