الرياضة

المرأة العمانية بين الميادين الرياضية والذكاء الاصطناعي

المرأة العمانية بين الميادين الرياضية والذكاء الاصطناعي

مع احتفالها بيومها

المنافسة فـي صناعة المعرفة وتعزيز الابتكار.. ونادي المرأة مختبر للعلوم.. ودراسات علمية وجوائز بحثية

كتبت ـ زينب الزدجالية:

تبحر المرأة العمانية عبر فضاءات الابتكار والتعزيز العملي بتوظيفها خصائص الذكاء الاصطناعي في القطاع الرياضي، فقد عملت بجهد خلال العامين السابقين في هذا المجال بشكل احترافي حتى تخرج بالصورة المثالية بتوظيفها للتقنية وربطها بشكل صحيح بالممارسة الرياضية، فهي ليست رياضية تقليدية بل اصبحت الآن تساهم في التطوير الرياضي عبر فكرها وإنجازاتها المبتكرة مستخدما الادوات الناشئة، ولن تقف عند حد الممارسة بل تعدت ذلك الى ان تضع بصمتها وتنجز وتساهم في قطاع الابتكار والبحث العلمي وبناء قاعدة لرياضة ذكية تعمل على رفع كفاءة الاداء الرياضي النسائي .

فعطاؤها يتجدد في كل يوم في المجالات المختلفة وأصبحت شريكة في تصميم المنظومة الاستراتيجية الرياضية عبر توظيف الأسس المدروسة والمثبتة علمياً من اجل مستقبل رياضي أفضل، تحولها من رياضة تقليد إلى رياضة عصرية وصناعة داعمة ورافدة للاقتصاد الوطني، حتى تجعل منها بيئة خصبة للاستضافات الدولية . حيث اصبحت الرياضة ميدانا رحبا للشباب للابتكار لما تزخر به من علوم بحاجة إلى دراسة وتوظيف التقنيات الناشئة للحصول على افضل النتائج التي تسهم تحقيق أعلى معايير الممارسة، تتجلى فيها صورة النهضة المتقدمة والمتجددة صور العطاء والإبداع في كل المجالات، ومن بينها المجال الرياضي الذي لم يعد مجرد ممارسة بدنية، بل أصبح ساحة رحبة للبحث والابتكار. ومع تطور العلوم الرياضية والتكنولوجيا، برزت المرأة العُمانية بدور فاعل في تطوير منظومة الرياضة الوطنية، من خلال الأبحاث العلمية، والمبادرات الابتكارية، والمشاريع التي تربط الرياضة بالصحة والتعليم والبيئة.

علم النفس الرياضي والذكاء الاصطناعي

غطت البحوث العلمية العديد من الجوانب المتعلقة بالرياضة فلم تقتصر على الأداء الحركي والفني وغيرها من الأمور، ولكنها تطورت لتشمل الجوانب السيكولوجية (النفسية) والعوامل الطبية المرتبطة بالرياضة، فبرزت الباحثات في الطب الرياضي والجيني وغيرها من العلوم المتعلقة بالاداء الرياضي التي لها دور كبير في تقدم الرياضة العمانية .

