انتم الان تتابعون خبر باستراتيجية "الهيكل المُعقد".. ما حجم تواجد الإخوان بأوروبا؟ من قسم اخبار العالم والان نترككم مع التفاصيل الكاملة
شهد محمد - ابوظبي في الأحد 19 أكتوبر 2025 11:16 صباحاً - تشهد الساحة الأوروبية في الفترة الأخيرة تحولًا واضحًا في التعامل مع التنظيم الدولي لجماعة الإخوان، إذ تجاوزت التحركات الأمنية التقليدية لتصبح قضية مركزية على أجندة البرلمانات الأوروبية وأجهزة الاستخبارات والمؤسسات البحثية، في الوقت الذي ينظر إلى القارة العجوز، في بعض الأوساط على أنها "ملاذ آمن" للجماعة، وسط تحذيرات من توسع نفوذها داخل المجتمعات الغربية.
ويؤكد مراقبون أن الإخوان يعتمدون على استراتيجية مزدوجة تجمع بين الحضور العلني في المؤسسات والمنظمات الرسمية، وبين شبكات غير معلنة من الجمعيات والروابط الأيديولوجية، ما يتيح لهم تعزيز النفوذ بشكل تدريجي، مستفيدين من التباين في السياسات الأوروبية تجاههم، ومن مساحات الحرية المتاحة داخل القارة.
كيف وصل الإخوان إلى أوروبا؟
وبحسب مركز "دراسات التطرف"، يعود تواجد جماعة الإخوان في أوروبا إلى 1960، عندما أسس صهر حسن البنا، مسجداً في ميونيخ، ومنذ ذلك الوقت جرى إنشاء تنظيمات للجماعة بأغلب دول الاتحاد الأوروبي، قبل أن تتوحد في مجموعة ضغط على مستوى الاتحاد الأوروبي، تُعرف باسم "اتحاد المنظمات الإسلامية في أوروبا" والتي غيرت اسمها لاحقا إلى "مجلس مسلمي أوروبا"، ومقرها في بروكسل، وهي تضم حوالي 26 منظمة أوروبية للإخوان.
وينظر إلى ألمانيا على أنها من أبرز معاقل الإخوان في أوروبا، حيث تأسس "التجمع الإسلامي في ألمانيا" الذي يُعد الواجهة الرئيسية للتنظيم هناك، في الوقت الذي تعد النمسا مركزًا مهما للعلاقات الخارجية للتنظيم، حيث أسس القيادي الإخواني يوسف ندا شبكة مالية وإعلامية واسعة، وهو الذي كان مسؤولا عن إدارة أموال جماعة الإخوان في الخارج، ومؤسس "إمبراطوريتها المالية".
أما فرنسا فتُعتبر من الدول التي شهدت توسعًا ملحوظًا للتنظيم، حيث تأسس "اتحاد المنظمات الإسلامية في فرنسا" الذي يضم حوالي 200 منظمة عضو، وتشير تقارير إلى أن هناك 147 مسجدًا ومركزًا و18 مدرسة إسلامية مرتبطة بالإخوان في باريس التي بدأت مواجهة جديدة خلال الشهور الماضية مع مراجعة شاملة لتواجد عناصر الجماعة على أراضيها.
وأشار "مركز تريندز" للبحوث والاستشارات، إلى أن المملكة المتحدة تعد من الدول التي توفر بيئة حرة لأنشطة الإخوان، حيث تأسست منظمات مثل "المجلس الإسلامي البريطاني" و"الرابطة الإسلامية في بريطانيا"، وعلى الرغم من تصنيف الجماعة كمنظمة محظورة في بعض الدول، إلا أن لندن بقيت ساحة مفتوحة لأنشطتها الفكرية والتنظيمية.
وفي السنوات الأخيرة، كثف التنظيم من تواجده في دول شرق أوروبا مثل البوسنة والهرسك، بهدف توفير ملاذات آمنة لعناصره وأنشطته، خاصة في ظل الملاحقات الأمنية في دول غرب أوروبا.
هيكل مقعد للتنظيم
من باريس، اعتبر الأكاديمي الفرنسي وأستاذ العلاقات الدولية فرانك فارنيل، في حديث خاص لموقع "دوت الخليج"، أن "جماعة الإخوان في أوروبا تعمل من خلال هيكل معقد ولا مركزي، يختلف جذريًا عن نماذجها الحزبية الرسمية في الشرق الأوسط".
