أكدت الإدارة العامة للمرور السعودية أهمية سلوك بسيط في مظهره، عميق في أثره، ألا وهو الالتزام بأقصى الجانب الأيمن من الطريق في حالات محددة ومهمة ورغم بساطة هذا التصرف، فإنه يُعد أحد الركائز الجوهرية في بناء منظومة مرور آمنة ومنظمة، تسهم في الحد من الحوادث، وتُسهل انسيابية حركة المركبات، وتحمي الأرواح والممتلكات نفتزر بناء على ما تم الاعلان عنه رسميا من الجهات المختصة .
لماذا الجانب الأيمن؟
الرياض - كتبت رنا صلاح - في كل شبكة طرقية، هناك قوانين غير قابلة للتفاوض أحد هذه القوانين يتعلّق بمكان وجود المركبة على الطريق، خاصة عندما تكون في حالة حركة بطيئة، أو تستعد للانعطاف، أو تواجه ظروفًا خاصة تؤثر على مستوى السيطرة والرؤية.
تحذير عاجل من المرور .. 5 مواقف إلزامية قد تكلفك غرامة فورية إن لم تلتزم بأقصى اليمين
عندما تسير المركبة على الجانب الأيسر بينما سرعتها أقل من المسموح به، فإنها تعيق حركة المرور وتشكل خطرًا حقيقيًا، خاصة على المركبات التي تحاول التجاوز بسرعة أعلى أما الالتزام باليمين، فيُتيح لمركبات التجاوز مساحة مناسبة وآمنة للحركة، دون الحاجة إلى مناورات خطرة قد تؤدي إلى حوادث مروعة.
متى يجب الالتزام بالجانب الأيمن؟
الإدارة العامة للمرور حدّدت بوضوح مجموعة من الحالات التي يُعد فيها الالتزام بالجانب الأيمن إلزاميًا، وهي:
- عند الانعطاف إلى طريق آخر على اليمين: وهنا تكون أهمية المسار الأيمن واضحة وبديهية، لتفادي أي التباس مع السائقين الآخرين أو تغيير مفاجئ في المسارات قد يؤدي إلى اصطدام.
- في حالة السير بسرعة أقل من السرعة القصوى: بعض السائقين يفضلون القيادة بسرعة أقل لأسباب شخصية أو ظروف المركبة، وهؤلاء يجب عليهم الالتزام باليمين، حتى لا يعيقوا حركة السيارات الأسرع.
- عند وجود مركبة أخرى في وضعية التجاوز: في مثل هذه الحالات، يضمن الالتزام باليمين إتاحة المجال للمركبة المتجاوزة لتمر بسلام، دون إجبارها على الدخول في مخاطرة على الطريق.
- في الظروف المناخية السيئة أو ضعف الرؤية: الضباب، الغبار، الأمطار الغزيرة، أو حتى عوائق الرؤية بسبب تصميم الطريق، كلها عوامل تستوجب الحذر، والتزام الجانب الأيمن لتقليل احتمال التصادم.
- في الطرق التي تشهد قدوم مركبات من الاتجاه المعاكس: هنا، يصبح اليمين هو خط الدفاع الأول ضد الاصطدام، خاصة في الطرق ذات الاتجاهين أو الطرق الريفية الضيقة.
ثقافة مرورية أم التزام قانوني؟
البعض يتعامل مع الالتزام بالمسارات كما لو أنه مسألة اختيارية، بينما هو في الحقيقة سلوك حضاري قبل أن يكون واجبًا قانونيًا الطرق ليست ملكًا لأحد، وكل سائق يملك نفس الحق في استخدامها ولكن هذا الحق لا يُمارس إلا تحت مظلة النظام، واحترام الآخرين.
ما تطرحه الإدارة العامة للمرور ليس فقط تعليمات تقنية أو لوائح جامدة، بل هي محاولة لصياغة ثقافة مرورية قائمة على الاحترام والتعاون فالقيادة ليست مجرد تحريك لعجلات، بل مسؤولية أخلاقية واجتماعية تتعلق بسلامتك وسلامة الآخرين.