فقد برزت مؤخراً الباحثة مروة بنت لافي الهنائية من خلال مشاركتها في بحثها العلمي الذي أصدر في كتاب «علم النفس الرياضي والذكاء الاصطناعي» والتي ربطت فيه بين الطب الرياضي والذكاء الاصطناعي، حيث يعتبر من احدث البحوث التي قدمت في قطاع الطب الرياضي والذي يعد بحثا غنيا وثريا في مجال البحوث المرتبطة في التقنية، حيث سلط الكتاب الضوء على علم النفس الرياضي في كيفية استخدام الألعاب الرياضية والنماذج النفسية لفهم السلوك الإنساني والعمليات المعرفية، وهذا المجال يستخدم الأساليب التحليلية والنماذج الرياضية للكشف عن البيانات السلوكية وتطوير التفكير والسلوك البشري، وقد ساهم علم النفس الرياضي في مجالات مثل علم النفس المعرفي وعلم النفس الاجتماعي والتدريب والمنافسين الرياضيين والإدراك البصري، من ناحية أخرى فالذكاء الاصطناعي هو مجال علمي يهدف إلى تطوير أنظمة وتقنيات قادرة على أداء مهام معرفية وإدراكية بطريقة مشابهة للسلوكيات الرياضية. وشمل الذكاء الاصطناعي مجموعة واسعة من التخصصات مثل علم الحاسوب وعلم المعرفة وعلم النفس وعلوم الرياضة المختلفة، واستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي في مجالات مختلفة مثل التعرف على المكافحة والتحليل التنبؤي والروبوتات والتحكم الذكي. يوجد تداخل واضح بين علم النفس الرياضي والذكاء الاصطناعي، حيث يستخدم كل منهما أساليب الكمية والتحليل لفهم وتمثيل السلوك الإنساني والعمليات المعرفية، ويمكن أن يستفيد كل مجال من الآخر، علم النفس الرياضي يوفر أساسًا نظريًا للذكاء الاصطناعي، بينما يساعد الذكاء الاصطناعي في تطوير نماذج أكثر دقة ومضاعفة لفهم السلوك البشري، وهذا ما تقوم عليه الدكتورة افراح الجابرية التي تقدم بحثها العلمي في مجال الطب الرياضي والتخصصات الديناميكية المساعدة في ذلك، حيث تعد اول عمانية حاصلة على منحة دراسية في قطاع الطب الرياضي من اللجنة الأولمبية الدولية. وقد يكون الطب الرياضي اخذ نصيب الأسد من رقمنة الأشياء، حيث ساهمت العمانيات في تصميم أدوات تحليل الأداء الرياضي عبر تطبيقات ذكية تقيس الجهد البدني، وتُتابع مؤشرات اللياقة بشكل فوري، كما انه في الجامعات العُمانية، تشهد المختبرات مشاريع بحثية تُسهم فيها الطالبات لتطوير نماذج ذكاء اصطناعي تتنبأ بالإصابات الرياضية قبل حدوثها، أو تُقترح خطط تدريب مخصصة لكل لاعبة حسب بياناتها الحيوية.

المسرعات وجائزة دراسا

لم تقف المرأة العُمانية عند حدود المشاركة في الرياضة أو البحث التقليدي، بل تجاوزت ذلك بخطوات واثقة نحو توظيف الذكاء الاصطناعي في خدمة التنمية الرياضية، إدراكًا منها لأهمية التحول الرقمي في بناء بيئة رياضية أكثر ذكاءً واستدامة. وقد برزت الباحثة الدكتورة بدرية الهدابية نموذجًا مشرفًا لهذا التوجه، بعد تتويجها بجائزة «دراسـا» لأحدث دراسة في مسرّعات التطور الرياضي، حيث قدّمت من خلال بحثها تحليلات رقمية دقيقة ومؤشرات إحصائية مبتكرة تُسهم في تطوير الأداء الرياضي، بالتعاون مع مراكز بحثية محلية ودولية.

تؤكد الهدابية في أبحاثها أن الذكاء الاصطناعي ليس مجرد أداة تقنية، بل شريك فاعل في رسم ملامح المستقبل الرياضي للمرأة العُمانية، من خلال تحويل البيانات إلى معرفة تسهم في اتخاذ قرارات أكثر دقة، وتوفير فرص ابتكار تدعم رؤية عُمان 2040 نحو مجتمع رياضي قائم على البحث والابتكار. ويُقصد بالمسرّعات تلك الأدوات والآليات العلمية والتقنية التي تُسهم في تسريع وتيرة التطوير الرياضي من خلال تحليل البيانات وتطبيق الذكاء الاصطناعي وابتكار الحلول التي تعزز الأداء الرياضي، وقدمت الهدابية من خلال بحثها مؤشرات رقمية دقيقة ونتائج تحليلية متقدمة بالتعاون مع مراكز بحثية محلية ودولية، لتؤكد حضور المرأة العُمانية في مجالات البحث والابتكار الرياضي على المستويين العربي والعالمي.