وأوضح فارنيل أن "هذا الهيكل يعتمد على تنسيق مركزي يتمثل في المجلس الأوروبي للمسلمين، ومقره بروكسل منذ تأسيسه عام 1989، ويشرف على عدة منظمات تابعة تقدم خدمات دينية واجتماعية للشباب والمجتمعات المسلمة في أوروبا، بما في ذلك المجلس الأوروبي للفتوى والأبحاث، ومنتدى منظمات الشباب والطلاب المسلمين الأوروبيين، والمعهد الأوروبي للعلوم الإنسانية، بالإضافة إلى صندوق أوروبا والمجلس الأوروبي للأئمة".
وأشار إلى أن "الجماعة تعمل أيضا عبر شبكات محلية تضم مساجد ومدارس ومنظمات مجتمعية في دول مثل فرنسا وألمانيا وبلجيكا والنمسا والمملكة المتحدة، وغالبًا ما تعمل هذه الكيانات تحت أسماء محايدة، مما يصعب تتبع ارتباطها المباشر بالإخوان".
وعن حجم عناصر الجماعة، لفت "فارنيل" إلى أنه "من الصعب تحديد العدد الدقيق لأعضاء الإخوان في أوروبا بسبب طبيعتها اللامركزية وغياب قوائم العضوية الرسمية"، لكنه مع ذلك أوضح أن عضوية الجماعة في فرنسا وحدها تضاعفت من نحو 50 ألفًا في 2019 إلى حوالي 100 ألف بحلول 2024.
وفيما يتعلق بتأثيرها، أشار الأكاديمي الفرنسي إلى أن "الدول الأوروبية تختلف في نهجها تجاه الجماعة، فبينما اعتمدت النمسا وفرنسا سياسات صارمة تشمل الحظر وتعزيز الرقابة، كانت دول مثل المملكة المتحدة وبلجيكا والسويد أكثر تساهلًا، مركزة على مكافحة الإرهاب بدلًا من التركيز على الإسلام السياسي"، مؤكدا أن "استراتيجية الإخوان في أوروبا تركز على التأثير المجتمعي طويل المدى عبر الوسائل القانونية والمؤسسية، ما يجعلها تحديًا أمام حكومات القارة".
"مجلس الشورى العالمي"
وقال الباحث المتخصص في شؤون الحركات المتطرفة، أحمد سلطان، لموقع "دوت الخليج إن "التنظيم الدولي لجماعة الإخوان" يمثل الإطار القيادي والتنسيقي الأعلى للجماعة على مستوى العالم، ويضم عددًا من الهيئات التي تمثل الدول المنضمة إليه، وتشرف عليها هيئة قيادية عليا تُعرف باسم "مكتب الإرشاد العالمي"، إلى جانب "مجلس الشورى العالمي".
وأوضح سلطان أن "المكتب العالمي يُعد بمثابة المكتب التنفيذي للتنظيم، ويتكون من نحو 15 إلى 16 عضوًا، بينهم مصريين، وبعد الضربات الأمنية التي تلقاها التنظيم داخل مصر خلال السنوات الأخيرة، تم تصعيد قيادات بديلة لإدارة العمل داخل التنظيم العالمي بشكل مؤقت".
وأشار إلى أن "قطاع أوروبا ظل الأكثر تماسكًا وتأثيرًا داخل التنظيم الدولي، ويتوزع بين دول أوروبا الشرقية والغربية، وتشكل بريطانيا وبلجيكا وفرنسا وألمانيا مراكز رئيسية لنشاط الجماعة، إلى جانب وجود محدود في روسيا ودول الشمال الأوروبي مثل السويد ودول البلطيق".
وبيّن سلطان أن "وجود الإخوان في أوروبا أصبح أقرب إلى الطابع السري، التزامًا بمبدأ علنية الدعوة وسرية التنظيم، الذي تتبعه الجماعة، في حين غير التنظيم خلال السنوات الماضية أسماء مؤسساته وأفراده لتجنب الملاحقة، مثل استبدال الأسماء العائلية الشهيرة بأخرى غير معروفة، مع وقف نشر صور القيادات".
ولفت إلى أن قطاع أوروبا يعتمد على تمويل أنشطته من اشتراكات الأعضاء والتبرعات القانونية، وتُقدر الأموال المتدفقة منه بملايين الدولارات شهريًا لدعم أنشطة الإخوان عالميًا، ويرأس هذا القطاع حاليًا محمود الإبياري، الذي يشغل في الوقت نفسه منصب الأمين العام للتنظيم العالمي خلفًا للقيادي السابق إبراهيم منير.
نرجو ان نكون قد وفقنا في نقل التفاصيل الكاملة الخاصة بخبر باستراتيجية "الهيكل المُعقد".. ما حجم تواجد الإخوان بأوروبا؟ .. في رعاية الله وحفظة