الرياض - كتبت رنا صلاح - في زمن أصبحت فيه المعلومة تنتقل بلمح البصر، لم يعد انتشار الشائعات أمرًا مستغربًا . وفي ظل الاعتماد المتزايد على وسائل التواصل الاجتماعي كمصدر أساسي للأخبار، تكثر الأقاويل وتضيع الحقيقة في زحام المنشورات والتغريدات. آخر ما تم تداوله بشكل واسع خلال الأيام الماضية كان خبرًا مثيرًا للقلق لدى آلاف المقيمين في المملكة العربية السعودية: "إلغاء تأشيرة الزيارة العائلية المتعددة أو تقليص مدتها إلى أقل من 90 يومًا" انكدط بناء على ما تم الاعلان عنه رسميا من الجهات المختصة .
السعودية تحسم الجدل: لا إلغاء لتأشيرة الزيارة العائلية المتعددة والتجديد متاح عبر أبشر
- أوضحت المديرية العامة للجوازات أن جميع الأخبار التي تم تداولها حول إلغاء تأشيرة الزيارة العائلية المتعددة، أو تقليص مدتها، لا أساس لها من الصحة. وأكدت أن هذه التأشيرة لا تزال سارية وتعمل وفق الأنظمة المعتمدة، ولم يطرأ عليها أي تغيير رسمي.
- المعلومة الحاسمة التي شددت عليها الجوازات هي أن أي تغيير يخص أنظمة التأشيرات لا يمكن أن يتم بشكل مفاجئ أو عبر "مصادر مجهولة"، بل لا يتم إلا من خلال إعلان رسمي صادر عن وزارة الداخلية أو وزارة الخارجية السعودية.
- هذا التوضيح جاء في وقته، خصوصًا مع تنامي القلق لدى المقيمين الذين يعتمدون على تأشيرة الزيارة العائلية المتعددة لجمع شمل أسرهم لفترات منتظمة، خاصة من لا تسمح لهم ظروفهم المالية أو النظامية بالحصول على إقامة دائمة لعائلاتهم.
الزيارة العائلية المتعددة: شريان مهم للعائلات
- من يعرف واقع المقيمين في المملكة يدرك تمامًا أهمية تأشيرة الزيارة العائلية المتعددة، والتي تمكّن المقيم من استضافة أفراد أسرته لفترة تصل إلى 90 يومًا قابلة للتمديد، ضمن شروط محددة.
- هذه التأشيرة ليست مجرد إجراء إداري، بل هي حل إنساني وتنظيمي يساعد على تقليل الفجوة الأسرية التي قد تتسبب بها الغربة الطويلة. كما أنها خيار عملي للكثير من العائلات التي ترغب في البقاء معًا لفترات محددة دون اللجوء إلى تعقيدات الإقامة الدائمة أو الرسوم المرتفعة.
- لذلك، لم يكن مستغربًا أن تثير الشائعات الأخيرة موجة من القلق والتساؤلات، وأن تضطر الجهات الرسمية للتدخل لنفيها.
الشائعات.. ومخاطر الانتشار السريع
- أشارت الجوازات في بيانها إلى أن ما تم تداوله عبر بعض الحسابات والمنصات الإلكترونية يفتقر إلى المصداقية، وحذرت من مخاطر تناقل الأخبار دون تحقق.
- الشائعات في هذا النوع من المواضيع لا تضر فقط بالمستفيدين من الخدمة، بل تُربك المشهد بأكمله، وتخلق حالة من البلبلة لا داعي لها. والنتيجة؟ طوابير في مكاتب الجوازات، استفسارات لا تتوقف، وربما تأجيل لخطط السفر أو زيارة الأهل.
- الأخطر من ذلك أن الشائعات تقوض الثقة بين المواطن أو المقيم والجهات الحكومية. وهذه الثقة ضرورية اليوم أكثر من أي وقت مضى، خاصة في ظل التحديثات المستمرة والتحول الرقمي الذي تنتهجه المملكة.
التأكيد على المنصات الرسمية
- أعادت الجوازات التذكير بأن المنصات الرسمية – مثل حسابها على منصة "X" (تويتر سابقًا)، والموقع الإلكتروني، ومنصة "أبشر" – هي المصادر الوحيدة التي يجب الرجوع إليها للحصول على معلومات دقيقة.
- أي تحديث على الأنظمة، أو تعديل في شروط أو مدّة التأشيرات، يُعلن عنه بوضوح وبشكل رسمي. أما ما عدا ذلك، فلا يستحق التوقف عنده، ولا يجوز تداوله تحت أي ذريعة.