التعليم المستمر

كما ان عجلة الاستدامة التعليمية والعلمية في قطاع رياضة المراة له تاريخ عريض، حيث إن مشاركتهن في مختلف قطاعات بناء المعرفة وتقديم البحوث المتعددة ، ساهم في الرياضة العالمية بشكل ايجاب، حيث عملت سعادة بنت سالم الاسماعيلية على تقديم بحث علمي اكاديمي الى اللجنة الاولمبية الدولية حول رداء المراة المسلمة في الرياضة والذي كان له تاثير على ممارسة المراة المسلمة، بالاضافة مشاركة عدد من رائدات الرياضة النسائية في برامج القيادات النسائية مثل خولة الرواحية والتي شاركت مؤخرا بها في مدينة مانشستر البريطانية، بالاضافة الى حصول الصحفية زينب بنت خميس الزدجالية على المنحة الدولية لدراسة الماجستير والتي تعمل هي الأخرى على على بحثها العلمي في قطاع الذكاء الاصطناعي والذي سيرفد الرياضة المسائية العمانية، وغيرها من الرياضيات اللاتي شاركن في عدد من البرامج التي تعزز التعليم و البحث العلمي وتدعو الى توظيف خصائص الذكاء الاصطناعي .

التحكيم و التدريب من التجربة إلى الفكرة

على ما يبدو ان التحديثات المستمرة في عمليات التدريب والتحكيم ساهمت بالانتقال الى استخدام التقنيات في الوظائف الرياضية، من اجل تكاملية العمل، وهذا ما حدث مع الاتحادات الرياضية العمانية التي تضم النخبة من رائدات الرياضة العمانية، حيث يتميز كل اتحاد عن اخر في عملية تغطية مبارياته بالشكل الذي يتناسب معه باستخدام مختلف الأدوات التقنية الناشئية والتي تساعدهم على على تحليل البيانات وتقييم وتحليل الأداء كما ان توظيف التقنيات مثل تقنية الفيديو الـ (فار) في مباريات القدم ساهم في تحقيق العدالة للاعبين، ومن ابرز المحكمات العمانيات اللاتي تعتمد عليها الحكمة مريم الحضرمية، كما ان للحكمة الدولية لكرة السلة وبعد اعتماد الـ (فيبا) لادوات التحليل باستخدام الذكاء الاصطناعي، كان له الأثر في تحليل عدد من البيانات في لعبة السلة وساعد في التحكيم والتدريب بشكل جيد وهذا ما جعل محكماتنا العمانيات كوفاء بنت سيف السمرية تبدع في هذا الجانب وتشارك في تحكيم اغلب البطولات الدولية معتمدة بشكل كبير على التوجهات العامة في استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي في التحليل وتحسين الكفاءة التحكيمية والتدريبية. اما التحول الرقمي للعبة الشطرنج فكان هو النقلة النوعية والفارقة في هذه الرياضة ، ففي عام 2020 وخلال أزمة كورونا، لم تتوقف اللجنة العمانية للشطرنج عن انشطتها بل انها استمرت في الدخول في البطولات والدوريات اثناء اغلاق كل المنافذ و البقاء تحت رحمة الحجر الاجباري، حيث تؤكد حكمة ولاعبة الشطرنج رقية البلوشية بأن التحول الرقمي كان علامة فارقة في لعبة الشطرنج له تأثير كبير في الوسط الرياضي، بالاضافة الى انه ساهم في خلق وعي رقمي ودافعية كبيرة لادارة الأزمات عبر تحولها من الواقع إلى الافتراضي ورقمنتها واستخدام سبل ومحركات التقنيات الناشئة مثل الذكاء الاصطناعي. كذلك الحال مع لعبة كرة الطاولة والتي برزت فيها الحكمة عائشة السعيدية والتي لها باع في اداريات بطريقة مبتكرة موازية للتطلعات الوطنية لرؤية عمان 2040 في استخدام الذكاء الاصطناعي وغيرها من السبل التقنية، لتجويد عملية التحكيم والممارسة وايضا في عمليات التدريب التي تقوم عليها المدربة مريم العلوية في عملية تدريبها للبراعم في رياضة كرة الطاولة.

مختبرات شبابية واعدة

المرأة العمانية بين الميادين الرياضية والذكاء الاصطناعي

منذ اشهار وزارة الثقافة والرياضة والشباب، وهي تعمل على تحقيق العديد من الأهداف المتعلقة بالتطورات والعولمة في القطاع الرياضي و الشبابي وذلك من اجل الوصول الى اعلى معايير الابتكار وتعزيز المعرفة لتحقيق الاستفادة القصوى من ذلك .حيث يعد مركز الشباب التابع لهم نقطة الانطلاق نحو الابتكار المعرفي والثقافي، لانه مركز متكامل يعتني بكافة شرائح المجتمع ويعزز فيهم الشغف في هذا الجوانب . كما تتجه الأنظار إلى نادي المرأة للرياضة والابداع الثقافي بوصفها مختبراً للابتكار النسائي لاعتبارها عقل مبتكر يصوغ الحلول وتقود المشاريع من هذا المنبر الحيوي والذي يمثل المرأة تمثيلا كاملا، والذي يعد مظلة ثابته للبحث العلمي وتعزيز المعرفة والابتكار، لانها من اكبر اهدافهم بمعية المنافسة في المسابقات الرياضية المختلفة .ولعل المرحلة القادمة ستشهد تأسيس منصات وطنية تجمع الباحثات والخبيرات في مجال “التقنية الرياضية”، لخلق بيئة بحثية متخصصة تُسهم في تحقيق أهداف رؤية عُمان 2040 نحو مجتمع معرفي ورياضي متكامل. ختاما نؤكد أن المرأة العُمانية، بعد أن أثبتت حضورها المتميز في مضامير الرياضة، تمضي اليوم بخطى واثقة نحو مختبرات الابتكار والذكاء الاصطناعي، لتواكب الوتيرة العالمية في البحث والمعرفة، وتتنافس في ميدان الفكر والتطوير. لقد تجاوزت كونها رياضية فحسب، لتغدو عالمةً وطبيبةً ومحللةً وباحثةً، تجمع بين العطاء العملي والرؤية العلمية التي تمنحها قوة وتأثيرًا في مواقعها كافة.

ورغم تسارع التحولات التقنية، تؤمن المرأة العُمانية بأن الذكاء البشري يظل الركيزة الأسمى لأي تقدم، وأن الأوطان تُبنى بالعقول الواعية والسواعد الفتية، وهو ما يعكس التحول الفكري العميق الذي تشهده الرياضة العُمانية، نحو مرحلة جديدة من الريادة والابتكار والمعرفة، ترسم ملامح مستقبل أكثر إشراقًا لهذا القطاع الحيوي.

المرأة العمانية بين الميادين الرياضية والذكاء الاصطناعي
المرأة العمانية بين الميادين الرياضية والذكاء الاصطناعي
المرأة العمانية بين الميادين الرياضية والذكاء الاصطناعي

عرضنا لكم زوارنا الكرام أهم التفاصيل عن خبر المرأة العمانية بين الميادين الرياضية والذكاء الاصطناعي على دوت الخليج فى هذا المقال ونتمى ان نكون قدمنا لكم كافة التفاصيل بشكل واضح وبمزيد من المصداقية والشفافية واذا اردتكم متابعة المزيد من اخبارنا يمكنكم الاشتراك معنا مجانا عن طريق نظام التنبيهات الخاص بنا على متصفحكم او عبر الانضمام الى القائمة البريدية ونحن نتشوف بامدادكم بكل ما هو جديد.

كما وجب علينا بان نذكر لكم بأن هذا المحتوى منشور بالفعل على موقع الوطن (عمان) وربما قد قام فريق التحرير في دوت الخليج بالتاكد منه او التعديل علية اوالاقتباس منه او قد يكون تم نقله بالكامل ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر من مصدره الاساسي.

Advertisements

قد تقرأ أيضا